الإسلام الشامي المعتدل والسلفي الوهابي والاخوان المسلمين والإسلام الشيعي كلاهما يعرقلان الهوية الذاتية للفرد بمنطق التفكير الحر الليبرالي والعقلانية ويعرقلان احداث أي تغيير في بنية مجتمعاتنا والتخلص من الاستبداد السياسي والديني لو اختلف التأويل والفقه المعتمد عند هذه الجماعات والحركات الدينية.
ليس بأحد يستطيع ان ينكر بأن الخطاب الديني هو المهيمن على ذهنية الافراد وبنية مجتمعاتنا الشرقية وبالأخص الإسلامية سواء كان من الناحية النفسية والفكرية في تشكيل الاذهان او من ناحية السياسية في المواقف عند كل حركة وخطاب ديني وجماعة بمؤيدها ومريديها وداعميها.
لقد بدأت ثورتنا السورية قبل أكثر من خمس سنوات بمطلب الحرية والكرامة والعدالة والتخلص من نظام الاستبداد واستبداله بنظام اخر بعد حكم نصف قرن من الهيمنة والسجون التي ارهص بها البلاد والفرد.
وبعد خمس سنوات من المرارة والالم والأسى والتدمير والقتل والتهجير واشد أنواع العذاب في مسار قضيتنا مازال الأسد قائم ويستخدم كل الإمكانيات الداخلية والخارجية للحفاظ على بقائه وكيانه الذي اسسه له الاب ومن بعده الابن الوريث الغير شرعي. بالرغم من قدرة الثورة السورية من زعزعة بعض دعائمه وكيانه بمقارنتها قبل الثورة وبعدها.
واحد الأسباب المهمة التي ساعدت الأسد على البقاء هو السلطة الدينية والجماعات الدينية ومواقفها سواء كانت هذه المواقف والجماعات مع الأسد او ضد الأسد.
فكلاهما ساهم في بقائه من ناحية النضال والاخطاء المرتكبة من قبل الجماعات المسلحة الدينية على الأرض او في شقها السياسي المدعومة من دول الخليج وغيرها التي حرفت مسار الثورة ورفعت شعارات دينية في النضال لمواجهة النظام ك جيش الإسلام والنصرة وغيرها من الكتائب الإسلامية القائمة او من الإسلام الشامي المعتدل الذي برز يقدم نفسه كإسلام معتدل في دمشق كاتباع الشيخ البوطي ومفتي نظام الأسد محمد حسون والإسلام الشيعي ايضاً الذي اصطف بالنضال المسلح لأجل الحفاظ على السلطة ومصالح ايران بمليشياته فقد أصبح طريق القدس من دمشق للمقاومة والممانعة المزيفة في ذهنية هذه الشعوب. وكل هذه الحركات يٌغذيها المقدس المبني على نصوص دينية ب تأويلات وفقه مختلف.
ان الثورة السورية رغم حرفها عن مسارها وأهدافها الحقيقية وتحويلها لحرب أهلية واتخاذ من سورية ساحة صراع دولي للمصالح يستخدم به الخارج بعض السوريون من قيادات وافراد وحركات كأجندات لهم.
الا انها مازالت ثورة قائمة تتجه لتحقيق أهدافها ولا يمكننا ان نحكم على الثورة ونتائجها بليةٍ وضحاها او بسنين معدودة فالثورة الفرنسية استغرقه ما يقارب ثلاثمائة سنة لتحقيق أهدافها. والثورة تبقى مستمرة من ناحية الفكرية والسياسية والدينية وكل ما يحرك المجتمع وتعيد نقد وترتيب نفسها في كل وقت وتتابع أجيالها.
وهٌنا في هذا الطرح لا يكمن هدفي وموقفي والذي يحركني سوى فضل الثورة السورية التي حدثت فلولا قيامها لما استطعنا معرفة مشاكل مجتمعاتنا بالشكل الحقيقي ولما استطعنا الكتابة بحرية واحداث تكتلات حزبية وفكرية خارج هيمنة النظام ومنهجيته المتبعة قبل قيام الثورة. ولو ذقنا المعاناة والويلات والالم وباتت يتيمة هذه الثورة فهذا لا يعني أن الثورة ليست مستمرة وليس لها ضريبة عند كل فرد.
