طلال عبدالله الخوري 9\1\2013
لقد سعى الإسلاميون الى أسلمة كل مرافق الحياة ولو وهمياُ, فعلى سبيل المثال لا الحصر, فرضوا الزي الاسلامي على الناس, راجعوا مقالنا: “الحجاب الإسلامي بين الخليفة عمر بن الخطاب والولي الفقيه خامنئي “, وأنشؤا البنوك الاسلامية, والتي ليس فيها من الاسلام الا الوهم, وهي عبارة عن بنوك ربوية لا تختلف عن البنوك الغير اسلامية بشئ سوى انها تستغل اموال المودعين بسرقة مقدسة, وللإستفاضة بهذا الموضوع راجعوا مقالنا: ” هل البنوك الربوية اكثر تقوى من الديانات السماوية؟ “, وقد إدعى الاسلاميون بأن هناك حقوق الأنسان الاسلامية, و هي عبارة عن احتيال على الحقوق الانسان العالمية بهدف تفريغ حقوق الانسان في البلدان الاسلامية من مضمونها واستعباد الانسان المسلم بالقوانين الالهية, وللاستفاضة بهذا الموضوع نحيلكم الى سلسلة مقالات الباحث عبدالقادر أنيس ” قراءة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان” ومقاله ” قراءة في إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام” , ومقاله ,”حوار مع القرضاوي 17: العلمانية والعبادة “,
ونحن نستغرب ونتسآل مع كل هذا الكم من الاسلمة والتي جرت في الاونة الأخيرة, لمذا لم تتم أسلمة بعض الامراض النفسية المقدسة, والتي يعاني منها المتأسلمون حصرياً؟ وذلك لكي تتم دراسة هذه الأمراض النفسية المقدسة في الإسلام, ومن ثم إيجاد الحلول والعلاج الطبي العلمي لها, ونقصد بالامراض الاسلامية المقدسة, هي الأمراض النفسية التي يعاني منها الاسلاميون ولكن لا يعتبرونها امراضاً نفسية لأنهم لا يستطيعوا ان يروها, والاكثر من هذا فأنهم يضفون صفة القداسة عليها وهي تعتبر من التابوهات والمحرمات.
هدفنا من هذه المقالة هو الدعوة لتأسيس فرع علمي طبي لدارسة الأمراض النفسية الاسلامية المقدسة, وإيجاد الحلول العلمية الطبية الناجعة لها.
من هم الإسلاميون المقصودون بهذه المقالة؟
بسبب كثرة متطلبات الدين الاسلامي من أتباعه, وبسبب أن معظم هذه المتطلبات هي بالغالب مستحيلة التحقيق, ولا تتفق مع متطلبات الحياة العصرية الحالية, وبسبب عدم قدرة المسلمين على تلبية فروض الاسلام, ولا حتى بمقدار واحد بالمئة, ظهر مؤخراُ مصطلح: ” نصف مسلم”, والمسلمون اللذين تنطبق عليهم لقب ” نصف مسلم ” هم غالبية المسلمين, حيث ينحصر اسلام “انصاف المسلمين”, بالصلاة والصوم والاحتفال بالاعياد فقط لا غير, وهم لا يختلفون عن بقية الناس من غير المسلمين بشئ, ونحن نستثنيهم من هذه الدراسة, اما الاسلاميون المقصودون بهذه الدراسة فهم حصريا: المسلمون الحقيقيون من امثال بن لادن, والظواهري وأتباعهم, والمجتمعات الاسلامية المغلقة, مثل جزء كبير من المجتمع السعودي والمصري والصومالي والمجتمعات المغلقة في معظم البلدان الاسلامية, ومجتمعات الولي الفقيه واحزاب الله والمجتمعات الشيعية المتطرفة, ورجل الدين المصري الحويني وأتباعه, وجماعة الاخوان المسلمين واتباعهم, والسلفيون وأتباعهم, والمجاهدون الاسلاميون في الصومال وباكستان, وجماعات طالبان وغيرها من الجماعات المتشددة في معظم الدول الاسلامية.
