الأقباط يمتنعون
النسيج الواحد، الأخوة في الوطن، كلمات سمعناها ملايين المرات في الإعلام المرئي، والمسموع والمقروء، وعلى لسان السياسيين والإعلاميين وكل من ظهر في فضائية وأمامه مايك، سئمنا هذه الكلمات التي أصبحت شريط يُعاد ليلاً نهاراً بلا مصداقية على أرض الواقع.
إنها مصر.. يتحدث فيها السيد المسؤول أياً كانت مسئوليته من الشرطي إلى الرئيس، الكل يتغنى بأننا واحد وأصحاب وأصل تراب مصر، ولكنهم لم يتحدثوا عن اضطهاد منظم من قبل الدولة.. فالأقباط يعانون الاضطهاد: مرتين اضطهاد مقنن ومكتوب، واضطهاد غير مكتوب محفوظ داخل نفوس المسؤولين ولدى كل قيادات مصر.
أولاً: الاضطهاد المكتوب مقنن بالمادة الثانية من الدستور التي تجعل أصحاب الوطن وشركاءه مهمشين يعيشون درجة ثانية داخل بلادهم ووطنهم الأصلي، تلك المادة التي تجعل للوطن دين!! وتهمش الآخرين وندَّعى أننا في دولة مدنية ولكنها دولة دينية بدستور ديني.
ثانياً: اضطهاد غير مكتوب ولكنه واقع مما يجعلك تندهش من كم حرمان الأقباط ليس من تقلد وظائف حساسة في الدولة فقط بل في وظائف عادية أيضاً وكأن لسان حالهم لعدم تعيين الأقباط (على الأقباط أن يمتنعون)، كما حدث في محلات مؤمن للساندويشات الذي يضع يافطة على باب المحل بعنوان (الأقباط يمتنعون).
الوظائف الحساسة في الدولة: المخابرات العامة والحربية، وجهاز أمن الدولة، وجميع الأجهزة القيادية في الدولة المصرية، وفي قيادات الجيش المصري.. الأقباط أيضاً محرومين.
هناك أماكن كثيرة خلت من الأقباط، وكان شعارهم الأقباط يمتنعون انظر لتتأكد شركات البترول لا تعين قبطياً منذ أكثر من عشر سنوات، والصحافة المصرية لا تعين قبطياً منذ رحيل عمالقة الصحافة المصرية فدار الهلال المصرية، والأهرام، والأخبار لا يعينون مسيحياً منذ سنوات طويلة ومن خرج على المعاش من الأقباط لن يتم تعيين آخر قبطي بدلاً منه ليحرموا الأقباط ويغلقوا الوظائف على المسلمين فقط.
انظر لتتأكد عدد المعينين بقرارات جمهورية في أجهزة الأمن المختلفة جميعهم مسلمين، انظر للتأكد في الجهاز المصرفي.. عدد المعينين من الأقباط، انظر للتأكد عدد اللاعبين الأقباط في المنتخب الوطني في الأندية الصغرى والكبرى.. في لعبة كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى بمصر.
انظر للتأكد هناك خطة مرسومة لحرمان الأقباط من الوصول إلى أماكن قَيِّمة من الوظائف على أرض مصر.
لعل هناك من يرفض هذا العرض الواقعي والسرد الحقيقي بأدلة فيكون هناك قبطياً تم تعيينه مؤخراً ولكن حسب نسبة الأقباط المئوية هم 23 بالمائة من سكان مصر فيكون نصيبهم في أجهزة الدولة نفس النسبة.
بل في عهد مبارك كان هناك عدداً من الوزراء الأقباط وكذلك المحافظين الآن فقط أصبح أحد الوزراء قبطياً وبلا حقيبة.
يوجد في ماسبيرو قبطي واحد وحيد يعاني الأمَّرين من التضييق عليه لدفعه للإستقالة ليترك العمل ويحرم الأقباط من التواجد فى ماسبيروا ايضا.
كليات الشرطة قبولها للأقباط يكون بنسبة 2 بالمائة رغم أن الأقباط عددهم ما بين 23 إلى 25 بالمائة إلا أن نسبة التحاقهم الضئيلة لا تتناسب مع نسبتهم وهؤلاء أيضاً يتم إخراجهم معاش مبكر.
شركات مصر للطيران لا تقبل مسيحيين جُدد منذ فترة بعيدة تأمل عدد الأقباط تجدهم بالكاد واحد بالمائة.
ربما يصرخ أحد الأقباط الذميين الجدد او احد المسلمين رافضاً هذا الحديث ويعتبره حديثاً طائفياً، ولهم أقول: هل إهمال الأقباط وحرمانهم من الوظائف ليس طائفياً وغير إنسانياً؟ هل هذه الأعمال تتناسب مع حديث المسؤولين نسيج واحد وطن واحد مستقبل واحد؟!!
إلى متى سيظل شعار الأقباط يمتنعون مستمراً؟ هل إلى أن تنفذ خطة السادات في مؤتمر العالم الإسلامي عام 1956 بحرمان الأقباط من الوظائف؟
أخيراً: إن الوازع الديني هو الذي وراء تلك الأعمال مهما حاولوا التستر، وللجميع كلمة غاندي “إن دفعك دينك لظلم أو كراهية إنسان ما فأنت تحتاج فوراً للبحث عن دين جديد”.
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com
أخر الكلام …؟
صبراً ياعزيزي مدحت ، فوألله غداً أعدائكم ستمنون أكل الجرجير من أيدكم وسوق الحمير في دياركم مقابل البقاء على حياتهم ، سلام ؟