الأسلام بين ثقافة السيف و ثقافة ” الدهس بالسيارات “

المقدمة : الفكر الظلامي يتغلغل الى العقل الباطن للفرد ، من خلال الأتصال ، التوجيه أو التعبئة ، ويمكن أن يكون هذا عن طريق وسائل مختلفة ، مثلا : نص ديني محدد ، خطاب ، عظة ، محاضرة ، قراءة ، حديث معين ، تواصل .. ، ومن الممكن أن تبقى هذه الأفكار الظلامية داخل دهاليز العقل الأنساني ، كرواسب فكرية مستقرة ، ومن الممكن أن تندفع الى الخارج ، مترجمة الى أفعال عدائية محددة ضد الأخرين ، مخالفين لهم عقائديا أو فكريا ، والأمر الأخير يحتاج الى طاقة فعالة تدفع هذه الأفكار خارج محيطها .. وحوادث الدهس الأخيرة / 18.08.2017 برشلونة – كامبرليس ، خير مثال على عبور هذه الأفكار حواجز النطاق العقلي ، مترجمة الى أعمال أرهابية (*1) ضد أناس أبرياء لمجرد كونهم يختلفون معهم دينيا وعقائديا ! . الموضوع : فهل من شواهد للمقدمة أعلاه من النص القرأني .. فيما يلي ، بعضا من النصوص القرأنية ، التي أختيرت على سبيل المثال وليس الحصر ، كنصوص قرأنية عملية جاهزة للتطبيق للأعمال الأرهابية : 1 . ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا / 89 سورة النساء ) ، ووفق موقع
quran.ksu.edu.sa
تفسر هذه الأية ، نقل بتصرف كما يلي ( قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه : فإن أدبر هؤلاء المنافقون عن الإقرار بالله ورسوله ، وتولوا عن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام ومن الكفر إلى الإسلام ” فخذوهم ” أيها المؤمنون ” واقتلوهم حيث وجدتموهم “، من بلادهم وغير بلادهم ، أين أصبْتموهم من أرض الله .. ) . 2 . ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين / 189 البقرة ) ، وكذلك ( سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً النساء / 91 سورة النساء ) . وجاء في موقع / مركز الفتوى – نقل بتصرف ، حول تفسير مقطع ( حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) المشترك بين الأيتين ، وهو الذي نحن بصدده ، جاء التالي : ( أي أين أصبتموهم من الأرض ، ولقيتموهم فيها فاقتلوهم ، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال ) .. فأما الآية الأولى وهي آية سورة البقرة ، فقال فيها أبو جعفر الطبري : اقتلوا أيها المؤمنون الذي يقاتلونكم من المشركين حيث أصبتم مقاتلتهم ، وأمكنكم قتلهم ، وقتالهم على هذا النحو جائز .. وأما آية سورة النساء ، فنزلت في فريق من المنافقين ، وهذا الفريق – من المنافقين – الذين يريدون أن يأمنوكم ، ويأمنوا قومهم إن لم يعتزلوكم ويستسلموا لكم ويصالحوكم ، ويكفوا أيديهم عن قتالكم ، فاقتلوهم أين أصبتوهم. فآية البقرة نزلت في المشركين ، وآية النساء نزلت في المنافقين. . القراءة : أولا – لا بد لنا بادئ ذي بدأ أن نسمي الوقائع والأحداث بمسمياتها الفعلية ، وأن نقول أن الذي وقع من حوادث دهس هو ” أرهاب أسلامي ” ، وذلك لكي نضع الأمور في نصابها ، وهي عملية دفع وتحريك للأفكار خارج نطاق وحيز الذهنية الفردية الى فضاء تطبيقي وهو القتل الوحشي لناس عزل ، فقط لمجرد الاختلاف معهم دينيا ، دون التفريق من الذي سيقتل ، هل هو كهل أم طفل ، ذكرا كان أو أنثى ! ، وهذه هي حالة من حالات الهوس المرضي العدائي تجاه الأخرين . ثانيا – رجوعا الى النصوص نلاحظ الترصد والتوعد في قتل الاخرين ، من المؤكد أن شيوخ الأسلام سيقولون أن النصوص أعلاه لها أسباب نزول خاصة ، وهو قتال المشركين والمنافقين ، وهذا بالفعل ، الذي يطبقه المغيبون من الشباب الذين زرعوا بأفكارهم الكره والعداء البشري لكل ما هو مخالف لهم ، وأن شارح النص يغول عميقا بقوله أقتلوهم ( أي أين أصبتموهم من الأرض ، ولقيتموهم فيها فاقتلوهم ، فإن دماءهم لكم حينئذ حلال ) ، أي القتل في أي وقت وأي مكان وبأي وضع وأي حال وبأي وسيلة .. ، فهو ” حلال لكم ” !! ، وهذا ما يطبق ويحدث الأن . ثالثا – تساؤل كيف تغزو الأفكار الظلامية عقول الشباب ، وهم في الغرب ، أكيد هناك مؤسسات عقائدية تسيطر على أذهان الشباب / خاصة أن الكثير من حوادث الدهس ينفذها أفراد مولودون بالغرب ، من خلال اللقاءأت ، أثناء الصلاة ، والمحاضرات .. ، وهذا يتم في أماكن معينة محددة ، وهي الجوامع والملاحق التابعة لها ، وهذا يتطلب شيوخ وأئمة مكرسين للتحريض والشحن والتكريه بالأخرين ، وأكبر مثال على ذلك دور الأمام المغربي المدعو : ” عبد الباقي الساتي ” (*2) ، كمحرض على أعمال الأرهاب / في عملية برشلونة . رابعا – الفقرة أعلاه تدخلنا في تساؤل أخر ، وهو : لم تسمح الدول الغربية بأنشاء مؤسسات دينية بكوادرها – جوامع وأئمة ، دون مراقبة من قبل أجهزة الدولة المعنية ، ألا يعلم الغرب بأن ( لكل فعل رد فعل ) ، وأن أي فعل أرهابي كهذا / الدهس ، أكيد له فعل قائم مؤسس عليه وهو التحريض على قتل المسيحيين / خاصة ، في بلاد الغرب ، فلم لا تقنن الحكومات الغربية أنشاء المؤسسات الدينية المشبوهة ! . ومن جانب أخر ، أكيد كل هذا معبأ فكريا من قبل الفكر الوهابي ، أما المؤسسات الدينية بكوادرها ، فهي ممولة ماديا من قبل السعودية وقطر !!! . خامسا – لم الأسلام بأفعاله الجهادية تكرس كلها ضد الأنسانية .. ولم هذا الكره للأخرين / من يهود ومسيحيين ، لم هذا العداء والحقد على البشر المسالمين ! ، أرى جواب كل هذا ينصب على بنية ونهج النصوص القرانية التي كرست قديما ثقافة السيف / المذكورة في النصوص أعلاه ، واليوم تتطور الأمر بثقافة ” دهس الأخرين ” .
—– ————- ——————-
(*1) BBC
17 أغسطس/ آب 2017 / شاتفيد الأنباء الواردة من برشلونة بمقتل 13 شخصا وجرح العشرات بعد أن دهست شاحنة حشداً من الناس في منطقة “رامبلاس” السياحية في برشلونة حسبما تقول صحيفة ال باييس .وقالت وكالة رويترز للأنباء إن قوات الطوارئ طلبت إغلاق خدمة قطار الأنفاق المحلية ومحطة القطار في المدينة كما حثت الناس على البقاء بعيداً عن محيط منطقة ” بلاسا كاتالونيا ” وسط المدينة . وأكدت صحيفة إل باييس الإسبانية أن سائق الشاحنة قد فر جارياً بعد أن دهس عشرات الأشخاص ، فيما تفيد تقارير من موقع الحدث بأن الناس يختبئون في المقاهي والمتاجر المجاورة . (*2) أسبانيا – برشلونة / عملية دهس المارة : ( .. ويركز المحققون عملهم على بلدة ريبول الحدودية الصغيرة على سفح جبال البيرينيه . حيث نشأ العديد من المشتبه بهم في هذه البلدة ومن بينهم ابو يعقوب . كما تركز السلطات على أمام مغربي يدعى “عبد الباقي الساتي” ، في الاربعين من العمر ، يعتقد انه دفع الشباب في ريبول الى التطرف .. ) / نقل بتصرف من موقع .
www.afrigatenews.net