سنقوم في هذه المقالة بتسليط الضوء على بعض الامراض النفسية المقدسة
مرض تحرير القدس والاندلس
من الامراض النفسية الاسلامية المقدسة هو المطالبة بتحرير القدس والاندلس حصرياُ, وعدم المظالبة بتحرير باقي الاجزاء المحتلة من بلادنا, مع العلم بأن كامل اوطاننا كانت وما زالت محتلة من قبل أنظمة استبدادية هي أسوء بكثير من الاحتلال الخارجي, ومع ذلك فان الاسلاميون يطالبون فقط بتحرير الاندلس والقدس, ويطنشون عن اوطاننا المحتلة من قبل الانظمة الاستبدادية, ونحن نتسأل عن السبب؟ وهل هذا مرض نفسي مقدس؟ فأنا كسوري يهمني تحرير سوريا من نظام عائلة الاسد الاستبدادية أكثر بألف مرة من تحرير القدس؟
فيديو المطالبة بتحرير الاندلس:
لقد استعمر العثمانيون أوطاننا مدة 400 سنة, وكان االاستعمار العثماني من ابشع انواع الاستعمار في التاريخ, ولم يفكر اي من الاسلاميين بالتحرر من الاستعمار العثماني, حتى جاء المتنورون ومعظمهم من المسيحيين والذين تثقفوا بثقافة الثورة الفرنسية ونشوء الاحزاب القومية الاوروبية, وقاموا بانشاء الاحزاب القومية والتي نادت بالتحرر من الاستعمار وانشاء الاوطان القومية المستقلة لاول مرة.
لقد رزخت الشعوب العربية تحت الحكومات الاستبدادية منذ 1400 عام وحتى الان ولم يفكر اي اسلامي بالتحرر من الاستبداد؟
تحتل ايران الاهواز وعربستان والجزر الامراتية: جزيرة ابو موسى وطنب الكبرى والصغرى, ولا يطالب اي اسلامي بتحرير هذه الاجزاء المحتلة وفقط يريدون تحرير الاندلس والقدس؟؟؟
تحتل تركيا انطاكية, وكيليكية, ولواء اسكندرون السورية, ولا يطالب اي اسلامي بتحرير هذه الاجزاء المحتلة من ارض سوريا الغالية, وفقط يريدون تحرير الاندلس والقدس, وانا كسوري يهمني تحرير الاسكندرون اكثر بالف مرة من تحرير الاندلس.
ونحن نتسآل: هل المطالبة بتحرير الاندلس والقدس مع اننا نرزخ تحت احتلال استبدادي منذ 1400 سنة وحتى الآن هو مرض نفسي مقدس؟
مرض الفتوحات الاسلامية:
تشير الابحاث التاريخية العلمية على ان الفتوحات الاسلامية قامت بسبب ندرة الموارد في الصحراء العربية, وبدل من التفكير بتطوير البلاد علميا واقتصاديا لتطوير الزراعة والصناعة, اختار اهل الصحراء بغزو البلدان الاخرى للإستيلاء على خيراتها, ومما يؤكد صحة هذه النظرية هو ان اخر الفتوحات الاسلامية كانت بموقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا التي أوقفت المد الإسلامي, حيث لم ينتصر عبد الرحمن الغافقي على الفرنجة عام 114 هجرية (732 م) وقتل في معركة بلاط الشهداء, فلماذا توفقت الفتوحات الاسلامية منذ اكثر من 1200 سنة؟ لماذا لم يعاودوا الكرة ويتابعوا فتوحاتهم المقدسة؟ الجواب البسيط هو انهم قد شبعوا وكثرت الموارد القادمة من البلاد المفتوحة.
نجد الأن بأن الاحوال الاقتصادية قد سائت, والموارد الاقتصادية قد شحت في بعض البلدان الاسلامية مثل مصر, وهنا لم يفكر الاسلاميون بتحسين التعليم والاقتصاد والزراعة والصناعة, وانما عادوا الى طرقهم الاسلامية الاصيلة في حل المشكلات الاقتصادية وهي الغزو وسرقة موارد الشعوب الاخرى وسبي نسائهم, شاهدوا هذا الفيديو:
ونحن نتسآل هل خيار الاسلاميين بالحروب المقدسة لحل المشاكل الاقتصادية في عصر الانترنت والعولمة هو مرض نفس مقدس؟
مرض الشعور بالعظمة الاسلامية
نجد الاسلاميون في بلاد الغرب الكافر عاطلون عن العمل ويعيشون عالة على الآخرين ومع ذلك نراهم يتعالون على الاخر ويشتمون الآخر ويتهمونه بالكفر والانحلال الاخلاقي, فهل هذا مرض نفسي مقدس؟
نجد الاسلاميون يطلبون مساعدة الغرب الكافر اقتصاديا اثناء المجاعات وفي النكبات الطبيعة التي تحل في بلادهم, ومع ذلك يشتمون الاخر وينعتونه بابناء القردة والخنازير, فهل هذا مرض نفسي مقدس؟
مرض البيدوفيليا الاسلامية
نجد الاسلاميون من غير كل شعوب العالم يقدسون البيدوفيليا في معتقاداتهم, وهو زواج الكهول من القاصرات, ولقد تم اشباع هذا المرض النفسي بالبحث, ولكن نشير هنا الى اخر الانباء التي وردت من السعودية عن تسعيني يتزوج من طفلة عمرها اقل من خمسة عشرة عاماُ, ويتهم امها بانها تحيك مؤامرة ضده؟ فهل البيدوفيليا مرض نفس مقدس؟
مرض المؤامرة
يرمي الاسلاميون سبب كل مشاكلهم وفشلهم على المؤامرات الخارجية, حيث يظنون بأن الاخر دائماُ يتآمر عليهم, وقد بدأت نظرية المؤامرة بالتاريخ الاسلامي عندما اتهموا شخصية وهمية يهودية اسمها عبدالله ابن سبأ بالفتن التي جرت بالتاريخ الاسلامي, فهل المؤامرة مرض نفسي مقدس؟
مرض اعتبار ان الايمان بالاسلام هو افضل منجزات المسلم وهو ليس بحاجة لان ينجز اي شئ اخر سوى الايمان بالإسلام؟
راجعوا مقالنا: مساهمة العرب في الحضارة الإنسانية؟
مرض استعباد المرأة
ولقد تم اشباع هذا المرض بحثاُ, ونحيلكم الى بحث الدكتورة وفاء سلطان:” المرأة في شريعة نهرو الطنطاوي“, ومقالها :” من المسؤول عن جنون هذه الأمة؟! “؟
مما سبق نجد بـأن هناك امراض نفسية مقدسة خطيرة يجب دراستها علميُاُ من اجل ايجاد العلاج الطبي الناجع لها.
هوامش:
الحجاب الإسلامي بين الخليفة عمر بن الخطاب والولي الفقيه خامنئي
هل البنوك الربوية اكثر تقوى من الديانات السماوية؟
قراءة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان
قراءة في إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام
حوار مع القرضاوي 17: العلمانية والعبادة
ماقل ودل … بين المنطق والعدل ؟
١: يقول أومبرتو إيكو إن الأدب هو من يولد الثورات ، إذن كيف ستكون في أمة إقرأ ثورات وقد خلت من أدب وعقل والإثنان هما جناحي كل الحضارات ؟
٢: قال فولتير ذات مرة إن الحماقة تظل حماقة ولو كررها ألف إنسان ، فكيف الحال إذ كررها الملايين وفي اليوم خمس مرات ؟
٣: شكا الشيطان عباد ألله لله وقال له ، لقد علمت عبادك كل فنون الدجل والشعوذة وطرق السرقات وأخيرا ينكرون فضلي ويقولون هذا من فضل ربي ؟
٤: يقول جاك رنسيارالمفكّر الفرنسي المعاصر،في كتابه الموسوم “كراهيّة الديمقراطيّة ” ، لا يكره الديمقراطيّة إلاّ من يكره الاشتراك في العيش مع ألأخرين الذين يتساوون معه في الانتماء إلى الإنسانيّة
٥: وأخيرا صدق من قال ( إن الحقيقة لاتؤلم إلا من … تعود على العيش في ألأوهام ) سلام ؟
وجاك رنسيار، المفكّر الفرنسي المعاصر، يكتب كتابا تحت عنوان “كراهيّة الديمقراطيّة ” ليدافع عن ديمقراطيّة المشترك واقتسام المحسوس والمساواة بين الجميع. لا يكره الديمقراطيّة إلاّ من يكره الاشتراك في العيش مع كلّ النّاس الذين يتساوون معه في الانتماء إلى الإنسانيّة.
وهل توقع أحد شيئا حقيقيا. فالوهم لا ينتج سوي اوهاما يضع عليها توقيعه. فكل ما ينتهي بالوصف اسلاميا هو وهما اساسه الاسلام.