نزكي لكم قراءة ايضا: القرآن الارامي
مقدمة :
لقد ذكر مؤلف القرآن مقتطفات عن حور العين بشكل غامض دون ان يبين ما حقيقة حور العين ، و جاء هذا الاصطلاح في وصف الجنة و فاكهة و انهار الخمر و العسل و عيون الماء المسكوب فيها ، و معروف ان لغة القرآن غامضة المعاني و ليس و ليس كتابا عربيا مبين ، فهو يحتاج الى عشرات المفسرين و مئات كتب التفسير كي يفهم القارئ معاني تلك النصوص الغامضة و ماذا تعني ، و مع هذا فقد اختلف المفسرون فيما بينهم ، وكل يفسر على هواه ، ثم يبرر جهله بقوله و الله اعلم .
كتبت مقالين حول الفسير الارامي لحور العين ، الذي اضحه خبراء اللغة الارامية السريانية ان حور العين لسن نساء مخلوقات للزواج و الاستمتاع الجنسي ، و لهن مقعدة بعرض ميل كما وصفها نبي الاسلام . بل قالوا عنها ان المقصود بحور العين هو العنب الابيض ، او الزبيب الابيض . وهذه فاكهة من فواكه الجنة التي تكلم عنها مؤلف القرآن لاغواء بدو الصحراء باشباعهم منها بعد الموت في سبيل الله .
وبعد البحث الدقيق وجدت مقالا لرجل سعودي لم يذكر اسمه ، كتب بحثا جميلا عن تفسير معنى حور العين و هو اقرب للصواب مما يعتقده المسلمون من انهن نساء جميلات مخلوقات للنكاح و استمتاع الذكور بهن . و فسرها انها فاكهة للمؤمنين .
و لكشف الغطاء و رفع الصدأ عن العقول المغيبة خلال 1400 سنة و المخدوعين بحور العين ، انقل المقال كما هو دون تغيير لفائدة الاخوة المغيبين كي لا يتورطوا بقتل انفسهم و قتل الاخرين للفوز بالعنب الابيض او الفاكهة المتجددة ، بدلا من النساء الباكرات الفاتنات كالؤلؤ المكنون . ولمن يرغب ان يتأكد اضع رابط المقال الاصلي هنا .
• https://m.facebook.com/AltryqAlyAlaymanBallhWmhbtRswlAllh/posts/512725902147652
نص المقال :
الحور العين لسن النساء الجميلات بالجنة ،،، اليوم سوف أتحدث عن المفهوم الخاطئ للحور العين ،،،، (( الحور العين هي الفاكهة المتجددة مثل العين التي تنبع منها المياه باستمرار )) ،، الشرح سيطول لذلك أرجوا من الجميع أن يكونوا معي كلهم آذان صاغية فالموضوع يحتاج إلى دقة وتمعن ،،، و للوصول إلى معنى الحور العين يجب أن نتحدث قليلا عن الجنة وسكانها ،،، يقول ربنا سبحانه و تعالى في سورة الدخان ( إن المتقين في مقام أمين ،، في جنات وعيون ،، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ،، كذلك وزوجناهم بحور عين ،، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) ،،، وبما أن المتقين هم من الجنسين الرجال والنساء إذاً فالحور العين هي للرجال وللنساء ،، فالجنة ليست حكراً على الرجال كما أن مقام التقوى ليس حكراً على الرجال ،،، ولو نظرنا إلى كتب الحديث للأسف ،،، لوجدنا أن الجنة أصبحت بيوت دعارة مفتوحة لكل مؤمن بالجنة ،، فهو يختار من يريد من سوق النخاسة من النساء ثم يحتسي الخمر كل اليوم وليس له إلا الجنس والخمر !!! اعطيكم أمثلة عن ما جاء بالكتب ،،، قال (ص) ،، ان في الجنة سوقاً ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها وإن فيها لمجمعاً للحور العين ،،،،،، الخ ،، قال (ص) ،،،،، وإن له من الحور العين لاثنين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض ،،، ومقعدها يعني خلفيتها حشاكم ،، والأحاديث كثيرة ،،، بعضها يتحدث