جهاد علاونه
نعم,هو سريع الانتشار ولكن هل تعرفون لماذا؟ قبل الإجابة أقسم لكم بما أنجبته النساءُ من قديسين لا أنوي الإساءة لأحد ولكن على الأقل أنا أجتهد في وصف ظاهرة علمية يجب معرفة أسبابها,من هنا يجب أن تعلموا بأن الأفكار الخرافية والسخيفة والتي تشجع على الجهل تجدون لها أناس متحمسون وفي غاية الحماسة من أجل نشرها ولا تجدون هذا الحماس في الضفة المقابلة للجهل وهي ضفة العقل والمنطق وأنا لا أقول عن الإسلام بأنه سخيف بل أقارن بينه وبين الذين يحملون أفكاره وبين الذين يحملون أفكارا تنويرية, وهذا يا أحبابي ليس خاصا بالإسلام فهنالك أيضا كثيرٌ من الأفكار غير الإسلامية التي تنتشر بسرعة مثل الأخبار السيئة حيث تجد الأخبار السيئة أناسا متحمسين وفي غاية الحماسة ومتشجعين على نشرها ومشحونون بطاقة هائلة للدفاع عنها ودائما الخبر السيئ سريع الانتشار وهذه ظاهرة معروفة عند كل الناس, فالخبر السيئ من ناحية سرعة الانتشار يكون مثله مثل الأفكار السخيفة والتي تدعو إلى الجهل,فلو قلنا لك: ما هو الأسرع انتشارا الخبر السيئ أم الخبر الجيد؟ لقلت لنا بأن الناس تسمع أخبارك السيئة بسرعة ويخبرونك بها حتى من قبل أن تعلمها أنت في حين تكون أخبارك الطيبة في غفلة عن الناس ولا أحد يخبرك بها؟.
حتى الآن يجب أن يكون كلامي مفهوما وهو أن للجهل أناس متحمسون لنشره حماسا كبيرا منقطع النظير, والإسلام اليوم دين غير تنويري وهو يدعو إلى محاربة العلمانية والحرية والديمقراطية وسبب انتشاره بسرعة هو بسبب وجود نشطاء متحمسون جدا لنشره وتجد الذين يحملون أفكارا جاهلية أو أفكارا ميتافيزيقية متحمسون لنشرها ومستعدون تمام الاستعداد للموت دفاعا عنها ودعونا ننظر للفكر التنويري وللحقيقة نفسها حيث سنكتشف بأن الأفكار التنويرية بطيئة الحركة نهائيا وتمشي كما تمشي السلحفاة بين الأفكار التي تدعو للغيبيات ولعدم المنطق تجري بسرعة الصوت أو حتى بسرعة الضوء لذلك التنويريون حركتهم مثل حركة السلحفاة بطيئون جدا ويخافون بينما أصحاب الأفكار غير التنويرية يعدون من أمام عينك مثل البرق لا تكاد أن تلحظهم, وكذلك التشجيع بحيث الناس العوام أغلبهم يشجعون أصحاب البدع والضلالات على نشر أفكارهم لذلك الجهلاء لا يخافون بينما العقلاء نجد أولا بأن حركتهم بطيئة جدا وفي داخلهم خوف شديد.
والفلاسفة والكتاب المتنورون لا يتحركون بسرعة فهم متجمدون في نفس المكان وليس لديهم حماس لنشر أفكارهم التنويرية كما نجد الحماس عند الذين ينشرون الأفكار الجاهلة والسخيفة,والذين يتاجرون بالدين مثلا تجدهم يصرخون بأعلى صوتهم وهم ينادون على بضاعتهم وإذا حضرنا مجلسا وكان في المجلس مجموعة من الدعاة والوعاظ الدينيون وإلى جانبهم رجلٌ متنور نكتشف حقيقة جديدة وظاهرة غريبة وهي أن المتنور لا يجرؤ على الكلام في نفس الوقت الذي ترتفع فيه أصوات الجهلاء وهذا ليس في الدين وحسب بل في كل مجالات الحياة.
وهذا مثله مثل الحقيقة حيث لا يجرؤ من يعرف الحقيقة على البوح بها وكشفها للناس بينما الذين لا يعرفون الحقيقة تجدونهم متحمسون لنشر الأفكار التي تُخفي الحقيقة.
لهذا الاسلام سريع الانتشار والمسيحية بطيئة الحركة وخصوصا في الدول العربية, والذين يؤمنون بالحقيقة تجدهم قلةٌ قليلة والذين لا يؤمنون بالحقيقة تجدهم هم الأكثر انتشارا حتى في داخل الفكرة أو المذهب الواحد,فلا غرابة أن نجد المنتسبين للدين المسيحي أقلة في الدول العربية حتى المؤمنون بالدين المسيحي لا يجرؤون على قول هذه الحقيقة ولا يجرؤون على الجهر بدينهم بينما الذين يلتحقون بالإسلام يصرخون بأعلى صوتهم إننا مسلمون.
الأفكار الشريرة سريعة الانتشار والأفكار الخيرة بطيئة الحركة, والناس الأخيار قليلون جدا والصادقون قليلون جدا ولا أحد يرغب بهم, والناس أصحاب الشر الكل يؤمن بهم بل ويقسمون بحياتهم.
بدياة تحياتي لك ياعزيزي جهاد وتعليقي … ؟
١ : هل رأيت أحجارا كبيرة تطيرها الريح أو حديد ، أليس ماتطيره غالبا هو القش والبوش ( بذور نباتات جافة وفازغة ) والغبار ؟
٢ : كيف إستطاعت المسيحية من ألإنتشار في قلب قلاع الفلسفة ( بلاد اليونان خاصة ) والرومان ، بينما لم يستطع ألإسلام ألإنتشار حتى في قلعته قلعة الجهل والتخلف إلا بالعنف والسيف ، بدليل الواقع والتاريخ وحتى في يومنا هذا ، مجرد تساءل لا أكثر ؟
٣ : إن تغني الكثيرون من أنصاف المتعلمين بأنصاف الحقائق سواء عن عمد أو عن جهل ، لهو بحق من أكبر مأسينا ؟
٤ : وأخيرا تقبل محبتي ومودتي والسلام مسك الختام ؟