ان الثورات تأتي لأحداث وعي عند الطبقات الشعبية وافراد المجتمع في مشاركتها بأحداث التغيير الحقيقي في بنية المجتمع واستبدال النظام بنظام اخر يكفل حقوق الافراد والجماعات وحرياتهم الفردية والتخلص من أدوات النظام السابق. ويكون الدين هو علاقة الفرد مع نفسه وخالقه ويساهم في حياته تاطير مفهوم الحرية الفردية بناء على العلاقة الفردية مع الله والتخلص من الظلم وبناء دولة عادلة أيضا في مفهوم الدولة الحديثة والعلمانية في العالم.
الا ان هذه الحركات الإسلامية بمختلف مشاربها الفقهية مازالت بعيدة كل البعد عن مفهوم الثورات واحداث تغيير وإصلاح حقيقي وسلوكيات جيدة وانسانية تصب في مصالح ثورتنا السورية والتخلص من الاستبداد بل أصبحت حليفة له وحليفة لمصالح الدول الخارجية ايضاً بطرق ووسائل مختلفة. وهذا يؤثر كما ذكرت في مشاركة الطبقات الشعبية بوعيهم ومواقفهم واصطفافاتهم السياسية وزيادة وتيرة العنف في تصارعها وانقسامها.
ان هذه السلوكيات والمشكلة تكمن فكرية وايمانية عند هذه الجماعات والحركات مٌصطبغة بالسياسة والعمل السياسي لتحقيق أهدافها على الشعور الدين والمذهبي والفقهي عند كل جماعة في رفع الرايات والشعارات والبرامج السياسية.
وان المشكلة التي تشكل عبئ على واقعنا الشرقي عامة والعربي الإسلامي خاصة سواء في الراهن او منذ قرون طويلة. لا بد في إطار العمل الثوري والتغيير الحقيقي في التعامل معها من جذورها وليس التحايل على الواقع لكسب رضى المواطن والفرد ورضاء شعوره الأيديولوجي والخوف على الشعور الجمعي وهذا امر جيد ان نأخذه بعين الاعتبار ولكن لابد لأي تغيير حقيقي ان يطال البنية الذاتية للأفراد والجماعات المسحوقة في الماضي والحاضر والمسيطر عليها الخطاب الديني والخطاب السياسي الديني كما تتجه هذه الحركات في نشاطها وعملها وتحقيق أهدافها.
بنفس الوقت يوجد العديد من الأصدقاء يدركون هذا الشأن ويطرحون طروحاتهم لتجاوز هذه المشاكل وتسليط الضوء عليها. بطروحات مختلفة.
ولكن أي طرح يبقى ضمن النص الديني وتفسيره على شكل حيوي لن يستطيع معالجة المشكلة من جذورها واحداث تغيير حقيقي في وعي الطبقات الشعبية سواء كان بمفهوم الحرية الذاتية او العدالة وفصل الدين عن السياسة وتمهيد وبناء علمانية جيدة يكون الفرد هو أساسها وسيدها في مواقفه التي لا تتأثر بفقه وتأويل وتفسير لهذه الحركات ومؤسسيها وفي التخلص من الاستبداد واحداث تغيير حقيقي يبدئ من عند كل فرد بعيداً عن مواقف الجماعة وانتمائه لها التي بمعظم الأحيان تكون معطلة لحريته وحقوقه في ذهنيتها القديمة التقليدية والايديولوجيا التي تحتاج لإصلاح من جذورها وتبقى هوية الفرد هي ذاته الإنسانية المتحررة التي من غير الطبيعي والممكن ربطها بهوية الجماعة أو نصوص دينية وفقهية على تأويلات مختلفة في معظم الأحوال كما نجد في الواقع السوري والاسلامي.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمحرب #اسرائيل مع #حماس دينية ام سياسية ؟
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية