الأكراد والرسائل الخاطئة

الأكراد والرسائل الخاطئة: وفق المفاهيم الوطنية والاعراف والتقاليد والبروتوكولات الدبلوماسية، كان يجب أن تقام مراسيم دفن الرئيس العراقي في العاصمة بغداد وأن يسجى جثمانه بالعلم الوطني العراقي وليس بالعلم الكردي. إقامة مراسيم الدفن في السليمانية وسجي جثمانه بالعلم الكردي، إنما ارادت اربيل ارسال رسائل سياسية لبغداد وللشعب العراقي ،وربما لعواصم وشعوب دول الجوار. لكنها كانت رسائل خاطئة في الزمن الخاطئ. بهذه الرسائل وضع الساسة الكرد مزيد من الزيت على النار المشتعلة بين اربيل وبغداد، على خلفية الاستفتاء الكردي الخاطئ على الانفصال. مشهد جثمان الراحل جلال الطالباني وهو مسجى بالعلم الكردي، ذكرني بجثمان شيخ الشهداء المرحوم (معشوق الخزنوي) في القامشلي 2005 وهو مسجى بالعلم الكردي.. ونحن نسير في موكب التشييع سألت صديقي الكردي، الم يكن من الافضل لو سجي جثمان الشيخ معشوق بالعلم الوطني السوري ، بدلاً من العلم الكردي، حينها كان الأخوة الكرد سيرسلون رسالة سياسية قوية للسوريين، بان شهيدهم هو شهيد الوطن السوري ، شهيد كل السوريين ، وليس شهيد الأكراد فقط؟؟. أن سجي جثمانه بالعلم الكردي ارسلتم رسالة سياسية خاطئة للسوريين الذين تعاطفوا معكم وللقوى الوطنية السورية المناصرة لقضية وحقوق الأكراد السوريين.. أجاب صديقي الكردي: ” هل تعلم لو سجي جثمان الشيخ معشوق بالعلم السوري كانت ستحصل فضيحة سياسية.. كنتَ سترى المئات من الشبان الكورد يمزقون العلم السوري ويحرقونه ، خاصة وإن النظام هو المتهم باغتيال الشيخ..” .. مثلما كانت رسائل أكراد سوريا خاطئة، كذلك هي اليوم رسائل اكراد العراق خاطئة، وربما “قاتلة” !!
سليمان يوسف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.