من يرغب أن يكون سيداً على كل العالم , فحجم عالمه يعتمد على مقدار إنفتاح تفكيره . وفي التعاطي مع الأمور علينا تحمل واجبات صعبه . أما عند التعامل مع الناس فينبغي أن نصادق من كان صعب القياد ولا نتقاطع معه
عندما يكون علينا بناء صداقاتنا مع الناس ينبغي أن نسوسها بالتسامح والصبر. التسامح هو أسمى فريضة في الكون ولهذا علينا أن نتخيل أنفسنا نعيش في المحيطات حيث تتعايش آلاف الأجناس من المخلوقات البحريه والأسماك
يحتوي الكون على كل شيء , والأرض قبلت آلاف المخلوقات للعيش عليها , والعقول يجب أن تتعايش مع جميع الأشكال من الأفكار دون نبذ أو تحقير أو ازدراء , وقد قيل : للناس فيما يعشقون مذاهب ولو تشابهت الأذواق لبارت السلع
لا يحق لنا أن نطلب من الآخرين أن يصبحوا مثلنا لأن بيننا وبين الغير مسافات واسعه من تعدد الخبرات والمعارف والبيئات والمشارب , لهذا لا يحق لنا إجبار أحد على التصرف وفق إرادتنا . أجسادنا تحتاج الى حواسها الخمسه لكي تعيش في تكامل , فلماذا نعتقد أن المجتمع سيتكامل بنوع واحد من التفكير ؟
القطارات تسير على سكة واحده , لكن الطرق عبدت ليسير الناس عليها كل الى وجهته بأقصر الطرق , فلماذا نجبر الناس على ترك سياراتهم وركوب القطار الذي سيأخذهم الى وجهتهم في طريق مطوّل .. وقد لا يصلون أبداً
في الديانات الشرقيه يقولون إن العقل يمكن له أن يتسع الى كل الكون . نستطيع أن نستوعب كل الكون اذا كانت عقولنا تسمح بذلك , وعكس ذلك فبقدر ما نعاند على قدر ما نخسر
اذا كنا نستطيع قبول عوائلنا دون شروط نكون نحن قادة عوائلنا , واذا كنا نستطيع تقبل مدينتنا دون شروط عندها سيكون واحدنا عمدة لمدينته . اذا تمكنت عقولنا من قبول الارض كلها والكون دون شروط .. فسنكون نحن الأقرب الى الله
د. ميسون البياتي