التحضر البشري وعلاقته بالزيادة السكانية

نسبة الولادات بين البشر تتناسب طرديا مع حالات ازدياد الفقر والجهل وتفشي الامية بين الناس ، فالشعوب الفقيرة في الدول begging-child التي دخلها القومي متدني، والتي تنتشر فيها البطالة والجهل والتمسك بالدين الى حد التطرف وموارد دولها لا تسمح بتوفير مستوى معاشي جيد لمواطنيها، نرى فيها عدد افراد الاسرة مرتفع ويزداد عدد الاطفال رغم الفقر ، كالصومال وبنغلادش والباكستان والهند ودول افريقيا وفلسطين ومصر . وتكثر فيها المجاعات والازمات الغذائية ومشاكل السكن تنتشر في المجتمع الجرائم وعصابات السرقة والقتل والاغتصاب ، مع انعدام التعليم العالي واكتضاض المساكن العشوائية والاحياء السكنية باعداد كبيرة من القاطنين فيها كاعشاش الطيور.

واذا قارنا هذه الحالة بالدول الاوربية ، سنرى ان المعادلة تكون نسبتها عكسية تماما فعدد الولادات او عدد افراد الاسرة الواحدة يقل بزيادة ارتفاع المستوى المعاشي ودخل الاسرة والمجتمع ، وبزيادة المستوى الثقافي والتعليمي للوالدين .
فالاسرة الصومالية الفقيرة او الهندية او البنغلاديشية تنجب بما لا يقل عن خمسة اطفال من زواج عمري مبكر ، وتسكن في مساكن رديئة وتفتقر لمستلزمات الحياة الكريمة وخدمات من ماء وكهرباء وتدفئة او تبريد ، ونظافة ومدارس ، والوالدان اميّان او لم يصلا الى مستوى الدراسة المتوسطة وخاصة الاناث ، ومستوى الدخل واطئ جدا، ولا تستعمل موانع الحمل بسبب الفقر والجهل .
بينما نرى العائلة السويدية او الدانمركية او البريطانية او الالمانية ،لا تنجب اكثر من طفلين الى ثلاثة ، الابوان ذات مستوى من التعليم والثقافى لا يقل عن الدراسة الثانوية لكون الدراسة في هذه الدول الزامية ، واذا كان الابوان عاطلين عن العمل ، فالدولة تصرف لهما اعانات مالية تمكن العائلة من تسديد احتياجاتها كايجار سكن وماكل ومشرب لشهر كامل ، كما تتوفر الرعاية الصحية للطفل والمراءة باسعار متدنية ، مع صرف مخصصات مالية لكل مولود جديد لغاية انتهاء المرحلة الدراسية وتوفير التغذية المدرسية.
الدولة التي تهتم برعاية شعبها ودخلها يساعد على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والمساكن اللائقة ينخفض عدد افراد الاسرة فيها ويكون معدل الزيادة السكانية بطيئا ، بينما يحصل العكس تماما في الدول الفقيرة ، فنرى الدول الفقيرة يتصاعد فيها النمو السكاني بقفزات سريعة يعيق نمو البلد ويرهق كاهل الدولة اكثر مع استمرار انخفاض المستوى المعاشي للشعب .

ان التخطيط السليم للدولة ورفع مستوى الدخل القومي وارتفاع المستوى المعاشي للاسرة والتشديد على الزامية التعليم للاطفال ودعم المراءة بقوانين تساعد في حمايتها ورفع مستواها التعليمي والصحي والاجتماعي ومكافحة البطالة ودعم الاسر الفقيرة من الناحية المالية .
كل ذلك وغيره يساعد الاسرة في التخطيط لمستقبلها وتحديد عدد الاطفال والحد من الانفجار في السكاني في البلد .
ان النمو السكاني الهائل الذي يهدد كوكب الارض مع تناقص الانتاج الزراعي الذي لا يكفي المليارات المتزايدة من البشر، وازدياد معدل التلوث والارتفاع الحراري وتمزق طبقة الاوزون ، وانتشار ظاهرة التصحر وشحة المياه الصالحة للشرب وتزايد نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الغازي للارض وارتفاع اسعار المواد الغذائية ، كل ذلك سيهدد البشرية بكارثة كبيرة في العقود القادمة ، ان لم تبادر دول العالم بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة الى اتخاذ قرارات واجراءات عملية صارمة في تحديد النسل وتوزيع موانع الحمل مجانا او باسعار مدعومة ، وتعميم الزامية التعليم الى مرحلة دراسية محددة ، والعمل على دعم الرعاية الصحية للطفل والاسرة ، وايقاف مسببات التلوث بانواعه للهواء والتربة والمياه ومكافحة التصحر والافات الزراعية وتشجيع الزراعة ودعم الفلاحين .
بدون تلك الاجراءات ستحل الكارثة على اجيالنا القادمة .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.