مررت اليوم بالصدفة على آية قرآنية غير كريمة، تقول:
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا
…….
تمعنت في مفهوم الآية للمرة الألف بعد المليون، وشعرت بنفس الغثيان الذي ينتابني في كل مرة أقرأها فيها!
أن يسقط الخالق بالمرأة إلى مستوى مجرد فرج لإهانة لا يفترض أن تقبلها امرأة على سطح الأرض…
نفخ “الخالق” في فرج مريم ام المسيح من روحه فقط لأنها أحصنت فرجها؟؟؟؟؟
كم بليون امرأة منذ بداية التاريخ وحتى اليوم أحصنت فرجها ولم ينفخ فيها؟؟؟
ألتقيت في حياتي بمئات النساء اللواتي ـ لا ينتابني أدنى شك ـ من أنهن أحصن فروجهن، لكن كانت ألسنتهن أقذر من أقذر قفى حذاء، وعقولهن أضحل من مستنقع وحل…
فأين العبرة من أن تحصن المرأة فرجها وتبيح كل شيء آخر؟؟؟؟
لا تستطيع امرأة على سطح الأرض أن تحصن فرجها مالم تحصن عقلها أولا….
فعندما تُنتهك بكارة العقل يسقط كل شيء آخر….
………..
الأزمة اليوم، وكانت البارحة وستبقى غدا، هي افتقار تلك الأمة إلى كلام ذات معنى ورسالة!
كم كان عبقريا عبدالله القصيمي عندما قال: العرب ظاهرة صوتية، ولم يقل ظاهرة كلامية!
فالكلام قد يحتوي على ماهو مهم وضروري، لكن الصوت عندما لا يحمل رسالة فهو ليس سوى مجرد قرقعة…
….
لقد أثبت القرآن أهمية الكلمة وأهمية الكتاب، من خلال المستوى الذي وصل بأمته إليه….
ليست تلك الأمة سوى فرجا مباحا!
لقد أصبحت المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية من منظور اجتماعي وثقافي وتربوي وديني مجرد فرج!
ولما اقتنعت الأمة التي ابتليت بتلك الثقافة بأن قفل ذلك الفرج سيجعلها في مأمن، فقدت مع الزمن أمنها وشرفها وحتى عزّة نفسها!
…..
الفرج لا يجيد تربية الرجال حتى ولو أجاد أحيانا إطعامهم…
العقل وحده سيد الموقف تربويا وغذائيا ومستقبليا…
ومالم يُرقى بالمرأة إلى مستوى عقلها لن ينبت شارب لرجل يتربى في حظيرتها!
…..
لذلك، بقيت تلك الأمة مهووسة بثقوب أناثها وبحف شوارب ذكورها!
وتدفع الثمن اليوم!