عن زوجتين وبعضها عن سبعين زوجة وبعضها عن مئة زوجة وبعضها عن 500 زوجة من الحور العين ،،، ومن أراد أن يتأكد من كلامي فاليفتح الكتب ويقرأ ،،، لنرجع إلى الآية ونفسرها كلمة كلمة ،،، قال تعالى ،،، ( إن المتقين في مقام أمين ) ،، كلنا متفقون أن المتقين هم من الرجال والنساء ،،، ( في جنات وعيون ) ،، أي أن المقام الأمين هو وسط الجنات والعيون ،،، ( يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ) ،، والذين يلبسون هم الرجال والنساء ،، فكلمة يلبسون تدل على الجمع السالم ،، فلم يقل يلبسوا للرجال و لم يقل يلبسن للنساء ،، فالجمع هنا هو للرجال والنساء ،، ومتقابلين على السرر والكلام للجميع من النساء والرجال
( أقارب أو أزواج أو زوار ) وهم على سرر أي يجلسون معاً في سرور وحبور متقابلين يتحدثون عن ما أنعم الله عليهم من النعيم المقيم ،،،
( كذلك وزوجناهم بحور عين ) وزوجناهم تعني للرجال وللنساء من المتقين وليس للرجال فقط ،،، والآن دعونا نتحدث عن معنى زوجناهم فهي بيت القصيد ،،،التزويج تأتي بعدة معاني ،،، التزويج تأتي بمعنى أصل الخلق حيث أن ربنا سبحانه وتعالى خلق الأشياء أزواجا ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) ،، والتزاوج لا يأتي فقط من أجل المناكحة ،، لأن ربنا خلق الأزواج من كل شيء ،، الجماد والنبات والحيوان ،،، والإزدواج يأتي لتلازم العمل فهنالك زوج من العناصر إجتمعت وتلازمت من أجل عمل معين كطبيب الجراحة مع طبيب التخدير،، ايضا تزاوج الأرض مع القمر لإحداث الليل والنهار ،،، الخ ،،، والنعيم لا يكتمل إلا بمزاوجته للحور العين فالحور العين و النعيم شيئان متلازمان ،،، لذلك ربنا قال ( وزوجناهم بحور عين ) ليكتمل نعيمهم ،، وسنأتي على شرح الحور العين لاحقاً ،، أيضا التزويج يأتي بمعنى الإزدواجية لاحظوا مثلا قول تعالى ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور49 أو يزوجهم ذكرانا وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماًإنه عليم قدير50 ) ،، يعني هناك اربع حالات ،، يهب البعض ذكور فقط ،، ويهب البعض إناثاً فقط ،، والبعض يزوجهم أي يهبهم الذكور و الإناث معاً ،، والحالة الرابعة لا يهبهم شيء ،،، فكلمة يزوجهم هنا لا تعني المناكحة ،، ولكن زوج يعني أولاد وبنات ،،، هنالك التزويج بمعنى التشابه ( ،، وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيهاخالدون ) ،،، ( ،،، هذا فاليذوقوه حميم وغساق 57 وآخر من شكله أزواج 58 ) ،، هنالك التزويج بمعنى التبعية ( احشروا الذين ظلموا و أزواجهم وماكانوا يعبدون ) ،،، هذا يعني ان الزوج الذي هو الانسان و ومعبوده من غير الله سيدخلون النار،، هنالك التزاوج بين الذين يقومون بأعمال متشابهة من حيث القيمة وليس الشكل ،، فالذي يعبد صنماً كالذي يشرب خمراً ،،، لذلك قال رسول الله ( يحشر عابد الصنم مع شارب الخمر ) ،، والآية الدالة على ذلك هي قوله تعالى ( وإذا النفوس زوجت ) ،، فربنا يأتي يوم القيامة بأصحاب الأعمال ( سواء اصحاب الجنة أو النار ) ثم يزاوجهم باصحاب أعمال اخرى لها نفس القيمة ولكن مختلفة بالشكل ،، مثلا كافل اليتيم مع راحم الأرملة هؤلاء زوجين ،، وعابد الصنم مع شارب الخمر هؤلاء زوجين ،، هنالك أخيرا التزويج بمعنى النكاح ،،، (،،، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها،،) أي أنكحناكها ،، ولم يقل ربنا ( زوجناك بها ) فالباء حذفت لأن المقصود من التزويج هنا النكاح أما لو قال زوجناك بها لكان المقصود قرناك بها،، وقد جاء عند ابن منظور والزبيدي والأزهري والجوهري وغيرهم ( وهذا لمن يحب الإطلاع على الكتب ) ،، جاء قولهم عن ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرنَّاهم بهم وليس أنكحناهم ،، فوجود الباء يعني الإقتران و عدم وجودها يعني المناكحة ،،، اذاً يتضح الأن أن معنى زوجناهم بحور عين أي قرناهم ولازمناهم بحور العين سيما وأن في الجنة لا يوجد مأذون ولا كاتب عدل ولا زواج بل يوجد إلحاق مباشر قال تعالى ( وألحقنا بهم أزواجهم و ما صلح من ذريتهم ) ،،،، الآن سنشرح ماهي الحور العين ،،، الحور ،،، لم يأت بالقرأن أي تحديد أو إشارة إلى أن الحور هي النساء اللاتي خلقن خصيصاً لمتعة الرجال في الجنة ،،، هذا تفسير من الموروث القديم ومن الحشو بالإسرائيليات ،،، دعونا الآن نبحث في القرأن عن كلمة الحور ومشتقاتها ،،، جاءت كلمة الحور 13 مرة في القرأن الكريم ،،، خمس مرات جاءت ( الحواريين ) ،،، ثلاث مرات ( المحاورة ) ،،، مرة واحدة ( يحور ) ،،، أربع مرات ( حور ) ،،، المجموع 13 ،،، كلمة (حور) جاءت ثلاث مرات بالصورة المباشرة ( كذلك وزوجناهم بحور عين ) ،،، ومرة واحدة جاءت بنفس الكلمة ( حور مقصورات في الخيام ) ،،، إن الحور جاءت أيضا موضوعة في صورة بيانية واسعة على كامل أيات القرآن من سورة الدخان والرحمن والزخرف ،،، الخ ،،، فهي فاكهة و نخل و رمان ،،، ( حور مقصورات في الخيام ،، كأمثال اللؤلؤ المكنون ،،، قاصرات الطرف كأنهن الياقوت والمرجان ،،، لم يطمثهن انس ولا جان ،، خيرات حسان ،،،،،،،،، ) ،،، وبالتالي كل هذه الألفاظ تستدعي التفسير والتحليل حتى نبرهن تفسيرنا عن الحور ،،، هنا يجب أن نتأمل آية مهمة جداً و هي ،،، قوله تعالى ،، ( إنه ظن أن لن يحور ) ،، هذا يعني أن المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره ظن أن العذاب لن يرجع و يعود إليه ،،، ولو طبقنا هذا المعنى على الحور العين نستدل على أن هذه النعم من الفاكهة ستعود دوماً بشكل عين لا تنضب ،،، حور ( يعود ) عين ( عين لا تنضب ) ،،، ويتفق هذا المعنى مع الأية التي تقول ( جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ) ،،، فهذه الثمرات سوف تحور وترجع كلما أخذ منها أهل الجنة ،،، وهي لا تنقطع أبداً ،،، فالمتقين من النساء و الرجال عندما يدخلون الجنة يُزوجون بها ،،، أي يقترنون بها ويتلازمون معها فهي للرجال والنساء بدون تفرقة ،،، وفي السياق نفسه وبالإتصال مع آية أخرى فهذه الحور ( مقصورة بالخيام ) أي مقصورة داخل خيمتها التي تحفظها كما تحفظ كل فاكهة قشرتها ،،، وتبدو أيضا هذه الثمار ( حسب أية أخرى ) من أكمامها كاللؤلؤ المكنون ،،، اذاً ،، بدأنا نرى أن المعنى من نعيم الجنة أصبح متاحاً للرجال والنساء دون تفرقة وبالتساوي ( مساواة بين الرجل والمرأة ) وهذه هي المساواة الحقيقية لا المساواة المزعومة الذي جميعكم يعرفها ،،، وأن الجنة ليست مجتمع ذكوري وليست حكراً على الذكور ،،، يُؤتى الرجل فيها قوة 70 رجل ليستطيع أن يقوم بواجبه الجنسي مع هؤلاء الحور طوال يومه وكأن ذلك