إخوانجية السعودية فى وضع حرج للغاية. فلا هم قادرون على التصريح بالأخونة ولا بإمكانهم التزام الصمت إزاء ما حدث
لعرش تنظيمهم الأم فى مصر. ليل نهار عبر المواقع يثرثرون مدافعين باستماتة هزيلة عن إخوان مصر والظلم الذى وقع عليهم. لا يمر يوم دون أن أتعرض لشتيمة منهم بسبب موقفى القديم من الإخوان وأى تيار إسلامى سياسى. منذ بدأت الكتابة والشتائم من المتخلفين صارت جزءا من يومى.
وجاء يوم طلب فيه الفريق السيسى من شعب مصر الخروج لمنحه الحق فى تطهير الشارع من الإرهاب، ذهبت إلى هناك. أردت أن أرى السقوط بعينى، كيف لا أراه وأنا ممن وجهت لهم أقذر التهم لسبب واحد هو رفضنا لحكم التطرف وإعلان تمردنا على أى تيار سياسى دينى. الكل كان يراهن على تفوقنا بالتمرد. اعتبرونا نمارس الحلم الحرام. ومن أيدنا حينها قال: ما دخلكم والشعب العربى الميت، لا تضيعوا حياتكم واستمتعوا بشبابكم لأن شيئا لن يتغير. ذلك المشهد المصرى الذى اقترب من القداسة أشعرنى بأنى أحتفل بيوم عرسى. لم نكن مخطئين بتفوقنا بالنقد اللاذع لكل من تخفى وراء الدين. العناد والبجاحة أحد الحلول المثلى بوجه الجريمة والإرهاب.
أما غالبية الحشد الصحفى السعودى الذى ظهر للهجوم على الإخوان، وكان سابقا يرتعد لذكر اسمهم، فالسياسة تطلبت إجماع (الجوقة الصحفية) المعتادة على رأى واحد عند كل أزمة. لا يهم. الأبواق أحيانا تكون مفيدة. الآن، حجم اللعنات والشتائم (سعوديا) بلغ قمته ومن أعداد إخوانجية كبيرة (ويستهان بها).
– دفاعك عن تنظيم إرهابى مارس أقسى أنواع الدمار الفكرى والمادى بحقنا يعنى انتماءك له.
– لا تفهمينى غلط. لست منهم لكنى أتعاطف معهم.
أو يبرئهم من التهم ويقول- أقول فقط كلمة الحق.
– يعنى أنت إخوانى.
– لا أبداً.
الجبان، كلهم جبناء. إخفاء الحقيقة نهج الجبناء.. حتى عتاة قادتهم السعوديين أجبن من التصريح بالأخونة. فماذا ننتظر من ناقصى المبدأ والرجولة؟
الأسئلة الأكثر أهمية اليوم والتى يجب أن تطرح على الطاولة. ما مخطط إخوانجية السعودية؟ لا نعلم. ماذا يعرف المواطن عنهم؟ لا يعرف. ما حالهم بعد موت التنظيم الأم؟ هل يذوبون؟ أم سيرحلون إلى تونس أو لندن؟ متى تطالهم يد المحاكمة؟ لا يبدو أنها ستطالهم..
يقول رأى: إن فكرهم منتشر ولو حاسبت قياداتهم. فموت التنظيم لا يعنى موت الفكرة. أهى حجة لنترك داعية إخوانى، أرسل شبابنا للهلاك، نتركه يرغد بقصره وملايينه؟
ماذا يدور برأس الداخلية السعودية التى قضت على إرهاب القاعدة الدموى سابقا بكفاءة فاجأت الجميع؟ ذلك الإرهاب الإخوانى القاعدى ليس إلا الجناح العسكرى لإرهاب الإخوان. فمتى تنفذ الداخلية حربها ضد غزو العقول والأفكار وضد إراقة الدماء؟ لا أحد يعلم.
فضيحة أخيرة. أحد الدعاة فى الحرم المكى (ليس من الأئمة الرئيسيين) يصدح بدفاع شرس عن الإخوان ويحرض ويفتن.
ولا أحد يتحرك. ولا بيان واحد.
احتلال مخيف. وسكون مخيف.
مثلما طالب الشعب المصرى قائد الجيش بالتدخل لإنهاء الاستعباد. نحن أيضا نطالب الحكومة بالتدخل لإنهاء الاستعباد. فعدا جوقة الصحفيين لا نرى أى سياسة أمنية مطمئنة. على الإطلاق. وبدلا عن تسلم الأيادى أرغب فى تأليف أغنية أقبل الأيادى لتخرجوا عن دائرة السكون. انزلوا للشارع وانهوا عهد الاستعمار. لم يتحمله المصريون عاما. ونحن نعيشه منذ أكثر من خمسين عاما.