على الأدنى أن يتعلم من الأعلى ” طه حسين ” ..
هناك فلسفتان الأولى فلسفة التخلف والانحطاط ( مجتمعاتنا ) والثانية فلسفة الحضارة والتقدم ( الطرف الأخر ) .
قرأتُ قبل أيام رأي الصديق طارق بن زياد حيث قال ” المسافة بيننا وبين فرنسا بالطائرة 3 ساعات بينما في الواقع الذي يعيشه كل منا المسافة 300 سنة ” هذا الكلام لا غبار عليه .
للدكتور عمرو إسماعيل ” احد كُتّاب الحوار المتمدن ” مقال بهذا الخصوص نشره عام 2010 ونقل منه الصديق مختار فهمي قرطام بعض أجزائه :
ما هي فلسفة التخلف ؟ وأين توجد ؟
إنها فلسفة العالم العربي .. فلسفة مصادرة الفكر مثلما فعل الأزهر مع كتاب الدكتورة نوال السعداوي وغيرها .. فلسفة التكفير و مصادرة العقل .. فلسفة تقديس الأشخاص و التعصب القميء للدين أو المذهب أو القبيلة .. فلسفة السلف الصالح و كأنهم كائنات خارقة لا تخطيء اعتبارا من سيدنا عمر بن الخطاب ومرورا بالصحابة والتابعين والأئمة الأربعة عند السنة والاثني عشر عند الشيعة و شيوخ الإسلام وهم ما شاء الله كثيرون من ابن تيمية إلي ابن لادن وكل من تكلم في الدين من الشيخ الشعراوي إلي عمرو خالد مرورا بالقرضاوي .. فلسفة من اعتبر عبقريات العقاد هي قمة الفكر عندما كتب عن الصحابة وكأنهم ملائكة لا يجد عندهم نقيصة واحدة رغم أنهم اختلفوا فيما بينهم إلي حد الاقتتال و سفك الدماء .. لقد اسبك عليهم قدسية لم يعترفوا هم بها ولذا كانوا أفضل منا.
فلسفة اعتبار المرأة مخلوق من الدرجة الثانية ناقص العقل والدين .. رغم أن جسدها هو محور تفكير رجال هذه الفلسفة .. يعتبرون شعرها عورة في العلن رغم أنهم في السر يدفعون الملايين للحصول علي نظرة من امرأة متمردة …
يقابل هذه الفلسفة المتخلفة فلسفة أخرى وعند الجانب الأخر الذي نكرهه ونشتمه ليل نهار لأننا نكره التقدم ونحب الماضي ونعبد الأموات والأنكى أننا ندعي الأفضليّة ؟ ..
ما هي فلسفة الحضارة ؟
” هي ” الفلسفة التي تؤدي إلي التقدم , هي حرية العقل في التفكير إلي أقصي مدى وفي كل شيء وحرية التعبير عن هذا الفكر دون قيود إلا قيد القانون .. حرية التفكير في الدين و الحياة والعلم .. في وجود الله و ما هيته .. دراسة التاريخ بطريقة نقدية لا تعرف تقديس الأشخاص .. فلسفة لا تعرف السلف علي أنهم السلف الصالح المنزه عن الخطأ رغم أنهم مجرد بشر يخطئون و يصيبون .. لا توجد في فلسفة التقدم حقيقة لا تحتمل البحث والدراسة والتمحيص و لا يوجد شخص فوق النقد و لا توجد حدود لما يمكن أن يصل إليه العقل .. لا توجد حقيقة مطلقة ولكن توجد حقيقة نسبية .. وحرية التعبير عن اي فكر مسموح بها إلي أقصي مدى و لا يوجد شيء يحدها إلا القانون .. بمعنى أن اي شخص يستطيع أن يتهمني أني عميل و حرامي و أنا بالتالي من حقي أن الجأ إلي القضاء لأخذ تعويض يقصم ظهر من اتهمني فأن استطاع أن يثبت أني فعلا حرامي فسأدفع أنا أتعاب القضية و أضع نفسي تحت طائلة القانون .. غير المسموح به هو التحريض علي العنف بمعني أن اي مواطن بريطاني يستطيع أن يكتب أن بلير رئيس وزراء فاشل ويطالب باستقالته أو إسقاطه في الانتخابات ولكنه لا يملك أن يحرض الناس علي قتله فأن فعل يكون من حق الحكومة أن تقبض عليه وتحاكمه .
( هذا هو الفرق فقط ) !!!!!