يبدأ سفر التكوين بسرد قصة الخلق ، فيتكلم في اولى كلماته عن خلق السموات والارض .
” في البدء خلق الله السموات والارض ” تكوين 1:1
اذا حللنا الكلمات في هذه الاية سنجد حقيقة خلق الكون .
في البدء : تعني بدء الزمن
Time
خلق الله السموات : تعني اوجد المكان اي خلق الكون والفضاء
Space
والارض : تعني خلق الله المادة
Matter
اي الزمن – المكان – المادة
Time – Space – Matter
منذ الاف السنين والعلماء يبحثون عن اصل الكون ومكوناته ، وفي القرن العشرين قدم العالم الالماني البرت انشتاين نظريته في النسبية التي تفسر الزمن بانه الاحساس بتغير المكان .
وقال ان الزمان والمكان مترابطان لا يفترقان ولا يمكن فصلهما عن بعضهما ، فهما وجهان لعملة واحدة . واطلق عليهما اسم الزمكان .
فلا وجود لزمان ان لم يكن فيه مكان يتحرك. والمكان هو المادة التي تشغل حيزاً في الفراغ ولها وزن .
ولولا وجود المادة فلا وجود للمكان ، وبما ان المكان متحرك لأنه لاشئ ثابت في الكون ، فالمكان والمادة ينتجان الزمان .
” في البدء خلق الله السموات والارض ” هذا ما كتبه النبي موسى في سفر التكوين من الكتاب المقدس بوحي من الله باللغة العبرية القديمة .
كيف عرف موسى تلك الحقيقة الفيزيائية وسجلها قبل 2000 سنة ان لم تكن وحيا مقدسا من الله ؟
للرقم 7 معجزة طريفة في هذه الاية لترينا ابداع الله وصدق الكتاب المقدس .
الاية ” في البدء خلق الله السموات والارض ” تتكون من سبع مقاطع ، اذا ما اعتبرنا حرف العطف الواو مقطع واحد . وفي اللغة العبرية التي كُتب بها الكتاب المقدس تتكون الاية من سبع مقاطع ايضا .
والرقم 7 هو رقم الكمال في الكتاب المقدس . فقد خلق الله الكون بما فيه واكمله في ستة ايام واستراح في اليوم السابع . وهو يوم الكمال . او يوم اكتمال الخليقة او يوم السبت (الراحة).
واليوم السابع هو يوم الرب الذي امر الانسان بتقديسه وتكريسه للرب .
اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. سفر التثنية 5: 12
واذا دققنا رياضيا في تلك الاية الاولى من اية الخلق والابداع في سفر التكوين ، سنجد معجزة اخرى للرقم 7 .
اذا تاملنا في الكرة الارضية سنجدها تتكون من سبع قارات . ( آسيا – اوربا – افريقيا – امريكا الشمالية – امريكا الجنوبية – القارة القطبية الجنوبية – استراليا ) .
كما يوجد سبع محيطات تغطي سطح الارض المنخفضة ( المحيط الاطلسي الشمالي – المحيط الاطلسي الجنوبي – المحيط الاطلنطي الشمالي – المحيط الاطلنطي الجنوبي – المحيط الهندي – المحيط الجنوبي – المحيط المنجمد الجنوبي )
و يوجد في الطيف الشمسي سبع الوان ، وفي السلم الموسيقي سبع نغمات.
ويوجد سبع نجوم في مجموعة الدب القطبي الاكبر التي تشير الى جهة الشمال .
وفي الكون سبع اشياء ترى بالعين المجردة ( الشمس – عطارد – الزهرة – المريخ – المشتري – زحل) و سبع معادن اساسية تعتمد عليها الحضارة والبناء وهي :
( الرصاص – القصدير- النحاس – الحديد – الفضة – الذهب )
الجدول الدوري للعناصر الكيميائية يتكون من سبع مستويات وهكذا الكثير من الشواهد تدل على ان الرقم 7 هو رمز الكمال والتكامل .
اذا دققنا النظر في اية الخلق والتكوين الاولى في اللغة العبرية التي كتبت في الكتاب المقدس على يد موسى لأول مرة سنجد العجب العجاب للرقم 7 فيها .
فهي تتكون من سبع كلمات فقط كاملة المعنى .
الكلمة الاولى فيها ( في البدء ) تتكون من سبع حروف فقط .
مجموع حروف هذه الاية هي 28 حرفا اي من مضاعفات الرقم 7 هكذا 28= 4×7
اسماء الفاعل والمفعول به في الجملة ( الله – السموات – الارض ) تتكون من :
الله = 5 حروف
سموات = 5 حروف
ارض = 4 حروف
مجموعها 14=2× 7 اي ضعف الرقم 7
مجموع الحروف للكلمات المتبقية هي 14 حرفا اي ضعف الرقم 7 ايضا .
اقصر كلمة في الجملة اداة التعريف (ال) تتكون من حرفين ، اذا جمعت مع الكلمة المجاورة من اليسار (الله) يكون مجموعها = 7
واذا جمعت مع الكلمة المجاورة لها من اليمين (السموات) يكون مجموعها = 7 ايضا .
اذا عوضنا عن الحروف بما يقابلها من ارقام فالقيمة الحسابية او العددية لكلمة
الله = 86
السموات = 395 الارض = 296
مجموعها يساوي 777 = 86 + 395 + 296
وهذا الرقم الكتابي لتكرار الرقم 7 ثلاث مرات لهو اقصى درجات الكمال .
القيمة الحسابية لكلمة (خلق) هي 203 اي 7×29 تكرار للرقم 7 29 مرة .
حسب نظرية الاحتمالات الرياضية ، فان تكرار الرقم 7 في جملة واحدة من سبعة كلمات يصدف مرة واحدة .
اما ان يتكرر الرقم 7 في سبعة احتمالات لجملة واحدة فان هذه الصدفة لن تتكرر الا مرة واحدة في كل 823543 جملة .
وهذا الاحتمال يبدو مستحيلا اذا ما عرفنا ان الرقم 7 تكرر في سفر التكوين اكثر من 500 مرة .
ان عظمة الرقم 7 لم يكتشف في الكتاب الكقدس الا في السنوات الاخيرة من تاريخ البشرية ، وهذا الاكتشاف يدل على عظمة الكتاب المقدس وصدق الوحي الالهي.