About يوسف تيلجي

باحث ومحلل في مجال " نقد النص القرأني و جماعات الأسلام السياسي والمنظمات الأرهابية .. " ، وله عشرات المقالات والبحوث المنشورة في عشرات المواقع الألكترونية منها ( الحوار المتمدن ، كتابات ، وعينكاوة .. ) . حاليا مستقر في الولايات المتحدة الأميريكية . حاصل على شهادتي MBA & BBA .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

7 Responses to الأسلام بين ثقافة السيف و ثقافة ” الدهس بالسيارات “

  1. Bader Rammal says:

    لا يوجد ثقافة السيف في الإسلام لأن كلمة السيف لم تُذكر ولا مرة واحدة في القرآن. الشئ العجيب والغريب والذي يسبب الإستفراغ لما في المعدة من شدة التخلف والجهل والغباء والإستحمار الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ هو محاولة إسقاط 390 آية ذُكر فيها السيف في الكتاب الإجرامي المقدس على القرآن الذي لم يرد فيه ذكر السيف نهائياً. في ليبيا قبضوا على ضابط في الموساد الإسرائيلي يعمل إمام مسجد ويقوم بتجنيد دواعش لتنفيذ هجمات اسرائيلية بلباس إسلامي. هناك الكثير من المجندين من قبل الموساد الاسرائيلي المنتشرين في الدول العربية وأوروبا ويتحدثون العربية ويعملون أئمة مساجد في مباني صغيرة الحجم وبعيدة عن أعين المسلمين والسلطات حيث يتم فيها إستقطاب المراهقين في سن 18 من ذوي النزعات الاجرامية من مخدرات وكحول وسرقة، والهدف من ذلك هو أعطاءهم خلفية إسلامية وأنهم كانوا يترددون على المسجد، حتى إذا ما حان موعد تنفيذ عملية هجومية، ألصقوها بالمسجد والإسلام

  2. جابر says:

    بدر يقول لا وجود للكلمة السيف في كتاب محمد ولكن كم كلمة اقتل وقاتل موجودة بماذا تتم عملية القتل وما الوسيلة هل هناك غباء اكثر من ذلك

  3. Bader Rammal says:

    عنوان النقاش هو ’’الإسلام بين ثقافة السيف وثقافة الدهس بالسيارات‘‘ وقلت أنه لا يوجد سيف واحد في القرآن في حين أن هناك مئات السيوف الدموية في الكتاب المقدس وأخطر هذه السيوف ’’ملعون من يمنع سيفه عن الدم‘‘ أرميا 48:10 ، إذن اليهود مطالبين بسفك الدماء البريئة بإستمرار وبطريقة روتينية منظمة لكي لا يصبحوا ملعونين . حتى المسيح جاء بالسيف ’’لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً‘‘ متى10:34 . إذن في العهد القديم ملعون من يمنع سيفه عن الدماء، وفي العهد الجديد المسيح جاء ليلقي سيفاً . كل هذه السيوف في الكتاب المقدس ويقولون الإسلام دين السيف….جابر يسأل هل هناك غباء أكثر من ذلك

  4. جابر says:

    كم شخص قتل المسيح بالسيف الذي ذكرته.فكر مرة ثانية وثالثة أرجوك فالعقل زينة

  5. Bader Rammal says:

    أنا لا يهمني كم شخص قتل المسيح بالسيف، أنا يهمني كم شخص قتل أتباع المسيح بالسيف وبغيره. يقول المؤرخ جيبون عن مذبحة القدس التي رافقت دخول الصليبيين: ’’ان الصليبيين خدام الرب يوم استولوا على بيت المقدس في 10/7/1099 أرادوا أن يكرموا الرب بذبح 70 ألف مسلم، ولم يرحموا الشيوخ ولا الأطفال ولا النساء…حطموا رؤوس الصبيان على الجدران، وألقوا بالأطفال الرضع من سطوح المنازل، وشووا الرجال والنساء بالنار‘‘….أنا لن أطلب من جابر أن يفكر مرة ثانية وثالثة لأن موضوع الفكر والعقل لدى اليهود قد تم حسمه نهائياً على لسان نبيهم إشعيا 3:1 حين قال أن شعب إسرائيل لا يعرف ولا يفهم

  6. جابر says:

    صدقت يا اخا العرب شعب اسرائيل لا يعرف ولا يفهم
    الناس في اسرائيل لا زالوا يدرسون في مدارس محو الأمية
    من مدرسين جلبوا من الصومال وافغانستان الدولتان الإسلاميتان اللتان فيها أضخم الجامعات العريقة والمتخصصة بصناعةالكوميوتر والدشاديش القصيرة وغزو الفضاء شعب اسرائيل لا زال يشرب بول البعير للوقاية من الامراض . حرام يا عالم انقذوا شعب اسرائيل من الجوع والمرض.حقيقة يا أمة ضحكت من جهلها وغباءها الامم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.