على المرء أن يتحمل المرارة لكي يصبح ناجحاً , المشاهير مثلاً يتحملون الكثير من المراره بسبب شهرتهم , هناك ثمن لكل مجد , والنجاحات الكبرى تتطلب المزيد من التضحيه
حين تخصص الأمهات أوقاتهن , وطاقاتهن , ومحبتهن لأطفالهن , فإن أصوات الأطفال البريئه والرقيقه , وأمتلائهم بالحيويه والإشراق , ومنظرهم البديع , كل هذه الأمور تمنح الأمهات سعادة كبرى وتمنحهن متعة عجيبه مبهره مقابل ما قدمنه من تضحيات
المعلمون وهم يقدمون التعليم والتثقيف لطلابهم بصبر ومحبة وإعتدال , فهم يضحون بأوقاتهم وطاقاتهم , وحين ينجح الطلاب , يشعر المعلمون بالمتعه على الرغم من أنهم لن يحصلوا على أي عائد شخصي لنجاح طلابهم , متعة عظيمه يحصل عليها المعلمون حين يشعرون أنهم قادرون على تثقيف الناس وإيصالهم الى مرحلة النجاح في حياتهم , وهذا بحد ذاته مكافأة عظيمة على تضحياتهم
التضحيه تشبه بذر البذور في الحقل , فعلى مقدار ما تبذر يكون حصادك كبيراً , لكن التضحية تبدو وكأن الغير يستغلنا أو يتمتع بمزايا نحن نمنحها , ولكن الحقيقه أن التضحيه هي في مصلحتنا أيضاً اذا لم تضِع تضحياتنا مع الغير , ولهذا علينا أن نقدم التضحيه لمن يستحقها فقط , ولا نبدد الجهد على من لا يستحقون
عندما نكدح ونعرق , ونستعمل حكمتنا في تهذيب النفوس , وتحقيق ما قطعناه على أنفسنا , في منحنا أموالنا وطاقاتنا وخدماتنا من أجل إسعاد الآخرين والعنايه بصحتهم ورفاههم , ألا يجعلنا هذا نشعر بالمتعه والسعاده والرضا عن أنفسنا ؟
ما هو أثمن شيء في الحياة ؟ إنه المتعه التي تتحقق من وراء تضحياتنا . أسعد الناس هم أولئك الذين يمنحون الحب والرعاية لغيرهم . الأوطان تتطور حين يكون فيها أفراد مستعدون للتضحيه
اسرنا وأقاربنا سيتشرفون بنا حين نقدم تضحياتنا وخدماتنا لأوطاننا , ولهذا علينا أن نضحي لنشعر بالسعاده ونرضى عن ذواتنا ونحقق التناغم مع مجتمعاتنا
د. ميسون البياتي