الانبار على مذبح الامن الايراني

صافي الياسريsafielyaseri
في العام الماضي فجر الطائفي المعروف ياسر الحبيب برميل بارود في لندن ،عندما ذكر معلومة وصفها بانها موثقة نقلا عن احد قادة التيار الصدري الناشطين في مدينة الصدر كان قد زاره في لندن ،عن حادثة تفجير في المدينة الشيعية تورطت فيها ايران ،وادهشته المعلومة الى حد بعيد كما قال ، كما ادهشه رد المسؤول الايراني الذي برر الحادثة بانها من مقتضيات الامن الايراني ؟؟
واليكم التفاصيل كما نقلتها وسائل اعلام عديده وصحفيون ابلغهم بها الحبيب في لندن وبيروت :
فجرياسر الحبيب قنبلة إعلامية عندما نقل شهادة أحد قادة التيار الصدري، الذي زاره في لندن، وأبلغه أن قادة التيار أوقفوا في العام 2006 رجلاً من “القاعدة” يريد تفجير نفسه في مدينة الصدر، وبعد التحقيق معه؛ أوصلهم المسار إلى إيران، فزار أحد قادة التيار الصدري – الذي ينقل الحبيب الرواية عنه- إيران، واجتمع مع مسؤول الحرس الثوري، وأبلغه ما توصلت إليه التحقيقات، وكانت الدهشة اكبر حيث أن المسؤول الإيراني لم ينف الأمر وإنما علل ذلك بعبارة((ان الامن الايراني اقتضى ويقتضي ذلك))؟؟
وهذه المعلومة الرواية الحادثة و في لقاء جرى مؤخراً مع نائب الرئيس العراقي السابق المدان بالارهاب طارق الهاشمي في اسطنبول، وبغض النظر عن مدى صحة الصياغة التي ذكرها الهاشمي الا ان توارد الرواية عن اكثر من مصدر في لندن وبيروت وبغداد تثبت ان الخيوط العريضة فيها صحيحة ومؤكده ،ورواية الهاشمي تقول: أوقف الأمن العراقي أحد رجال “القاعدة”، وعلمنا أنه آت من دمشق لتفجير نفسه في المناطق الشيعية، فذهبت إلى دمشق وأبلغتهم رسالة احتجاج أن تكون دمشق، وبتسهيلات واضحة، موئلاً ومعبراً للإرهابيين، فكان ردهم علي: إن دمشق لا تستطيع أن تمنع راغباً بالجهاد من أن يذهب إلى العراق، وسوريا أرضها مفتوحة لكل العرب بلا تأشيرة!. يضيف الهاشمي: النظام السوري والنظام العراقي حليفان، ولا بد أن الحرس الثوري كان يعلم أن الإرهابيين الذين يستهدفون البيئة الشيعية كانوا يحظون بتسهيلات في بغداد، لكن المصلحة الإيرانية العليا كانت تقتضي ذلك. نوري المالكي نفسه كان يعلم بهذا الأمر، لذا فإنه لم يذهب إلى النهاية عندما رفع الصوت بوجه هذه السياسة بعد تفجيرات بغداد الدامية في آب من العام 2009.
ولن اوغل كثيرا في ما نقله الهاشمي ومناقشة مصداقية روايته ، فلست في معرض مثل هذا النقاش ،كذلك فانا لا اريد ان اتهم بالنقل عن مدان بالارهاب وهارب عن وجه العدالة كما يوصف ،مع اننا لم نسمع نفيا او تاكيدا من التيار الصدري حول هذه المعلومة والواقعة ،مخا جعلها غائمة ولم ينكرها الحبيب ايضا ،الا ان ما اريد مناقشته هنا ،هو جوهر الرواية والمعلومة التي استندت اليها ،فكرتها ،البراغماتية الايرانية ،التي لا تمتنع عن التضحية بالشيعة لضرورات الامن الايراني ،فهذه العبارة تنسف كل الادعاءات الايرانية ،ان نظامها حامي الشيعة ويمثل سلطة ال بيت النبي ، وتنسف اهم ركيزة قامت عليها دولة الملالي – ولاية الفقيه –وعبورا من هذه المعلومة ،الى واقع التضحية بالعراقيين شيعة وسنة تماما كما هو حال ايران في سلوكها مع السوريين الذين تجاوز عدد قتلاهم 250 الفا وعدد النازحين والمهجرين ما يزيد على عشرة ملايين سوري وبلغ عدد النازحين والمهجرين والفارين الى المنافي ما يزيد على اربعة ملايين عراقي وعدد القتلى في مسلسل الموت اليومي مئات الالاف وكذلك الامر في اليمن ولبنان ، فمن يحمي من ومن يقتل من ؟؟ ان التضحية بالعراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين وبهذه الاعداد الكارثية لا يعني الا شيئا واحدا ،ان ايران انما تبني امبراطوريتها على اشلاء العرب سنة وشيعة وقبل السنة الشيعة ، لذلك فان ما حدث في الموصل وكركوك وصلاح الدين ليس بعيدا عن الاصابع الايرانية ، ومن المعلوم ان ضحاياه من الشيعة والسنة ،وفي كل منطقة عراقية كانت ثمة ذريعة ايرانية لانشاب القتل فيها والتخريب والدمار والتهجير والتغيير الديموغرافي،في الموصل كانت الذريعة محاصرة العراق من الشمال وفتح ثغرة تغلق الطريق بين تركيا والعراق وتشريد وتهجير اكثر من مليون ونصف لوضع سنة العراق في مخنق وتحميل اقليم كوردستان ما لا طاقة له به وانهاك الحكومة العراقية لتكون غير قادرة بالتالي على الدفاع عن مناطق