البقرات والخرفان يدرسون في مدارس البنات بالرفاعي

محمد الرديني

علا يوم امس لغط أولاد الملحة في مدينة الرفاعي إحدى مدن محافظة ذي قار(الناصرية) التي كانت في يوم ما منبرا من منابر الثقافة والفنون في العراق العظيم. هذا اللغط في حقيقته هو نوع الكماليات الذي تعرفه بعض زوجات اعضاء البرطمان حين يذهبن للتسوق وهّن لايعرفن ماذا يردن فهل يذهبن لشارع النهر؟(اوي كله فيضانات) هل يذهبن لشارع الرشيد(اوي مزدحم بالسيارات والزبالة)؟ هل يذهبن للمنصور (أوي مو احنا ساكنين هناك)؟ هل يذهبن الى لندن (أي هاي خوش فكرة مادام نحمل جوازات سفر دبلوماسية). ماعلينا… هذا اللغط ربما سمعه ابن تميم وزير التربية الموقر حيث ابدى اولاد الملحة استعدادهم لأعطائه الغالي والرخيص حتى يعرفون شنو جاي يسوي هالايام. هل يفكر مثلا في كيفية بناء 6027 مدرسة ،العراق العظيم بحاجة اليها؟. هل يفكر في كيفية القضاء على امية 6 ملايين عراقي لاهم لهم سوى اللطم والنواح؟. هل يفكر في عدد الأطفال الذين يتسربون من المدارس يوميا ويهيمون في الشوارع بحثا عن لقمة الخبز؟. هل استشار معاونيه في مشروع التعليم الألزامي؟. اسئلة اخرى ربما لايريد ابن تميم ان يدوخ راسه بها لأنه ملتهي بشغلات اكثر اهمية واولاد الملحة يعرفون اكثرها وما اكثرها فهم كثر. هذا اللغط يقول ان تربية الرفاعي قررت نقل طالبات إحدى المدارس فيها إلى مدرسة أيلة للسقوط ويمكن ان تقع على رؤوس الطلاب وليس الطالبات الذين يدرسون حاليا فيها(يعني المدرسة مختلطة.. ياعيني على على التطور التربوي الحاصل في الرفاعي). مديرة المدرسة تقول انها تصلح لأيواء الحيوانات فقط بدليل انها موجودة في ساحة المدرسة 24 ساعة باليوم. ولكن الأمر يبدو ابعد من ذلك فكل قرار لدى المسعولين هو في حقيقته له معنى وأي معنى.. فهم قسّموا البقرات التي تجوب ساحة هذه المدرسة إلى أنواع فالبقرة السمينة جداً وهي نادرة الحدوث تجلس مع طالبات المرحلة المتوسطة بينما الضعيفة منها أي التي تبحث عن حشيش طيلة عمرها ولا تجده فإنها تجلس مع طالبات المرحلة الابتدائية. أما الخرفان أيها السادة والسيدات فإنها جميعا تجلس مع طالبات المرحلة الإعدادية على اعتبار ان لها مكانة خاصة في هذه الأيام الحرم. ولكن مدير التربية الموقر لم يجد مكانا آمنا للماعز رغم ان عددهم قليل جدا فقرر ان ينقلهم إلى مدارس خارج المحافظة وليكن مثلا في خور عباس حيث لا مدارس هناك وى مستشفيات والناس هناك يشاركون الماعز ما يقتادونه به. لم يفهم أولاد الملحة سبب نقل هؤلاء الطالبات إلى مدرسة آلية للسقوط تجلس الحيوانات معهن في الصفوف وساحة المدرسة حتى ان مديرة المدرسة قالت بعظمة لسانها ما يعجز الانسان عن فهمه. فواصل كثيرة هذا اليوم: 1- الملذات: يبدو ان السيد النائب كاظم الساعدي رجل شهم رغم انه لم يحصل على إيفاد خارج العراق خلال هذه الفترة فقرر سن رماحه ويدخل ساحة الوغى وهو ينشد أشعارا لعنترة العبسي بعدها يقول: ان ايفادات اعضاء البرطمان هي للنزهة وليس للاستفادة من خبرات بلاد الكفار. 2- نعي: يبوووي اسامة النجيفي دعا اعضاء البرطمان غدا لمناقشة الاعتداء الاسرائيلي على غزة. 3- تبين ان رواد مكتبة قبة البرطمان خلال هذه السنة (صفر) فلم يزرها ولا برطماني لأن ماعندهم وقت للقراءة وامامهم طن من القوانين يجب انجازها. 4- تقول نكتة الموسم ان التيار الصدري مستعد لتنحية ابو اسراء اذا اعترف بوجود فساد اداري ومالي.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.