الانسانة السورية تبوس التوبة بدون ذنب

الانسانة السورية تبوس التوبة بدون ذنب..
اكيد هي مجرمة و عاهرة و عورة لمجرد ان الله خلقها انثى.. كلمة انثى ترعب عقول المكبوتين الكثر في بلادنا.. فيتطاولون على المراة بسهولة كلما توجهوا لها إن خالفتهم الرآي, لمجرد انها انثى .. و في مفهومهم “انثى” تعني حالة ما بين الحيوان و الانسان حيث يرددون لهم بان الله خلقها اقل و دون. و هذا الوضع المهين يطال حتى النخبة.
تداول الاصدقاء هنا و هناك فيديو طفلة سورية لا يتجاوز عمرها الاربع سنوات تبيع المناديل في شوارع تركيا و تصور الكاميرا كيف اجتاحت تلك الطفلة حالة من الرعب و البكاء الشديد و التوسل عندما اراد الشرطي ان يقترب منها و ياخذها لمكان آمن.. حلل السوريين سبب بكائها هذا بانها تخاف من اللباس الرسمي للشرطي, و لكن و دون نكران دور القوى الامنية السيء في سوريا و نظرتنا المريبة له, لقبوله تنفيذ اوامر سياسية بالاعتداء على النساء و الاطفال, و سجن الاطفال و تعذيبهم و بغض النظر عن هذا الدور المرعب الذي لعبه النظام السوري بحق سايكولوجية عامة لدى الشعب، هناك شي محير لم يقلق احداً من المتناقلين للفيديو : فكيف للاهل ان يتركوا ابنتهم, الطفلة ذات الاربع سنوات, ان تمشي لوحدها في الشارع التركي و تتسول بل و تبيع اي تعمل ؟
يقال النظام مجرم و.و.و … ولكن هؤلاء اليسوا مجرمين بحق ابنائهم ؟
اليس للطفلة هذه حقوق على ذويها او من المتكفلين بها؟ ام ان انجابها الى الدنيا وحده يكفي لتحميلها كل اعباء الظلم الذي يلحق بها و بطفولتها؟
سيقال الفقر ؟ الفقر يجعلهم ينجبوا بكثرة دون التفكير بكيف سيربوا هؤلاء الاولاد ؟ هناك احصائيات موثقة حول كثرة الانجاب في مخيم الزعتري..
تنظيم الاسرة هذا ممنوع في بلادنا و بسبب الافكار البالية تنجب نسائنا اطفال لا يشعرن احيانا تجاههن باي رحمة فهي كامرأة لم يرحمها احد ..لان الامهات في بلادنا اغلبهن طفلات و مراهقات ..
الضرب الذي يتعرض له الطفل في منزل ابويه مهين و معيب و لا انساني و في اي بلد متحضر يسجن الابويين لهذا الاعتداء؟
كيف يتخذ قرار الانجاب و هل يتخذ اصلاً؟ وكيف يفكر الاباء بمسؤلية الانجاب و الاطفال ؟ ام ان التفكير ممنوع و محرم شرعا؟
ان ما فعله ابوا هذه الطفلة يستحق معاقبتهم و سحب حضانة الطفلة منهم .. لكن هذا لن يقوله لهم احد..
لانهم عرضوها للخطر و رموها بالشارع عرضة للخطر و الاستغلال و لم يحموها و الحقيقة انا استغرب بان الجميع يجرم النظام فقط و لا يلوم المجرم المباشر, ولي امرها, على هذا ؟

