التبادل الديني هو اقتراح مني أنا شخصيا على مبدأ التبادل العلمي والثقافي, كأن يسمح للمواطن السعودي مثلا بأن ينشر دينه في الدول ذات الطابع العلماني المسيحي وكذلك وعلى مبدأ التبادل الثقافي أن يسمح لشخصيات من قساوسة ورهبان بأن يبثوا دعاية دينية لدينهم المسيحي في السعودية وباقي دول الخليج, التبادل الديني شأنه شأن التبادل الثقافي, يضيف للفرد المواطن خبرات جديدة ومعارف جديدة ويكتسب المواطن من خلالها حسا جديدا وتذوقا جديدا للديانات الأخرى, وأيضا يضيف هذا النوع من التبادل الديني موهبة جديدة في رسم فن المحاورة والتحاور والنقاش ويعلم المواطن على احترام حقوق الآخرين وحقهم في نشر ثقافتهم الدينية في كل بقعة من بقاع العالم, التبادل الديني يؤسس رغبة جديدة أو كشف جديد عن رغبات بعض الناس في حبهم للمعرفة, فكثيرون من المواطنين العرب المسلمين يشتهوا فعلا أن يتعارفوا على الدين المسيحي والتعارف على الديانة المسيحية من خلال المسيحيين أنفسهم وليس من خلال المسلمين أنفسهم, هذا اللون من المعرفة يزيل الغُمة ويزيل اللبس والالتباس عن المفهوم العام أو الفكرة العامة التي يعرفها المسلمون عن الديانة المسيحية, فأنا مثلا كنت واحدا من الناس الذين تعارفوا على الدين المسيحي من خلال المعلومات التي كنت أتلقاها من المسلمين أنفسهم وتلك المعلومات ليس إلا عبارة عن سوء فهم للديانة المسيحية, فمعظم المجتمع المحلي الذي أعيش فيه أنا لا يعرف عن المسيحيين واليهود إلا أن الأول ضال والثاني مغضوبٌ عليه أو العكس هو الصحيح بأن الأول مغضوب عليه والثاني هو الضال, وبأن جميع المسيحيين في النار لأنهم لا يتقون الله ولا يعرفونه حق المعرفة, علما أنهم يقدمون للمسلمين الكثير من المساعدات ويضعون خبراتهم ومواهبهم في خدمة العرب المسلمين ولديهم جمعيات ومنظمات مسيحية مجتمع مدنية تهدف للوصول إلى الفقراء من المسلمين والمحتاجين, طبعا لي أنا شخصيا الكثير من التحفظ على تلك المؤسسات لأسباب عدة كونها معظمها مخترقة أمنيا وتقع تحت سلطة…وكذلك هنالك بعض الفساد المالي البسيط عند القائمين على نشر الديانة المسيحية كأن يسرقوا تلك الأموال ولا ينفقونها على دعوتهم الدينية التبشيرية.
والتبادل الديني العلمي من شأنه أن يكون على مستوى الجامعات والأفراد كأن يأتي قساوسة ورهبان وحاخامات يهود من شتى بقاع العالم لإعطاء محاضرات عن دينهم والتعريف بمذاهبهم الدينية في كليات الشريعة وأصول الدين في مختلف الدول العربية الإسلامية, هذه الخطوة سوف تزيل الكثير من الأوهام عن المسلمين الذين لا يفهمون الديانة المسيحية بشكل صحيح, ومن شأن هذا التبادل أن يزيد من أواصر المحبة بين المسلمين وبين المسيحيين, وكذلك بين المسلمين وبين اليهود.
لماذا لا نلاحظ نشاطا للمسيحيين في الوطن العربي يدعون من خلال هذا النشاط إلى نشر ديانة السيد المسيح؟ لتعريف الناس في دينهم؟, ولماذا لا يدخل القساوسة المسيحيون على بيوت الناس المسلمين لتعريف الناس بدينهم ومذهبهم؟؟ ولماذا يحق للمسلمين دخول كافة المدن في العالم للدعوة إلى دينهم وهو الدين الإسلامي بينما هم يمنعون مواطنين من تلك الدول لبث دعاية دينية عن دينهم في الدول العربية الإسلامية على مبدأ التبادل الديني, وأيضا طبيعة تثقيف العرب المسلمين لأطفالهم تختلف عن طبيعة تثقيف المسيحيين الغرب لأطفالهم, فلو سار القساوسة في الشوارع لنشر دينهم المسيحي لركض الأطفال خلفهم بالحجارة وهذا ما يحصل في الدول العربية دون أن يدعو المسيحيون لدينهم, بينما في الدول الغربية يسير المسلمون بكل حرية ويدعون لدينهم ويقيمون الصلوات الخمس في الشوارع وفي الساحات العامة دون أن يعترض طريقهم أحد بينما في الدول العربية لا نلاحظ المسيحيين وهم يقومون بمثل هذا النشاط.
وعلى مبدأ التبادل الديني يجب أن تقوم وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي بشرح الديانة المسيحية للطلاب المسلمين من خلال منهج يضعه قساوسة متخصصون بدينهم لكي يفهم المسلم الديانة المسيحية من خلال المسيحيين أنفسهم وليس من خلال المسلمين الذين لا يشرحون طبيعة الديانة الإسلامية لطلاب المدارس فهما صحيحا ووافيا, إلا أن كل معلمي المدارس يقولون للطلاب المسلمين بأن المسيحية تؤمن بأن الله يحمل ويلد كالأنثى, وهذا ما يحزن جدا,ويقولون للطلاب بأن المسيحي كافر وملحد, والقائمة تقول وأفضل شيء للوصول إلى السلام مع المسلمين هو من خلال التبادل الديني, لكي يفهم المسلم الديانة المسيحية من خلال قساوسة ورهبان وراهبات يزورون الجامعات والمعاهد العلمية والأندية الثقافية لتقديم فهم وشرح واسع عن طبيعة الديانة المسيحية.