يقول نبي الملحدين المتشدد وراعي نظرية التطور ريتشارد دوكنز :
” ان الطبيعة ليست الا صانع ساعات اعمى ، تُحدِث الطفرات في الاحياء بشكل عشوائي ثم تُختار على اساس قيمتها ( في الوقت الحالي ) .
ويعمل الانتخاب الطبيعي على انتقاء انسب السمات في الوقت الحالي ” .
وفقا لفكر داروين فإن التطور ” لا يتجه لمكان محدد ” لأنه عشوائي ، فلا يوجد اتجاه معين او تخطيط مسبق له.
اي ان الصدفة والعشوائية هي من اوجدت الحياة وكل الكائنات على الارض.
عَدَلَتْ نظرية التطور الداروينية ما كان يعتقده سابقا عالم الاحياء الفرنسي لامارك من ان السمات المتوارثة تنتقل بالوراثة والتي ثبت خطأها ، على سبيل المثال استمرار مد الزرافة لعنقها الى الاوراق العالية في الاشجار ، تحولت الى صفة وراثية مكتسبة ينقلها الآباء الى الابناء فأنتجت اجيالا جديدة من الزرافات لها اعناق طويلة منذ الولادة .
يذكر العالم جيلمان في كتاب له ما يلي :
” يمكن ان تنبق الحياة انبثاقا تاما من قوانين الفيزياء اضافة الى بعض المصادفات ، ويمكن ان ينشأ العقل من البيولوجيا العصبية . وليس من الافتراض وجود آليه إضافية او اسباب خفية ” .
وانا اقول ان من يفكر بهذه الطريقة الساذجة لا يستحق ان يُطلق عليه لقب عالم ، لأنه جاهل كما كان لا مارك قبله والذي اثبت العلم اخطأءه وسذاجته افكاره.
فقوانين الفيزياء كقانون الجاذبية وقوانين الضغط للغازات وانتقال الحرارة وحركة الالكترونات وسلوك الذرات وكل قوانين الفيزياء الاخرى لايمكنها ان تخلق جناح ذبابة او خلية حية واحدة مهما خدمتها عوامل الصدف والعشوائية فكيف تكون القوانين الفيزيائية هي الخالق العاقل لتنتج اعقد مخلوقات على الارض وتملك العقل والتفكير الذكي واللغة الناطقة ؟
ان قوانين الحياة تعتمد على ملايين العناصر الساندة لظهور الحياة واستمرار بقائها.
من جَمَعها كلها لابد ان يكون عاقلا وذو قدرة غير متناهية .
عناصر ظهور ودعم الحياة على كوكب الارض ضمن المجموعة الشمسية على الاقل ، لا تُعد ولا تُحصى والاخلال بواحد منها يعني الفناء المحتم للحياة إن وجود تلك العناصر تخضع لنظرية الاحتمالات الرياضية ، فكل عنصر من عناصر دعم الحياة له احتمالية الظهور بنسبة فرصة واحدة الى تريليونات عديدة من الفرص، فبُعد الارض عن الشمس محسوب بدقة متناهية وسرعة دوران الارض حول نفسها ، وقوة تاثير الجاذبية الارضية وميل محور الارض ودرجة حرارة كوكب الارض وقوة المجال المغناطيسي للكوكب ، وتوفر المياه العذبة ، ووجود طبقة الاوزون الواقية للحياة ووجود القمر على مسافة دقيقة من الارض ، وتوفر الاوكسجين في الهواء ، وعملية التركيب الضوئي للنباتات وغيرها من مئات الاف العناصر كل منها مستقلا يدعم وجود الحياة واستمرارها ، والاختلال في واحد منها بنسبة ضئيلة يدمر الحياة ويقضي عليها. فزيادة سرعة دوران الارض او اقترابها من الشمس او اضطراب المجال المغناطيسي للارض وتبخر مياه البحار بفعل الحرارة الشديدة كل منها يقضي على الحياة . فهل كل هذه العناصر اجتمعت بالصدفة العشوائية لتوفر البيئة المناسبة لوجود الحياة وادامة بقائها ملايين السنين دون تغيير سلبي يؤثر على الحياة ويفنيها ؟
هل كل هذه الصدف النادرة اجتمعت مرة واحدة تساند بعضها البعض لتنتج خلية حية وتوفر لها وسائل البقاء على مدى ملايين السنين ، وتسمح لها بالتطور وتغيير الانواع واكتساب الصفات المتعددة ويتخلق فيها جينات وحوامض امينية معقدة وشفرات وراثية تنسخ نفسها من جيل الى جيل بفعل الصدفة والعشوائية التي يتكلم عنها داروين وريتشارد دوكنز؟
هل اثبت علماء التطور بالتجربة العملية ان الصدفة كانت وراء الوجود والتطور ؟ ام الهياكل العظمية القديمة وتزوير الحقائق والاخطاء الكثيرة في قياس عمر المستاحاثات القديمة بطريقة الكربون 14 المشع هي الساندة لنظريتهم .
الانسان وحده هو الكائن الذكي والناطق بلغة واضحة من بين ملايين الاحياء في مملكة الحيوان الذي يستخدم عقله في تطوير حياته نحو الافضل ، فليقل لنا دعاة التطور ، لماذا تطورنوع واحد من مملكة الحيوان وهو( القرد المنتصب الظهر) اي – الانسان- وحده من دون بقية الكائنات الحيوانية في هذه المملكة الواسعة ان كان قانون التطور يسري على كل الكائنات ؟
لماذا لا يوجد انواع اخرى شبيهه بالانسان في سلم التطور الحيواني ؟ او حيوانات ناطقة عاقلة غير الانسان ؟
ليجيبنا اصحاب التطور على هذه التسائلات كي نقتنع بأفكارهم .