الأخوان المسلمون السوريون يتصرفون بوصفهم الفرقة الناجية

لقد ابتلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد غيرهم – – ابن سينا الأخوان المسلمون السوريون يتصرفون بوصفهم (الفرقة الناجية )ekhuan

منذ ما قبل قيام الثورة السورية طالبنا كوطنيين مستقلين ديموقراطيين الأخوان المسلمين والشيوعيين (حزب الترك وخصمه في الحزب جورج صبرة داعية الحوار مع النظام الأسدي.).. دعوناهم بوصفنا مستقلين كحلفاء لنا في (إعلان دمشق) …إلى تراجعهم ومراجعتهم لقرارهم (بتجميد المعارضة أخوانيا لخوض المعركة المشتركة الوطنية (أسديا –أخوانيا ) ضد إسرائيل على حد تعبيرهم ….كما ودعونا حزب الترك الشيوعي للتراجع عن دعوته لرفع الحصار الدولي عن نظام الأسد ..

.صمت الأخوان حتى الآن ولم ينتقدوا موقفهم من تعليق المعارضة، بينما شن حزب الترك والمعارضة العلوية الأسدية، بالتنسيق مع المخابرات حملة ضدي بأنني طائفي وأني أتهم الطائفة العلوية بشرفها الجنسسي) …

أتى أول مؤتمر للمعارضة بعد الثورة بشهرين في (أنطاليا ) فرفض الترك المشاركة به بعد دعوتي المباشرة لهم، وقبل الأخوان حضوره بحماس هجومي، وقدعقدوا مؤتمرا ثانيا في بروكسل، وانتقلوا من المؤتمر الأول (انطاليا ) إلى المؤتمر الثاني (بروكسل ) بعراضات أظهروا لنا عبرها مدى حجم وجودهم في الخارج …ما داموا في الداخل غير موجودين وممنوعين بسبب مرسوم الحكم بالاعدام على كل كل من ينتسب للأخوان .

ذهبنا إلى مؤتمر أنطاليا بوصفه مؤتمرا شعبيا وطنيا داعما للثورة وليس تمثيليا للثورة، فانضم الأخوان للمؤتر وحولوه إلى (مؤتمر تمثيلي )لا نتخاب قيادة للمؤتمر، فانسحبنا كمستقلين من أي ترشيح …

إن الخطوة الأولى لمؤتمر أنطاليا ، كان ارسال وفد إلى موسكو، أغلبيته المطلقة من الأخوان المسلمين، ولا نعرف الحكمة من إرسال وفد إلى بلد يتبنى النظام الأسدي بدرجة أبوية ولو سفاحا على أنقاض تدمير سوريا، حيث الوحدة العضوية بين (المافيا الأسدية والمافيا البوتينية) ، جعلت روسيا لا تتردد لاحقا في الخوض المباشر بالدم السوري عبر سلاحها المتدفق لبيت الأسد…

ومن حينها والأخوان وحزب الترك الذين توافقوا على تعليق معارضتهم للنظام يتصرفون كحزب قائد للمعارضة وجماعة الترك كحزب حليف للاخوان لأن الترك حمل الأخوان (جميلة ) أنه حبس من أجلهم بعد أن خير بين حبسه سبعة عشر عاما أو الافراج عنهم إذا انتقدهم، فاختار السجن من اجلهم على نقدهم …

لم نعرف ما هي المبررات الوطنية والشعبية التي استندوا إليها في تزعم المعارضة ؟؟، سوى استغلال علاقتهم السياسية اوالحزبية مع تركيا !! في حين أن ثمة اجماعا شعبيا سوريا على التقدير والامتنان والشكر للموقف الأخوي التركي ، شعبا وحكومة من قبل كل أطراف وشرائح الشعب السوري وليس الأخوان كما يحاولون أن يوحوا للاخوة الأتراك ! بأنهم هم من ينبغي أن يكونوا موضع الثقة، بل وهم يتصرفون مع الآخرين في المعارضة على هذا الأساس… ولذا عندما كنا نستجيب لبعض دعوات وزارة الخارجية التركية كان الأخوان المسلمون هم من يتوكلون بامور ضيافتنا وبرنامج عملنا دون أن يحاورنا أحد من الخارجية التركية التي يفترض أنها صاحبة الدعوة….

إن كل الشعب السوري بكل أطيافه ينظر بعين التقدير للموقف الأخوي التركي، إلا أقلية كردية تركية (البي كيكي) التي ترفض أن تعتبر نفسها سورية، فهم المعادون الوحيدون لتركيا وهم من تختارهم موسكو بالتوافق مع الأسد لمؤتمراتها الوطنية للمصالحة السورية- الأسدية، التي لا يؤمن بها أي بانتمائهم للكيان السوري (البي كيكي ) بالأصل، وهم بذلك يتوافقون مع (الكردية البكداشية ) والقوميون الناصريون العروبيون جدا، في تقديم غطاء (قومي فولكلوري ) لهم …!!!

