الأسد يحمي الأقليات كما الذئب للشاة

طلال عبدالله الخوري  
      Friday, August 10, 2012

لقد قلنا في اكثر من مقال لنا بأن الحاكم العربي يعامل الأقليات وخاصة منها المسيحية كورقة مساومة مع الغرب يرفعها عندما يكون بحاجة لها, وذلك لكي يحسن من صورته بالخارج, أو لكي يدعي بانه حامي للأقليات المسيحية من بطش وإجرام الجماعات الإسلامية المعارضة لحكمه من اجل الحصول على تأييد الغرب لاستمرارية نظامه الاستبدادي. ولكن للأسف لم يعامل أي حاكم عربي المسيحيين كمواطنين لهم حقوق أدمية كباقي البشر.

لقد نافس الحاكم العربي معارضته الإسلامية, على أسلمة الشارع العربي حتى أصبحت المعارضة الإسلامية تخجل من نفسها على عدم قدرتها على المنافسة على الإسلام أمام الأنظمة الحاكمة, لان الأنظمة الحاكمة الرسمية لم تترك لها شيئا بالإسلام لم تحتكره لنفسها وتسيطر عليه.

على سبيل المثال, لقد نافس نظام الأسد ونظام مبارك على الإسلام بالمغالاة بفتح عدد كبير من المدارس الإسلامية وبناء عدد ضخم من المساجد, والصرف المادي عليها بسخاء, إلى جانب أسلمة الشارع والثقافة والإعلام, مع العلم بأن أنظمة الأسد ومبارك كانت تدعي العلمانية زوراً وبهتاناً.

قام نظام مبارك بارتكاب مجازر ضد الأقباط في كنائسهم عن طريق وزير الداخلية شخصيا وأزلامه بالأمن الداخلي , وذلك من اجل تخويف الأقباط من الإسلاميين, والحصول على مساندتهم لنظامه.
نحن نعرف بأن نظام الأسد لم يقم بمثل هذه المؤامرة بعد ولكن نحن نعتقد بأنه لن يتوان عن هذا عندما تكون حساباته للبقاء بالسلطة تقتضي لذلك.

نحن نذكر كيف أخاف نظام الأسد المسيحيين عندما كلف موظفيه بكتابة مسودة قانون يطبق على المسيحيين قانون للأحوال الشخصية أسلامي ويخالف عقائدهم المسيحية, هذا عدى عن اعتبار المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية, فقظ ليذكرهم بمساوء معارضيه الإسلاميين.

لقد حاول نظام الأسد تسليح المسيحيين لكي يستخدموا السلاح ضد أهلهم وإخوانهم من أبناء الوطن والثائرين معهم من اجل الحرية والكرامة, ولكن بسبب وعي المسيحيين
 لهذه المؤامرة الأسدية القذرة, قاموا بكسر حاجز الخوف من استبداد المخابرات الأسدية ورفضوا حمل السلاح وفوتوا على الأسد مؤامرته الدنيئة.
 
عندما قامت الثورة السورية المباركة ضد طغيان الأسد, ومن أجل الحرية والكرامة, قام الأسد باستخدام الورقة الطائفية بخساسة من اجل إجهاض الثورة, والأكثر من هذا قام الأسد بتعيين وزير دفاع سوري مسيحي لأول مرة بتاريخ سورية وذلك من اجل استخدام المسيحيين كقفاز يقتل به شعبه لكي لا تتلوث يديه بالدم مباشرة.

وسبب كتابتنا لهذا المقال والتذكير بان الأسد  يحمي الأقليات كما يحمي الذئب للشاة

هو القاء القبض على وزير الإعلام اللبناني السابق ميشيل سماحة, لوجود أدلة قاطعة على أن النظام السوري قد كلف عميله بلبنان ميشيل سماحة بتفجير فتن طائفية إسلامية مسيحية يستطيع النظام السوري من خلالها تصدير ازمته إلي لبنان لكي يظهر نفسه بانه هو الحامي للأقليات وهو القادر على فرض الاستقرار بالمنطقة.

ولكن لحسن الحظ تم كشف مؤامرة الأسد, وسيتم فضحه قريباً, ولم تعد تنطلي أكاذيبه على احد فهو يحمي الأقليات كما يحمي الضبع الخروف, والأقليات بالنسبة إلى الأسد وإلى أي حاكم عربي عبارة عن ورقة للتفاوض لا اكثر ولا اقل.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to الأسد يحمي الأقليات كما الذئب للشاة

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل … من عالم السياسة المعتل ؟
    ١ : كل الذين تاجرو ويتاجرون بدماء المسيحيين لن يكون مصيرهم بأفضل من مصير الخلفاء الراشدين ، وبامس صدام الذي كان قد أجبر المسيحيين ليكون عربا رغم أنفه وإجبارهم على حضور دروس الدين ، كما رأينا مصير القذافي وبأيدي محبيه من المسلمين الذي كان يتاجر بدينه في شوارع روما ، وقد نسى أن لروما إله غيور لايستكين وإن كانو أهلها أناس محترمين ومتحضرين ، وهذا مصير كل زنديق يتاجر بدماء ألأبرياء سواء كانو مسيحيين أو غير مسيحيين ؟
    ٢ : بصراحة نشكر ألله لأنهم لم ولن يتعضو ومصير الباقين لن يكون بأفضل من مصير السابقين ، والأيام بيننا ، فإذا كان من مات بالألاف فمن سيموتون غدا سيكون بالملايين ، ولا أقصد فقط من خلال الحروب بل من خلال الجوع والعطش والتشرد والأمراض ؟
    ٣ : بما أن الجود من الموجود ، فهؤلاء الحكام هم بحكم مالموجود ، إذا ليقرأ الجميع السلامة على أوطاننا وبلداننا دون كمنة ولا عود ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.