عوضاً عن الخشيه من الفقر والوحده علينا السعي الى المقبوليه والحكمه
وبدلاً عن القلق من قلة الثياب والطعام علينا السعي لتطوير العقل
(( الأسوّد هو أكثر الألوان جمالاً في العالم )) هذه العباره هي تعبير عن الثقه بالنفس التي يحتاجها السود في ” أمة الإسلام الأمريكيه ” لتعزيز روح الثقه داخل نفوس أفراد الأمه
تبنت ( أمة الإسلام الأمريكيه ) الإسلام بمفاهيم مختلفة تماما عن العقيدة الإسلامية ، إرتكزت على العنصرية للرجل الأسود ، تأسست الحركه عام 1930 على يد رجل أسود أصله مجهول اسمه ( والاس فرِد ) ظهر في ديترويت عام 1929 ثم اختفى كما ظهر فجأة ، وحمل لواء الحركة بعده رجل اسمه إليجا محمد وعلى يديه تأصلت عقيدة هذه المنظمة
من أهم عقائد هذه المنظمة : اعتقاد تفوق الجنس الأسود على الأبيض ، وأن الملاك أسود اللون وأن الشيطان أبيض اللون . يعتقدون أن الإله ليس شيئاً غيبياً ولكن يجب أن يكون متجسدًا في شخص ما ، وهذا الشخص هو ( والاس فرِد ) لذلك الصلاة عندهم عبارة عن قراءة الفاتحة مع التوجه نحو مكة واستحضار صورة ( والاس فرِد ) في الذهن . يعتقدون أن ( إليجا محمد ) من ضمن رسل الله وأنه نبيهم الذي فرض عليهم الصوم في شهر ديسمبر وألزم أتباعه بدفع 10% من كل ما يكسبونه لصالح الحركة
قام إليجا محمد بضم مالكوم إكس الى مجلس إدارة الحركة وجعله إماماً ل ( معبد رقم 7 ) في نيويورك ، فزار إكس الجامعات والحدائق والسجون وأماكن تجمع الناس ، وأسلم على يديه الكثيرون ، منهم الملاكم العالمي محمد علي كلاي . بعد اغتيال مالكولم إكس ترك الحركه الكثير من أتباعها والتحقوا بجماعة أهل السنة ، وبعد وفاة إليجا محمد تغيرت أفكار الحركة وتولى والاس بن إليجا محمد الرئاسة واطلق على نفسه إسم : وارث الدين محمد وصحح أفكار الحركة وغيّر اسمها إلى ( البلاليون ) نسبة إلى بلال مؤذن الرسول
تولى لويس فرخان إعادة هيكلة أمة الإسلام والاستمرار على نهج معلمه إليجا محمد متجاهلاً وارث الدين محمد الذي انشق عن أمة الإسلام وأسس جمعية خاصة به . توفي وارث الدين محمد سنة 2008 فيما لا يزال لويس فرخان يرأس منظمة أمة الإسلام إلى يومنا هذا
الأشخاص الذين يعملون على تعزيز الثقة بأنفسهم سيحصلون على ضمان ذاتي يعزز ثقتهم بأنفسهم , عكس اولئك الذين لا يثقون بأنفسهم والذين سيخسرون حتى ثقة الغير بهم , فحين نفقد ثقتنا بشيء محدد لن نتمكن مطلقاً من حث الغير على الثقة به
هناك حكاية تراثية نيوزيلنديه طريفه من حياة الحيوان تقول بأن زوجين من البجع ذكر وأنثى طارا من شواطيء احدى بحيرات نيوزيلندا الجميله , وحين أدركهما التعب بعد طيران طويل حطّا في مضيق كوك الواقع بين الجزيرتين الشماليه والجنوبيه . قالت البجعة الأنثى : سكان هاتين الجزيرتين غريبو الأطوار , أهل الجزيرة الشماليه يظنون أننا نوع من العصافير , بينما سكان الجزيرة الجنوبيه يظنون اننا نوع من البط البري
ضحك الذكر وقال : رجاءاً لا تلومي أحداً , فحتى لو ظنوا أي شيء , سنبقى أنتِ وانا بجعاً ولن نتحول الى شيء آخر مهما كان ظنهم قوياً .. أليس كذلك ؟
على الرغم من أن تعداد البشر للعام 2017 بلغ 7,6 مليار نسمه , فإن كل واحد منا سيبقى هو مهما ظنت به هذه المليارات من ظنون , ولكن لسوء الحظ هناك الكثير من الناس يعانون من نقص الثقة بالنفس , ولهذا فظنون الغير تحركهم يمنة ويسره فلا يتمكنون من السيطره على مستقبلهم بأنفسهم .. وتجدهم يذهبون الى العرّافين ومدعيّ الخوارق لمعرفة طالعهم أو السيطرة الخارقه على مستقبلهم , وهكذا يصبحون ضحايا للدجل والشعوذه .. فوق أنهم لا يثقون بأنفسهم
الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ( أشهر كومبارس في تاريخ السينما في العالم ) قال في احدى خطبه : لا توجد قيود على العقل البشري ، لا جدران حول الروح البشرية ، لا حواجز أمام تقدمنا إلا تلك التي ننصبها نحن بأنفسنا ، كل الظواهر الجيدة والسيئة في العالم تنبع من عقولنا . العقل هو كل شيء وما تعتقده عن نفسك ستكونه , وبينما نحن غير قادرين على السيطره على العالم المتغير حولنا .. على الأقل بالضمان الذاتي وبنائنا لثقتنا بأنفسنا نتمكن بأن نكون سادة حياتنا
د . ميسون البياتي