هو شغله الشاغل ،،،، تعالوا الآن نرى سورة الرحمن التي ذكر فيها ربنا الخيرات الحسان وهي الحور العين ،،، ولكي يظهر المعنى جلياً سنقوم بحذف آية ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) المكررة ،،،، ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ،،، ذواتا أفنان ،،، فيهما عينان تجريان ،،، فيهما من كل فاكهة زوجان ،،، متكئين على فرش بطاؤنها من استبرق وجنى الجنتين دان ،،، ( فيهن ) قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان ،،،،( كأنهن ) الياقوت والمرجان ،،، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ،،، و من دونهما جنتان ،،، مدهامتان ،،، فيهما عينان نضاختان ،،، فيهما فاكهة و نخل و رمان ،،، [( فيهن ) خيرات حسان ] ،، [ حور ] مقصورات في الخيام ،،، لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان ،،، متكئين على رفرف خضر و عبقري حسان ،،، تبارك اسم ربك ذي الجلال و الاكرام ،،، فإذا نظرنا إلى كلمة ( فيهن ) في آية ( فيهن قاصرات الطرف ) نجد أنها جمع مؤنث وهي تعود على الفاكهة ،، ًلأن ربنا كان يتحدث عن المثنى للجنتين وهو ( فيهما ) ،، ثم انتقل الى جمع المؤنث في إشارة إلى الفاكهة وليس إلى الجنتين لأن الجنتين مثنى و ليس جمع ،، أصبح عندنا المعنى المتصل ،،، ( فاكهة قاصرات الطرف كالياقوت والمرجان خيرات حسان حور مقصورات في الخيام ) ،،، والأن ما معنى قاصرات الطرف ،،، وما معنى يطمثهن انس قبلهم و لا جان ،،، وما معنى كأنهن الياقوت والمرجان ،،،،،،،، ( قاصرات ) ،،، لو بحثنا عن الكلمة ومشتقاتها في القرأن نجد أنها ذكرت 13 مرة ،،،، مرة بمعنى القصر و هو السكن المعروف ،،،، ومرة بمعنى الإنتهاء ( وإخوانهم يمدونهم في الغي لا يقصرون ) ،،، مرة بمعنى الإختزال والنقص كما في الصلاة ( واذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) ،،،، و مرة في تقصير الشعر ( ،،، محلقين رؤوسكم و مقصرين ،،، ) ،،، ومرة بمعنى الحفظ و الحبس وهنا المعنى الذي نريده ( حور مقصورات في الخيام ) ،،،، الأن نأتي إلى كلمة ( الخيام ) ،،، الخيام هنا معناها غلاف الفاكهة التي يحميها من العوامل الخارجية إلى أن يطلبها صاحبها ،،، وكلمة خيام أتت مرة واحدة ( حور مقصورات في الخيام ) ،،، فكل ثمرة من هذه الثمرات لها غلافها الخاص الذي يحميها بما يناسب نوعها وشكلها لذلك ربنا سبحانه وتعالى قال خيام بدل الغلاف للبلاغة عن كل هذه الثمرات و كل هذه النعم ،،، فلو قال قشرة لكان المعنى مقتصر على الفاكهة التي لها قشرة بينما هنالك فاكهة مثلا مثل الدراق لها غلاف مخملي يحميها بالإضافة إلى قشرتها ،، فكلمة خيمة هنا أعم و أشمل لكل الثمرات والنعم ،،، الآن نآتي إلى كلمة قاصرات التي تتحدث عن موضوعنا ،،، وردت 3 مرات ،،، ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) ،،، ( وعندهم قاصرات الطرف أتراب ) ،،، ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس و لا جان ) ،،، نلاحظ أن كلمة ( الطرف ) جاءت بالآيات الثلاثة ،،،، وعندما تقترن كلمة قاصر مع كلمة الطرف في اللغة فهذا يعني قاصر تأتي من قصير أي عكس طويل ،،، الأن نأتي إلى كلمة ( الطرف ) ،،،، جاءت هذه الكلمة 11 مرة في القرآن ،،، مرة بمعنى بعضاً من الشيء ( ،،، طرفاً