البعض بيسموه انبهار، وبيعيروني فيها كتهمة ومذمّة

Eiad Charbaji
صحفي كان بيشتغل بالبيت الابيض…بيكتب كتاب بيلعن فيه سلّاف رئيس بلدو، وما بيخاف لا من مخابرات ولا من شبيحة ولا من حراس الشريعة، وبيتمشى بالشارع بالشورت وبدون حراسة هوي وعميبعبص بموبايلو، ولا بيهرب برا البلد ولا حتى من القضاء والقانون، لإنو بيعرف انو عميمارس حقو الدستوري.
الرئيس بيدرا قبل بوقت وبيهدد الصحفي ودار النشر، وبيبعت محاميه للمحكمة ليطلب منهن وقف الكتاب قبل توزيعه. بالقضاء بيقلعو المحامي وبيقولولو تضرب انت واللي باعتك بأي حق بدنا نمنعلك كتاب من الصدور؟ بيقلهن فيه افتراءات، بيقولولو اي بس يطلع رفاع دعوى وهلأ حليق وفرجينا عرض كتافك، وفوقها وللنكاية بتقوم دار النشر بإصدار الكتاب وتوزيعه قبل الموعد الرسمي المعلن لإطلاقه.
بيطلع الكتاب وبتطلع معو الفضايح، شي اتهامات بالكذب شي بالتآمر وشي انو الرئيس مختل عقلياً وغير مؤهل لقيادة البلاد، وبينتشر الكتاب وبيتوزع بمئات الوف النسخ وبتكتب عنو الصحافة والتلفزيونات وبيكرروا كل الاتهامات اللي فيه على الملأ الوف وملايين المرات، وترامب مو قادر يعمل شي غير انو ينقهر ويزعل ويشرب كولا دايت، ويطلع يقول بآخر النهار انو الكتاب مليان اكاذيب.
الكتاب صرلو فعلياً اسبوع صادر، ومكركب البيت الابيض من فوق لتحت، وكل همّ طاقم الرئيس من أسبوع لهلأ انو يثبتو انو معلمهن مالو مختل عقليا وأجدب، اكتر من هيك ما طلع معهن، وحتى هي ما عمتزبط معهن، وكاتب الكتاب (مايك ولف) قاعد عميشرب قهوة بستاربكس قدام البيت الابيض هوي ولافف رجل على رجل، ومبسوط كيف قدر يحرم الرئيس وطاقمو من النوم والراحة، ويحولهن لمتهمين أمام الشعب.
هلأ انا كصحفي مشحّر من بلاد الواق واق، تلاحق ببلادو سواء بالقضاء او المخابرات وانحبس وانضرب وتهددت حياتو بالموت كذا مرة بس لإنو صحفي، وفوقها عايش بمجتمع بدو يقص لسانو ويشرشح عرضو وعرض عيلتو اذا بينتقد معتقداتو، برأيكن وقت شوف دولة فيها نظام وقانون يسمح لصحفي يكركب أقوى شخص بالعالم قادر إنو يدمر الكوكب بكبسة زر، والأخير مو مسترجي يقدحو زورة ولا حتى يمنعو يشرب قهوتو قدام شباك غرفة نومو، بتكون مبهبطة عليي انو اعجب بهيك بلد مثلا؟
البعض بيسموه انبهار، وبيعيروني فيها كتهمة ومذمّة… سيدي حط بالخرج، وقت لاقي بلد تكون قيمة وتأثير الصحفي فيه هيك، اي انا منبهر فيه، ويسعدني كون منبهر، وبالاذن من خاطر ووطنية واحاسيس ومشاعير المنتقدين، وبعضهم في امريكا، واللي انا مقتنع تماماً انو لولا القانون هون كانوا قطعوا راسي وكبرو عليه بنص الـ
DuPont Circle
بواشنطن.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.