الإنجيل والدين المسيحي,والمسيحية, هي أول وآخر ديانة والإنجيل هو أول وآخر كتاب مقدس,والمسيح أول وآخر من قدس الحياة الزوجية وجعل رباطها رباطا مقدسا إلى يوم الدينونة, ولم أقرئ طوال حياتي عن أي فكر أو أي فلسفة جعلت رابطة الزواج أسمى ما في الوجود مثلما قدستها الديانة المسيحية, في الوقت الذي كانت تعج فيها الحضارة الرومانية واليونانية بشتى أشكال الفوضى من عدم الاحترام ومن التعددية التي ليس لها لازم إلا لتبرير تبجحات الرجل وانجرافه خلف التيار الذي يغذي هذيانه في ممارسة الجنس مع كل امرأة يراها, ففي الإنجيل من اشتهى زوجة غير زوجة أو نظر لها نظرة شهوانية فقد زنا بها, ومن هذا المنطلق المرأة المسيحية محمية بديانتها من تحرشات الرجال مهما أبدت من زينتها, لهذا السبب المرأة المسيحية والرجل المسيحي متحررون عقليا من نظرات التحرش ومتحررون من فوبيا الزواج الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي.
كل الأديان التي سبقت المسيحية وكل الفلسفات التي سبقت ظهور الديانة المسيحية كانت تعثُ في فوضى جنسية وسهرات حمراء مع النساء في بيت الرجل الواحد, فكان معظم الرجال تقريبا يمارسون الجنس داخل غرفة نومهم مع عدة نساء, وكل الأديان الوضعية التي جاءت بعد المسيحية وكل الفلسفات التي جاءت بعد المسيحية لم تستطع أن تعطي المرأة حقها, فأهم حق من حقوق المرأة هو عدم إشراك زوجة ثانية معها مهما كانت الظروف, وبعض المشاكل العادية بين الزوجين لا تبرر للرجل نهائيا تطليق زوجته وخروجها من أصبع يده اليسار, فالمشكلة على البيت أو حتى على (قلاية بندورة) لا يمكن في الديانة المسيحية أن تعطي الرجل حق تطليق زوجته ورميها رمية الكلاب, والخلاف في الأمور الأخرى في الديانة المسيحية بين الزوجين لا تعطي مبررا لأي منهم بأن يطلق الآخر ليتزوج زوجا غيره , ولا يمكن التفريق بين الزوجين على سبب تافه مثل بعض المشاكل العادية حتى وإن تأزمت, لأن رابطة الزواج أسمى من كل المشاكل وتعلو على كل الظروف, فبأي حق بالديانات الأخرى يحق للزوج تطليق زوجه أو حتى الزواج عليه بزوج آخر؟ إنه لا يمكن مطلقا تبرير مثل هذه الأعمال مهما كانت الظروف.
الإنجيل كان وما زال أول وآخر كتاب سماوي قدّس الحياة الزوجية وارتقى فيها فوق كل المستويات, أنظروا في المجتمعات العربية كيف تتفكك الأسر بسبب سهولة الطلاق بين الزوجين, حتى المشاكل العائلية بين أهل الزوجين تعطي الزوج مبررا لتطليق زوجه ووضع رأسه في عنق الزجاجة,والشقاق والنزاع في الديانة الإسلامية يعطي المحكمة الإسلامية الشرعية حق التفريق بين الزوجين, في حين ترى المسيحية خلاف ذلك الأمر, فالخلاف بين الزوجين وبين أهل الزوجين شيء طبيعي ومن الممكن أن يحدث مرة ومرتين وكل يوم, حتى أن أغلبية المشاكل ونوعيتها لا يمكن أن تنتهي مطلقا لمجرد التفريق بين الزوجين فمثل هذه الحالات تتكرر مرة أخرى مع الزوج الجديد, لذلك الطلاق والتفريق ليس حلا لإنهاء المشاكل, والمرض إذا مرض أحد الزوجين ليس مبررا للتفريق بين الزوجين كما يحدث في الديانة الإسلامية, سيقول لي أحدكم أن المجتمعات الغربية المسيحية فيها تفكك أسري بسبب غياب الطلاق, وهذا ليس صحيحا فالتفكك الأسري في المجتمعات العربية الإسلامية لا تخلو منه أغلبية البيوت, والتفريق بين الزوجين شتت الأطفال وأفقدهم حنان الأبوين(الأب والأم), والمحاكم لا تخلو يوميا من التفريق بين الأزواج, ومن بين 8 آلاف عقد زواج تم تحريره في المحاكم الشرعية الإسلامية نجد أن 4آلاف عقد زواج يتم اختراقه سنويا, وبالتالي المطلقون كثر, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا تم تفكيك مثل تلك العقود؟.
إننا حين ندقق في الموضوع نجد أن الأسباب تافهة, فبعض الأزواج فرقت المحكمة الشرعية بينهما بسبب الخلاف على التصويت للنائب, أو عدم رغبة الزوجة في الاشتراك مع الزوج في التصويت لنفس المرشح الذي يرغبه, وهنالك أسباب أخرى أقل تفاهة من هذا النوع يتم بموجبها التفريق بين الزوجين وتشتيت شمل الأسرة بالكامل ليعيش الأولاد حياة كلها صخب وعناء وذل وإرهاق.
وتجد المرأة المسلمة تحاول دوما إفقار زوجها وإغراقه بالديون لكي لا تتراكم في جيوبه الأموال, فالرجل المسلم عندما يكسب المال الكثير على الأغلب يفكر بتجديد حياته الزوجية مرة أخرى على حساب الزوجة التي أمضت معه العمر كله, فيكون طلاقها أو الزواج عليها بزوجة أخرى هي مكافأة نهاية الخدمة التي تحصل عليها من الزوج, لذلك بيوت المسلمين فيها فقر شديد بسبب الإنفاق الهائل الذي تنفقه الزوجة والبذخ والتخبيص في أسلوب إدارتها للمنزل لكي يبقى الزوج غارقا بالديون, والديانة المسيحية لا تقدس الحياة الزوجية وحسب وإنما تفرض السلام بين الزوجين,وتجعل منه أسلوب حياة,في الوقت الذي تفنن فيه المسلمون بابتداع وسائل ترفيه للزوج جديدة وغير ملحوظة من ذي قبل, تفنن المسلمون في تطليق زوجاتهم أو في تكرار الزواج مرة أخرى ثانية وثالثة والزوجة تشاهد النسر وهو يقفز من عشٍ إلى عُشٍ آخر,ومن غرفة نوم قديمة لينام في غرفة نوم جديدة علم أن للإنسان قلب واحد يحب فيه مرة واحدة, لم يخلص غير المسيحيين لأزواجهم في الوقت الذي خان فيه غيرهم الحياة الزوجية سرا وعلنا.