من الذين كفروا ،، ) ،، مرة بمعنى بعض الشيء من أوله و آخره ( ،، طرفي النهار ،، ) ،،، ( أطراف النهار ) ،،، مرة بعض الشيء من جوابه ( ننقصها من أطرافها ) ،،، مرتان بمعنى الجفن ( ينظرون من طرف خفي ) ،،، وهنا نجد إحتمالات عدة للمعنى المطلوب الوصول إليه في عبارة ( قاصرات الطرف ) ،،، بعد أن فسرنا إحتمالات الطرف ،،، المعنى الأول ( متعلق بالعين والجفن ) فيكون المعنى أن تكون ثمار الجنة من الفاكهة و النخل و الرمان مشبعات مغنيات فهن قاصرات الطرف لمن يتناولهن فلا يحتاج إلى أن يجول ببصره للبحث عن هذه الثمار ،،،، وإما أن يكون المعنى، متعلق ( بالتقصير من الجوانب ) فيكون المعنى أن ثمار الجنة من الفاكهة والنخل والرمان ليست كما هي في الدنيا تحتاج من يتسلق و يتعب حتى يصل إليها بل هي قاصرات الجنب ( دون المتقين ) مذللات لأهل الجنة ( و ذللت قطوفها تذليلا ) ،،، و أما أن يكون المعنى ( أنهن نسوة بالجنة يقصرن أبصارهن على أزواجهن ) فهو لغو و قصر نظر ،،، فالسبب الأول أن الحور العين هي لكل المتقين من الجنسين الرجال والنساء ،، ولو صح الأمر لكان هنالك أيضا حور مقصورين في الخيام و قاصرين الطرف على زوجاتهم ،،، ولو قلنا أن هؤلاء النسوة محبوسات في الخيام فعلى من يخشى أن يقع بصرهن ؟ ولماذا يقصرن الطرف ؟ لماذا لا يطلقن بصرهن طالما مختبئات بالخيام لا أحد يراهن و لا يرين أحد ؟ ألم يكفينا غض بصر بالدنيا أيضاً غض بصر بالجنة ؟!! ،، الأن نأتي إلى ( الياقوت و المرجان و البيض المكنون ) ،،، وهي ألوان الحور ،،،، فلو سلمنا جدلاً أن الحور قاصرات الطرف هنَّ نسوة في الجنة ،،، فهل من صفات هذه النسوة المحببة إلى النفس أن تكون حمراء كالياقوت أو شمعية كالؤلؤ أو زرقاء أو حمراء ،، من منا يحب أن ينظر إلى إمرأة حمراء أو صفراء بيضاء كبيض النعام كما سمعت أحد المشايخ يقول ،، أو زرقاء أو خضراء ،،، الخ و هذه كلها ألوان الياقوت ،، أما لو كانت هي ثمار الجنة التي قد ازدادت بهاء على بهاء واكتست حمرتها بشفافية و صفاء مثل الياقوت و بريق المرجان فإن هذا مما يحسنها حتماً في عين الناظر وهو المنطق والكمال في خلق الله سبحانه وتعالى ،،، الآن نأتي إلى كلمة ( يطمثهن ) ،،، ولو سلمنا جدلا بأن الحور قاصرات الطرف هنَّ نسوة في الجنة خلقن خصيصاً لها و أن الطمث هو غشيانهن ( مجامعتهن ) فهل من الممكن أن يكنَّ سائبات متروكات لأي أحد من الجن أو الإنس ليمارس معهن الجنس دون ضوابط كالبهيمة السائبة ؟!!! أما ثمار الجنة فهي تحور أمامهم ( أي تتجدد باستمرار) لذلك عندما يأكلونها تكون جديدة لم يلمسها أحد من قبل ( لم يطمثهن أحد ) ،، فهي لهم بكراً ( أول طلعتها ) ،، والآن نأتي إلى كلمة ( أتراب ) ،،، هذه الكلمة جاءت 3 مرات بالقرآن ،،، ( وعندهم قاصرا الطرف أتراب ) ،، ( عرباً أتراباً) ،، ( وكواعب أتراباً) ،، و الترب هو الصنو و المتماثل في العمر والنشأة ،، إن ثمار كل نوع تتطابق بالشكل و الطعم ،، إذ أنها تعود كما كان ( تحور) ،، ولذلك يعتقد آكلها بأنها هي التي أكلها آنفاً ،، والآن نأتي إلى كلمة ( عين ) ،،، جاءت كلمة العين ( بكسر العين ) بالقرآن 4 مرات ،،، ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) ،،، (كذلك و زوجناهم بحور عين ) ،،، ( و زوجناهم بحور عين ) ،،، ( و