(البيرغماتية الاسلاموية)، والاعتدال الأخواني المبتذل !!!!َ! الأخوان المسلمون في سوريا، يتضامنون مع روسيا التي حولت حلب وسوريا إلى مقبرة، بإدانة استشهاد مواطن تركي قتل سفيرها الروسي المجرم تصامنا مع حلب في تركيا …… !!!!
في لحظة النشوة الأسدية –الإيرانية –الروسية في تدمير حلب واعلان الانتصارعلى الشعب السوري، من خلال تحضير روسيا لمؤتمر في دولة إسلامية شمولية ديكتاتورية عميلة لها (كازاخستان )، عبر لقاء مباشر بين (شبيحة الأسد وشبيحة المعارضة )، التي بذلت روسيا ست سنوات، في انتقاء ممثليها المعارضين من خلاصة (زبالة المعا رضة السورية التي ساهم النظام الأسدي في تشكيلها، بما فيها قوادين ومومسات معلنات ) …
في هذه اللخظة التي يفور بها دم مواطن تركي (رسمي من البوليس التركي )، فيثأر لأهله في حلب من طائرات وصواريخ روسيا البربرية، ويقتل الممثل السفير لهذه البربرية الروسية في وطنه تركيا ….!!!
من الواضح أن الشاب التركي ( ميرت التطاطش) بمهنته الرسمية كشرطي، وشكله الأنيق والوسيم أنه لا علاقة له بداعش، ولم تدع داعش ذلك ، وأن عمليته لم تكن عملية مأجورة لمرتزق، بل هي عملية استشهادية تعرف مسبقا أنها تقوم بعملية لا يمكن الخروج منها حيا، إذن هي عملية بمنتهى الاخلاص التضامني مع الشعب السوري وحلب كما أعلن الشهيد ، ونحن كسوريين لا يمكن لنا أن نرد على هذا الفعل التضامني الفدائي الاستشهادي بالتضحية بالنفس، سوى أن ندخل ( ميرت التطاطش) في قائمة ايقونة شهداء الثورة السورية العظماء …
لكن الأخوان المسلمين بدلا من أن يقفوا مع صوت شعبهم في التعبير عن الامتنان والتقديرللشاب التركي الرائع، أو يصمتوا على الأقل، راحوا يرددون موقف وزارة الخارجية والاعلام التركية الحكومية الرسمية العتي لابد لها رسميا كدولة أن تعتبر هذه العملية مؤامرة موجهة ضد تحسن العلاقات الخارجية الروسية والتركية، على طريقة الشيوعية (المسفيتة سابقا والمروسة العميلة اليوم .. ) التي تقوم سياستها على تبني السياسات الخارجية للدول الصديقة والداعمة ( روسيا للشيوعيين وتركيا للأخوان المسلمين) …
نحن أقرب لوجهة نظر الحكومة التركية، وهي أن هذه العملية تأتي في سياق تخريب التفاهم بين روسيا وتركيا، التي يراد لها التأزيم والتوتير والدفع للمواجهة بين الدولتين، سيما تركيا النامية والناهضة، وفق الفلسفة الغربية التي يزعجها خروج المارد التركي من قمقم التأخر الاسلامي …
لكن الموقف السياسي الوطني العقلاني التركي المسؤول نحو مواطن تركي يقتل ممثلا لدولة أخرى على أراضيه، وهو فعل مرفوض ومدان بكل المقاييس تركيا ودوليا رسميا، لا يعني أن الشعب السوري لن ينظر بعين الاعجاب والتقدير لهذا الشاب الرائع ( ميرت التطاطش) ، الذي لم يكن يهدف من عمليته سوى تضامنه مع حلب والشعب السوري ، بغض النظر عن الجهات الخارجية أو الداخلية التي يمكن لها أن تكون قد سعت (لتوريط هذا الشاب سياسيا ) أو الاستثمار السياسي لفعله، أي عبر استثمار رخيص لنبل دوافعه التضامنية مع المسلمين السوريين، وذلك على الأقل مراعاة أخوانية لمشاعر شعبهم المعجب ببطولة (ميرت ) الشقيق التركي الذي يثأر لدماء حلب وسوريا..
كان بامكانهم الصمت على الأقل، وهو لا يحرجهم كحزب وطني سوري تحتل روسيا بلاده، وليس حزبا تركيا، دون هذه البيرغماتية النفعية الهزيلة والبائسة للتقرب والتودد الأخواني لروسيا البربرية القاتلة…فقد كان عليهم الوقوف إلى جانب تعاطف شعبهم مع الذين يفتديهم دون أجر، وليس التسابق بين الأخوانيين سياسيين وإعلاميين لإدانة هذا الشاب العظيم بأنه بفعله التضحوي العظيم خدم الأعداء ……
ولا أظن أن الحكومة التركية على هذه الدرجة من الغباء والبلادة أن تطالب الأخوان بمواقف متطابقة مع مواقفها الرسمية الخارجية أو الداخلية ………
. الموقف التركي صحيح كدولة مسؤولة نحو عملية اغتيال ممثل دولة على أراضيها، لكن الموقف الأخواني (الشعبي) المطابق للموقف التركي (الرسمي) هو موقف ركيك وساذج لم يبلع يوما فلسفة الجدل ( الابن رشدي والابن خلدوني) لتجاوز فكر ثنائية ( الأبيض والأسود)، حيث العقل (الغيبي اللاهوتي) يظن أن حلها يكمن ببرغماتية متكيفة مبتذلة ( المسايرة للمحيط ) للسلطة والشعب معا ……معتقدين أنهم سيكونون الرابحين الوحيدين من وراء ظهر السلطة والمجتمع معا …!!!