بعينها لاسباب جيوسياسية كما هو الحال مع الانبار ،اما في صلاح الدين فالذريعة هي جريمة سبايكر حيث جرى تعطيل القضاء عن التدخل في التعامل معها ،ونشرت الوان الاشاعات والشحن الطائفي لتفريغ المحافظة من شمال بيجي ونزولا الى سامراء من النتوءات السنية ،لان ايران تريد منطقة شرق العراق محمية خاصة بها ومطهرة مذهبيا وهو مشروع قديم يمتد الى اعماق التاريخ وصولا الى جمهورية الملالي ، التي قرأنا في التاريخ الحديث عن مشاريعها في ام القرى والهلال الشيعي ،والمشرق الاسلامي والعمق الاستراتيجي الايراني ،وكل هذه المشاريع وسواها محلها المنطقة العربية ، والايرانيون لا يخفون ذلك ، فهم يقاتلون الشعب السوري في الشام لانهم على عقيدة تقول ان سقوط دمشق يعني سقوط ايران ، وهو ما كشفته المعارضة الايرانية مرارا وقيل مؤخرا على لسان المعارض سنا برق زاهدي،وما قيل عن العراق ،فقد قال وزير الدفاع الايراني وقائد حرس خميني عندما جرى تشييع احد قادة الحرس الذي قتل في سامراء ،انه قتل في سامراء كي لا نقتل في اصفهان ،ونحن نقاتل في العراق وسوريا ولبنان كي لا تطرق دبابات مجاهدي خلق ابواب طهران ،وهم يقتلون الشعب اليمني على يد الحوثيين وصولا الى باب المندب ومحاصرة السعودية من الجنوب وبقية دول الجزيرة من الشرق والغرب عبر مضيق هرمز وباب المندب وتهديد مصر بقطع موارد قناة السويس ،بل وتهديد اوربا بقطع امدادات البترول عنها وكانت تامل من الاستحواذ على باب المندب الامساك بورقة ضاربة عند التفاوض على ملفها النووي ،وبفشلها في اليمن فانها فكرت وهذا وارد جدا ان تمسك بورقة الرمادي التي نفذ فيها نفس سيناريو الموصل ،انسحاب الجيش والقوات المدافعة عن الانبار ،وهو الانسحاب الذي لم يكن له من مبرر ، ولا يفهم الا على ضوء الاوامرالايرانية وخيانة القيادات التي ارادت تسليم المحافظة لداعش كي تعود فتستردها ايران ،ابتزازا بدخول ميليشياتها وبث الاشاعات الكارثية ، لتهجير مئات الالاف من سكان الرمادي،وهو ماحدث ،وتهديد الخالدية وحصيبة الشرقية ومن ثم الحبانية حيث يتواجد المدربون الاميركان الذي صدرت لهم لاوامر بتهيئة خطة انسحاب فورية تنفذ حال اقتراب داعش ،ليخلو الجو تماما لايران ، عبر ميليشياتها بعد ان تم تامين النخيب وتامين كربلاء المرعوبة من تقدم داعش في الانبار ،ومن ثم فتح الطريق البري والحدود بين سوريا والعراق وايران وتهديد السعودية ،وستلقي ايران بكل ثقلها لاستعادة الانبار على وفق هذا التصوربعد ان اعلن سليماني ان مخازن الجيش الايراني مفتوحة للميليشيات المنضوية تحت راية الحشد الشعبي وهي تستهدف الانبار وانها ستزودها باحدث الاسلحة ومن المؤكد ،انه سيشارك في الهجوم المرتقب قادة ميدانيون من الحرس ، وستكون هناك خطط معدة مسبقا ،وستبنى للاحتماء والمراقبة والامساك بالارض مواقع محصنة اول ما تعنيه تسليم ارض الغربية والحدود العراقية السورية السعودية تحت هيمنة ايران بذريعة حمايتها ،والله وحده يعلم ماذا يعد لهذه المنطقة من مشاريع ،وهي تذكرنا بقول احد القادة الايرانيين حين احتلت الفاو – على السعودية والكويت ان تعرف اننا صرنا بلدان جوار؟؟
ثمة موضوع اخر ففشل ايران في البحرين عام 2011 جعلها تملأ مناطق الصحراء الغربية بالمسلحين والمهربين والجواسيس وتجهزهم باحدث الاسلحة والاتصال والمراقبة ،واليوم يتكرر ذات السيناريو في المنطقة الغربية فقد تيقنت ايران انها فشلت في باب المندب لذا فهي بحاجة الى موقع جديد وان كان يقل اهمية عن باب المندب الا انه يوفر لايران ممرا سالكا لسوريا ولبنان ويشكل خطا مؤثرا في الهلال الشيعي في المنطقة يفرض واقعا مرا على شعوب وسكان المنطقة ،كما ان الانبار ستكون ورقة مساومة عشية المفاوضات الايرانية مع المجموعة الدولية 5+1 حول ملفها النووي والتي ارادتها ان تكون باب المندب لكنها فشلت وستستبدلها بالانبار وربما توسعت الى خطوط اخرى شمالها او جنوبها والغطاء هو ميليشياتها ،فايران هنا شبحية لاوجود لها وهناك من ينوب عنها ويؤدي دور الواجهة – والصيت للزرنيخ والعمل للنوره – انها مؤامرة بكل ما تعني الكلمة على العراق ومقدراته وعلى العراقيين جميعا ان ينتبهوا لها وان يسحبوا البساط من تحت اقدام اية ذريعة يمكن ان تتخذ للدخول الايراني الاحتلالي .

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.