حور عين ) ،،،، لنتدبر قوله تعالى ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) و نقارنها مع ( و حور عين ) نتبين من المقارنة أن ( الحور = قاصرات الطرف ) ،،، ثم لنتدبر قوله تعالى ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) و نقارنها مع ( وعندهم قاصرات الطرف أتراب ) نتبين أن ( عين = أتراب ) ،، و السبب في كونها أتراب هو أنها حور ( تعود كما كانت ) ،،، إنها دائرة كاملة مذهلة من التجدد اللانهائي ،،، يقول ربنا سبحانه وتعالى ( أكلها دائم و ظلها ) ،، أي ثمارها دائمة وأوراقها لا تسقط فهي تعطي الظل دائما ،،،، والعين أصلا هي التي تفيض ،،، ( فقلنا إضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشرة عيناً ) وسميت العين بالجارحة لفيضانها بالدمع ،،، ( و إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) ،، فمعرفة الحق يجعل العين تدمع ،،، فهذه الفاكهة و النخل و الرمان تتجدد كما لو كانت عين تسيل ،،، وبعد كل ذلك نكون قد إقتربنا إلى نهاية الشرح ،،، بقي أن نقول ،،،، إن القول بأن الحور العين هي النسوة بالجنة خلقن خصيصا للرجال هو ،،، قول بلا معنى ،،، بلا نص ،،، ولذلك فهو من الإفتراء على الله سبحانه و تعالى ،،،، يخل بالعدل في العطاء بين الجنسين ،،، يكرس للتفرقة العنصرية التي ما برح الرواة يتحدثون عنها في كتبهم و رواياتهم ،،،، إن التزويج الوارد لا علاقة له بالنكاح و إنما هو من الإقتران ،،، إن الحور هي جنس الثمار التي تعود وتتجدد بعد ذهاب ،،، إن ضمير جمع المؤنث السالم في الآيات يعود على الفاكهة و النخل و الرمان كما يعود في آيات أخرى على قاصرات الطرف ،، ولا ذكر للنساء في الموضوع نهائيا ،،، إن هذه الحور من الخيرات الحسان مقصورات و محفوظات في أكمامها كالؤلؤ المكنون إلى أن يحين وقت تناولها فتعود كما كانت و كأنها عين تفيض ،،، وهذا التجدد الذي يراه أهل الجنة يجعلهم متأكدين من أن هذه الثمار الخيرات الحسان لم يسبق أن مسهن ( طمثهن ) إنس و لا جان ،،، و من جمال هذه الخيرات الحسان أنْ زينها ربنا سبحانه وتعالى فصارت كالياقوت و المرجان و اللؤلؤ المكنون ،،، و لأنها متماثلة فهي كالأتراب المتشابهين المتماثلين ،،،،،،،،،،، يصبح لدينا المعنى النهائي ،،،، (( هي الخيرات الحسان ،، المكنونات في خيام ،، القطوف الدانية أو ذي الطرف القاصر المذلل للمتقين ،،، و هي تتدفق كالعيون و لا تنقطع )) ،،، و هذه الثمرات تجري بالخيرات الحسان ،، كلما قُطفت واحدة عادت كما كانت ،،، حتى أن أهل الجنة يقولون عن مشاهدتها و هي تعود ( كلما رزقوا منها من ثمر قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ) ،،، أما القول بأن الحور العين هنَّ نسوة تم إنشاؤهن أبكارا من منطق قوله تعالى ( ثيبات و أبكاراً ) فهو من باب الغفلة العظيمة ،،، فالأبكار صفة تطلق على الشيء الذي خرج أولاً ولم يُمس بعدُ ،،، أنظر إلى قوله تعالى ( ،،،،، و ماء مسكوب ،، و فاكهة كثيرة ،، لا مقطوعة و لا ممنوعة ،، و فرش مرفوعة ،، إنا أنشأناهن إنشاء ،، فجعلناهن أبكاراً ،، عرباً أتراباً ،،،، ) و قوله تعالى ( أنشأناهن إنشاء ) ،،، الضمير يعود على الفاكهة الكثيرة التي جعلها ربنا أبكاراً و عرباً أتراباً ،،، والحمد لله رب العالمين ،،، اللهم فهمنا القرآن .