الباب مفتوح وقلبي كذلك ادخل بلا استئذان ولا تدع الماضي يقف حجرة عثرة أمامك

wafasultan2015في إحدى قرى اسبانيا النائية يُحكى أن جورج تخاصم مع ابنه باكو فوبخه وقسى عليه في الكلام… ماكان من باكو إلا أن فتح باب البيت وهرب… في الليل فكر جورج بأمر ابنه كثيرا، وشعر بالأسف لأنه قسى عليه.. فتوجه صباحا إلى ساحة القرية، وعلق على جدار مقهى يجتمع فيه الشبان من كافة القرى المجاورة، علق لائحة كتب عليها: (باكو، يا ابني الحبيب، أنا آسف لما حصل بيننا، أرجوك أن تعود، دعنا نلتقي غدا في الساعة التاسعة صباحا في هذا المقهى لنتصالح) عاد جورج صباح اليوم التالي وهو يحلم أن يرى ابنه، فوجد سبعة شبان كل واحد منهم اسمه باكو جاؤوا إلى المقهى، وكل منهم يحلم بأن يكون والده من ترك تلك اللائحة!
………….
في الحياة كلنا باكو… لا أحد فينا إلاّ ويحلم أن يسمع صوتا من ماضيه ينادي: تعال إليّ ودعنا نتصالح! أحيانا قد نختلف على أمر تافه للغاية فنفتح الباب ونغادر إلى غير رجعة… ننسى ماكان جميلا في علاقتنا ونركّز على خلافنا التافه…. تمضي الأيام، ويرفض كل طرف أن يتنازل للطرف الآخر، بدلا من أن يترك له لائحة تقول: دعنا نلتقي لنتصالح!
…..
لقد كانت خسارة باكو كبيرة… وهكذا هي بعض خسائرنا!
….
علق على باب بيتك لائحة تقول: (الباب مفتوح وقلبي كذلك، ادخل بلا استئذان ولا تدع الماضي يقف حجرة عثرة أمامك)
ليس هذا وحسب، بل انظر إلى كل باب مغلق علّك تجد لائحة تقول: ادخل ودعنا نتصالح!
الحياة أقصر من أن نجد فيها وقتا للخصام، وهي بكل أبوابها مشرّعة للأحباب…
***************
مقطع من كتابي “دليلك إلى حياة مقدسة”. نشرته اليوم لأنني تواصلت بالصدفة مع صديقة قديمة أبعدنا عن بعضنا حدث ما، حدث أساء كل منا خلاله فهم الآخر…. واليوم، يأسف كل منا على السنوات التي مرّت بلا تواصل!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.