الإنتخابات السورية في صور
طلال عبدالله الخوري, 8\5\2012
اثناء الدراسة بجامعة دمشق, كانت لنا زميلة من بنات المسؤولين, وكنا نعرف انها مدعومة وبنت مسؤول من خلال السيارة و الشوفير الذي كان يوصلها الى الجامعة.
في احد الأيام جأت هذه الزميلة المدعومة, والدموع تنهمر كالسيول من عينيها المخوختين من شدة البكاء المر, وتوجهت الي كالعادة,
وقالت لي: مصيبة يا زميلي حلًت بنا؟
فتأثرت لحزنها واردت ان اعرف ما القصة, لكي ارى بما يمكنني مساعدتها!! فقلت لها: يا لطيف؟؟ خير ؟؟ طمنيني ؟؟ شو القصة؟؟
فقالت لي: لقد كسروا والدي وخربوا بيتنا؟ الله لا يوفقهن؟
فقلت لها بلوعة: اخبريني هل والدك بخير وما هو وضعه الصحي؟؟
فقالت لي: صحة والدي عال العال وكل افراد اسرتي أيضا, بس مو هاي المشكلة, والمشكلة انه: هؤولاء الذين بلا ضمير, هم أصبحوا غير راضيين عن والدي, يعني انه والدي اصبح من غير المرضي عليهم, وقاموا بتكسيره وظيفيا, وانزلوه من منصب معاون مدير قسم التصدير بمرفأ طرطوس, وضحكوا عليه, وسخروا منه وبهدلوه وذلك بتعيينه نائباً بالبرلمان؟؟ يعني بيعجبك هيك انه ابي ينزل لمستوى عضو بمجلس الشعب, بعد ما كان معاون رئيس قسم التصدير بمرفأ طرطوس؟؟
عندها فهمت بأن اسم الإشارة ( هؤولاء) يعود الى المخابرات السورية ( والتي ليس لديها ضمير على حسب رأي الزميلة المدعومة لانها كسرت والدها وازاحته من منصب نائب رئيس قصم التصدير بمرفأ طرطوس وعينته بمنصب نائب بالبرلمان ), وكما هو معورف, فالمخابرات السورية هي التي تعين لكل منصب في الدولة شخصاً, يختاروه:
حسب الولاء,
وحسب مصلحة النظام,
وحسب لعبة التوازن الطائفي, والتوازنات السياسية للشخصيات المحسوبة على الحكم وكيفية ارضاء كل طرف؟
وحسب الصورة عن الحكم والتي يريدون ان يظهروها للداخل والخارج؟
فيقومون بمعاقبة هذا او ذاك, ويغيرون في المناصب والتعيينات من وزراء واعضاء بالقيادتين القومية والقطرية وأعضاء البرلمان وكل مفاصل الحكم والسيطرة, كما تغير الغانية سروالها؟
فقلت لها مواسياً: طيب يا ستي ومنصب نائب بالبرلمان يعني منصب مقبول ومحترم؟
فـنظرت الي نظرة عدم الرضا لأنني لم افهم حجم الكارثة التي اصابت اسرتها. وأجابتني بنزق وقرف: بالله عليك؟؟ يعني يلي بيقبضهم عضو مجلس الشعب بالسنة كان والدي بيقبض اكثر منهم باليوم الواحد!!
عندها ادركت حجم الخطأ الذي ارتكبته بالتقليل من مصيبتها واردت ان اكف بلائها, عني فحاولت ان استدرك قائلاً: فعلا هذه كارثة.. والله لا يوفقهم.., فلم يبق لديهم ضمير؟؟
مغزى هذه الحادثة الحرفية هو ان منصب عضو في مجلس الشعب السوري, او اي منصب بمؤسسات الحكومة السورية, و في ظل النظام الأسدي الأستبدادي, هو منصب صوري, لمجموعة من الدمى تأتمر بأمر المخابرات ويتم تحريكها بالاصابع فقط.
عندما هاجرت للغرب, اول شئ قمت به هو المشاركة بالانتخابات السياسية والخروج بالمظاهرات وابداء الرأي بدون خوف من رقيب أمني؟؟ وعندما سألني أصدقائي من اصحاب البلد, والذين هم من ابناء البلد أباً عن جد, عن سبب حماسي الزائد للانتخابات والجدل السياسي, والذي يفوق حماسهم بكثير,؟؟ فقلت لهم انتم لا تستطيعوا ان تثمنوا تفهموا معنى الحرية! لانكم ولدتم وعشتم ببلد فيها الحرية شئ طبيعي!!, ولن تفهموا حماسي الا اذا عشتم ببلد استبدادي مثل سوريا لا تستطيعوا ان تفتحوا فمكم فيها الا عند طبيب الأسنان.
مشكور اخ طلال على الجهود التي تبذلها في سبيل تنوير المجتمع وحرية الوطن
استاذنا الكبير والصديق سردار احمد
نشكر مروركم العطر وقراءة المادة وابداء الرأي
سوريا تعيش بقلب كل سوري
هذه الفتاة المدعومة من قبل الدولة المدلٌلة سيارة تأخذها وتردها..والأحسن منها ذكاء وكفاءة
يسيرون على أقدامهم لتتمزٌق كواعبهم
لا أستغرب هكذا قصة من بلد كل شي فيه غلط
لا يتميٌزون سوى بالإنجاب كما تفعل الأرانب والجراد
هكذا هو حال كل المنطقة…
شعب وحكومة راضعون من ثدي واحد
شكرا أستاذ طلال أتمنى لهذا الموقع الراقي الإزدهار