التاسع من نيسان و الفتح العظيم..!!!؟؟؟!!!..

يوم 9 نيسان / ابريل هو بلا شك يوم مهم بل و فتح عظيم في تاريخ العراق… التخلص من ارث كبير جثم على صدور اغلبية العراقيين بكل ما حمله من معانٍ للظلم و الاستفزاز و القهر و القسر و الإكراه … تراث من سلوكيات و أساليب و منهجيات و أفكار و ثقافة أحادية ….

كل هذا انتهى و حل محله تراث آخر مختلف …. اهم مظاهره هو هيمنة مفاهيم جديدة و قيم مختلفة… مفاهيم تتعارض مع الأولويات التاريخية و الأسس التربوية و الاجتماعية و المباديء الأخلاقية التي توارثها المجتمع عبر آلاف السنوات…

انتقل العراق من حكم ديكتاتوري ظالم يعرفه الجميع … موالون و معادون… و حل محله حكم غير واضح… هو توليفة “مثالية رائعة ” من الاحتلال و الوطنية… من الإمبريالية و معاديها…. من الضحك و الصراخ… من الفرح و الحزن … من الرغبة و الممانعة…. من دموع الانتصار و دموع المهانة…. من نزول بركات الله … و ايدي الشيطان تحمل تلكم البركات ….حيث وقف الرفاق الذين صدحوا آذاننا لعقود بالشعارات المعادية للإمبريالية … و بجنبهم رجال الدين المحترمون الذين كانوا عبر قرون يشرعون فتاوى تحريم تولية غير المؤمنين… و السياسيون الذين كانوا يقنعوننا أنهم ديمقراطيون و شغلهم الشاغل هو حرية المواطن و استقلاله….. وقفوا جميعا يؤدون التحية للمحتلين …

منذ هذا اليوم هبطت ثقافة جديدة على ارض الثقافات و الحضارات اصبح معها أمرا ” شرعيا” ان يأكل الانسان لحم أخيه حيا او ميتا…و تغيرت الاعراف حتى اصبح شيئا رائعا ان تناضل ضد الإمبريالية و انت أسكنته بيتك و جلست انت و زوجتك في حضنه الدافئ بينما أطفالك يرقصون ليرطبوا له الجو… اصبح شيئا غير ذي بال ان تعمد الآلاف من النساء اللواتي يفقدن أزواجهن كل يوم إلى عرض أجسادهن في أسواق النخاسة التي تنتعش هنا و هناك عسى ان يوفرن شيئا من خبز للأطفال الأيتام….. لم يعد غريبا ان ترى الجثث امامك و انت تجلس في المطعم تتناول غدائك…. لم يعد غريبا ان تنهض من النوم و ترتدي ملابسك و تخرج متوكلا على الله في كسب رزق يومك و تجد من يعرض عليك ان تقتل جارك أو احد أصدقائك أو حتى أقاربك مقابل بضع دولارات…. لم يعد غريبا و انت ترتاد مسجدا لتصلي تقربا إلى الله و إذا بالشخص الذي يجلس بجانبك يعرض عليك اقرب طريق إلى الجنة من خلال تفجير نفسك …

الأشياء تمادت في خلطها و اختلاطها فتحول العراق من جمهورية بائع الثلج إلى جمهورية بائعي الخضراوات ( مع الاحترام لكل المهن و أصحابها )….. و من جمهورية ( و تمضي السنون و البعث باق …. البرنامج المشهور في إذاعة بغداد..)… إلى جمهورية ان شاء الله…. و بقدرة قادر … اصبح كل من يستطيع ان يسرق رجل عمل مرموق ….و كل يستطيع ان يكذب سياسيا من الطراز الأول…. و كل من كان فاشلا رفيقا من اهم الرفاق في هذا الحزب أو ذاك…. و كل من لم يحفظ في حياته سورة واحدة من السور القصار في القراًن عالم دين….

أما اصحاب الضمائر فكان عليهم أما ان ” يرقصوا معنا أو أنهم لا يستحقون أوكسجين العراق” كما قال صدام حسين يوما…. و هكذا كان و مايزال…. و لا ادري ان كان علينا ان نقراً الآية القراًنية “انا فتحنا لك فتحا مبينا” …. مرات و مرات …. علنا نفهم ان كان الفتح قد حصل أو … ” و يمكرون و يمكرالله “….؟؟؟؟….أكرم هواس (مفكر حر)؟

About اكرم هواس

د.اكرم هواس باحث متفرغ و كاتب من مدينة مندلي في العراق... درس هندسة المساحة و عمل في المؤسسة العامة للطرق و الجسور في بغداد...قدم الى الدنمارك نهاية سنة 1985 و هنا اتجه للدراسات السياسية التي لم يستطع دخولها في العراق لاسباب سياسية....حصل على شهادة الدكتوراه في سوسيولوجيا التنمية و العلاقات الدولية من جامعة البورغ . Aalborg University . في الدنمارك سنة 2000 و عمل فيها أستاذا ثم انتقل الى جامعة كوبنهاغن Copenhagen University و بعدها عمل باحثا في العديد من الجامعات و مراكز الدراسات و البحوث في دول مختلفة منها بعض دول الشرق الأوسط ..له مؤلفات عديدة باللغات الدنماركية و الإنكليزية و العربية ... من اهم مؤلفاته - الإسلام: نهاية الثنائيات و العودة الى الفرد المطلق', 2010 - The New Alliance: Turkey and Israel, in Uluslararasi Iliskiler Dergisi, Bind 2,Oplag 5–8, STRADIGMA Yayincilik, 2005 - Pan-Africnism and Pan-Arabism: Back to The Future?, in The making of the Africa-nation: Pan-Africanism and the African Renaissance, 2003 - The Modernization of Egypt: The Intellectuals' Role in Political Projects and Ideological Discourses, 2000 - The Kurds and the New World Order, 1993 - Grøn overlevelse?: en analyse af den anden udviklings implementerings muligheder i det eksisterende system, (et.al.), 1991
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.