الدين لم يقل انجبوا و اروموا فلذات اكبادكم بالشوارع للتسول .. الدين المنظم للمجتمع يقول
الانجاب مسؤلية
الابوة مسؤلية
الامومة مسؤلية
الزواج مسؤلية و ليس عواطف و غرائز فقط
الحرية مسؤلية و لكن هذه من المحرمات, ليس بشرع النظام بل بشرع القائمين على الدين ، لذا فلا داعي لان يحمل اي منهم هذه المسؤلية المسماة “حرية” ، لانهم رافضون لحريتهم بالتفكير, و موكلون بها اللاهثين وراء السلطة من المشايخ .. بل دعونا نحملها لأولياء نعمتهم والمفكرين عنهم من مشايخ و فاعلي خير من اغنياء سوريين يوزعون المال الاغاثي و الصدقات على ملايين من البشر..
لم يرد لهم احد في نكبتهم ان يكونوا عمالاً منتجون رجالاً ونساءاً .. بل متلقون للصدقات هذا مع انهم قوة انتاجية .. انهم ثروة بشرية تحتاج فقط للرعاية والتربية و ليس لصدقة .
تصوروا رجلاً يتزوج من اربعة نساء في سن الخامسة عشر, وكل واحدة تنجب ما لا يقل عن ٨ او ١٠ اولاد .. فكيف يوزع وقته واهتمامه بين اطفاله العشرة او الاربعين ؟ من اين يمكن ان يوفر لهم شروط الحياة العصرية الحضارية والإنسانية؟
هل بامكانه ان يشتري لكل ولد كومبيوتر مثلا؟
العائلة المتوسطة في سوريا و السودان لديها ٧ ابناء للام الواحدة !
اين لإقتصاد اي دولة الإمكانيات لان يرفع مستوى حياة الفرد بدون اعادة التفكير بتهذيب المجتمع الذكوري على كبت غرائزه البدائية و تغيير صورة المراة لذاتها أولا والمجتمع لها ثانياً؟
من هنا ترسخت النظرة للمراة على انها وعاء انجاب ووسيلة متعة لا يحق لها التفكير .. لان التفكير سيؤدي الى ثورة على هذا الوضع .. هذا ما يكرسه الدين حسب تفاسيره الحالية, ولكن الحقيقة ان الدين ليس هكذا، لان الدين يحض الانسان على تقويم غرائزه.
ان منظر الطفلة التي تبوس التوبة دون ذنب يجب أن يؤرق ضمير كل القيادات السياسية السورية ..اقصد النخبة متها دون تمييز بين علماني و اسلامي او معارض و موالي .. و ان يفكر الاسلاميون من الاخوان بسلوكياتهم المدمرة للمجتمع العربي .. انهم يحاربون السلطة لإرضاء الغرائز الذكورية .. فإن اردنا ان نصبح دولة محترمة يوما ما, فلا يمكن ان نقبل بهذا الوضع.. النظام الحالي ليس ابدي, لان لا احد ابدي ، لكن هذا الذي يجري من تخلف سيصعب استدراكه, و مصير مجتمعنا سيكون داعش .. دولة النكاح.
و اتسائل كيف يقبل الاتراك المسلمون بهذا عندهم, دون ان يتدخلوا؟ او الاردنيون؟  الحل ليس ان نلوم اللبنانيين على الوضع الكارثي المحيط باللاجئين السوريين الذين يمثلون بنظرة مجتمعهم عبرة للفقر و الحرمان اليوم, و لكن الحل هو ان يعاد التفكير جديا بكيفية تأهيل المجتمع السوري المفقر المجهل بمعزل عن تخلف مشايخ الدين و نفاقهم, و بمعزل عن بطش الامن السوري و عقلية الاجهزة الامنية.
الحل هو اقتصادي اجتماعي, و يجب التفكير منذ الان بإعادة تأهيل الإنسان السوري بإحترم المراة, لانه لا يحترمها أبداً و كل المؤشرات تثبت هذا. و الذين يقولون احترموا الرجل و اعطوه حقوقه ثم هو يحترم المراة اقول ان المراة متساوية مع الرجل و  يجب ان تعطى حقها قبل الرجل لانها الام .و كيف للابن ان يكون له حقوق قبل امه. و الحقيقة ان المجتمع الذي لا يحترم المراة لا خير فيه.
لمى الأتاسي

شاهد الفيديو الطفلة السورية تبوس التوبة
childkissingpardon

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.