ورحنا كمستقلين ديموقراطيين ليبراليين نشجع التوجه الأخواني نحو تركيا بوصفها تجربة تاريخية جديدة في (المصالحة بين الإسلام والديموقراطية ) ،ونحن كنا ندفع الأخوان تشجيعا نحو الالتحاق بالتجربة الاسلامية الديموقراطية الليبرالية التركية في كل كتاباتنا وحواراتنا الإعلامية لابعادها عن الشعبوية الشعارية الإيرانية الزائفة والطامعة، في تركة الرجل العربي المريض … ..
لم يفهم الأخوان أن موقفنا هذا هو موقف مبدئي نحو التجربة التركية، فظنوا أن إشادتنا بتوجهاتهم، أننا (نذوب بهم عشقا ) بوصفهم هبة الهية لنا، نحن الذين لم يهدنا الله مثلهم، ولم نحصل على المنة الإلهية بتصنيفنا معهم في (الفرقة الناجية ) مثل الأخوان …

بل هم يعتقدون (نرجسيا / مرضيا) أن الأخرين عالميا وعربيا (يذوبون عشقا بهم أيضا )، ولهذا حسموا أمرهم بأن يقدموا رئيسا أخوانيا للإئتلاف لم يعش بسوريا إلا في طفولته، بل ولا يستند إلى أية شرعية دستورية، بل ولا حتى التوافقية التي يدعيها الأخوان، أي التوافق الشعبي الوطني، بل هم يعتمدون التوافق الاقليمي ودور تركيا المرحب به بكل الأحوال.. لكن ليس عبر احياء الشرعية الوراثية، حيث الرئيس الأخواني الجديد للإئتلاف يناظر ابن أبيه الأسدي الهمجي الأسدي في شرعية رئاسته، وما بينهم هم مشترك، (تصليح حرف (الاس-الاث ) على حد تعبير الفنان القاشوش الذي قدم حنجرته ثمنا لمشكلة ابن الأسد مع حرف (الاث) ، إذن فالمشترك الحقوقي الشرعي، هو الشرعية الوراثية كوراثة ابن الأسد ..فالرئيس الأخواني الجديد للإتلاف هو ابن لأحد المناضلين الأخوانيين القدماء في السجن، مثل ابن الأسد ……..
والطريف في الأمر (النرجسي) الذي يعتقد الأخوان والأخوانيون أن العالم يذوب عشقا بهم، أن أول زيارات رئيس الإئتلاف المنتخب كأخواني ،هي اسعاد قلب النظام المصري العسكري الذي يتذابح مع الأخوان ويحكم عليهم بالاعدامات بالجملة ، وسيفرح قلب الملك السعودي الجديد ثاني خادم الحرمين الشريفين الذي يضعهم على قائمة الارهاب …مثلما كانت زيارتهم الأولى لموسكو لإسعادها بأنهم هم البديل لبيت الأسد !!! فعزف وزير الخارجية الروسي الموسيقي المعروف مقطوعة موسيقية فرحا بانتصار الأخوان وهزيمة الأسديين (العلمانيين ) كما يتصورهم نظام بوتين المافيوي …
إن أفضل ما يفعله الإئتلاف إذا كان محبا لشعبه وثورته حقا، أن يساهم من خلال علاقاته الدولية في استعادة آلاف الضباط الوطنيين الشرفاء المنشقين المشردين، وإعادة هيكلة الثورة حول نواتهم الوطنية غير الحزبية أو الايديولوجية ( إسلاموية أخوانية أم علمانوية بكداشية –رياض تركية شمولية)، ليكونوا قادة مباشرين للثورة حتى انتصارها ، فحسم المعركة مع البرابرة الأسديين لا يمكن أن تكون سياسية اليوم، أي بتحويلها إلى قضية سياسية تافهة ودنيئة على يد موسكو بعد أن دفع الشعب السوري مئات الألاف ثمنا لسلميته وأحلامه الوردية بالحرية …يجب أن يستعيد الجيش الحر زمام المبادة وليس الإئتلاف الذي افقد الثورة والشعب السوري كل المبادرات وروح الزخم الشعبي، ومزق عصبويا وحزبويا الحركات السياسية والعسكرية الثورية …وهذا النداء موجه للاخوة الأتراك قبل الإئتلاف، أو إلى اية مجموعة من مجموعات ما يسميه شعبنا (الاعتلاف)، الذين (يعتلفون) على حساب عرق الشعب التركي، وعلى حساب قضية الدم السوري الذي يساومون عليه بارخص الأثمان مع المخابرات الروسية والأسدية والإيرانية …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.