أعترف الإخوان المسلمون بطريقة غير مباشرة بأن الاسلام ومبادئه هي لتحقيق مصالحهم السياسية, وعندما تتعارض مبادئه مع مصالحهم, فيتم تجاهله مع قدسيته الالهية, ويتم الضرب باهم ما هو معلوم من الدين بانه صالح لكل زمان ومكان, وتم ذلك في حفلة ردح بين اهم اعمدتهم الاخوانية الشيخ الداعية الإخواني “وجدي غنيم،” القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، و “إبراهيم منير” أمين عام التنظيم العالمي لـ”الإخوان المسلمين” في الغرب, حيث قال الاول اللذي يعيش في تركيا انه يتبرأ من الجماعة، واصفا قيادتها “بالخونة”, لانهم قدموا العزاء للحكومة الفرنسية في ضحايا حادث الهجوم الإرهابي على مجلة “شارلي هيبدو” في برقية بعث بها أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنحلين في زمن حكم الاخوان في مصر, حيث قال:” ان العتزية شئ مخالف للدين.. أنا أسحب اعترافي بكم. ما صنعتموه مصيبة”.
فرد عليه الثاني رادحاُ :” إن الداعية غنيم لا يمثل إلا نفسه، وهو حر برأيه، ولا يمثل شخصيا الجماعة … لو كان غنيم يعيش بفرنسا أو بإحدى العواصم الغربية لذهب بنفسه لتقديم العزاء لأهل ضحايا مجزرة (شارلي هيبدو) … مسألة تقديم التعزية لمجتمع لم تصله الدعوة الإسلامية الصحيحة فائدتها أكثر من ضررها، حتى تبرأ الأمة من دماء سالت بغير حق، مع تجاوز الضوابط الشرعية … لنا في زيارة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقدره ومكانه لجاره اليهودي عندما مرض، رغم أنه كان يؤذي الرسول، أسوة حسنة، مما يبرر أمر التعزية “.
نقرا بين سطور هذا الردح الاخواني ان النصوص الدينية حمالة اوجه, ويستطيع اي فقيه ان يستخدم الوجهة التي تخدم مصالح السلطان اللذي يعيش عنده, فمصالح السلطان التركي اردوغان هو ضد التعزية لانه يريد ان يستخدم الارهاب في فرنسا كورقة ليرفع من شعبيته في تركيا وبين المسلمين, بينهما في الطرف الاخر نرى ان الفقيه اللذي يعيش عند السلاطين الاروبية من مصلحتهم التعزية فتم استخدام وجهة النصوص التي تناسبه, وبهذا يكونوا قد حققوا المعلوم من الدين “بان الاسلام يصلح لكل زمان ومكان” لانه حمال اوجه, وتستطيع ان تكون متناقضا.