الأحزاب الدينية العربية طرحت مشاريعها الفكرية والعقائدية في شؤون الحكم بعيدا عن الثوابت والمبادئ الإسلامية ومارست إدارة السلطة على ضوء هذه الأرضية الخاوية من قيم الدين او المذهب ومنها ذهب بنهجه الى حيث خلط مجاميع الأوراق وراحت تتلاعب بمشاعر المؤمنين حسبما تقتضي الأجندات المفروضة عليها بملاءات خارجية تقطعها عن صلب الإيمان فضاءات لا تحدها حدود ما نجم عنه تقديم أبشع الصور والمفاهيم للدين الحنيف . وقد خاضت هذه التجربة المريرة على الشعب وأثبتت فشلها رغم كل المحاولات اليائسة بالتضليل إلا ان منظار الجماهير كان أوسع وأكثر دقة وتشخيصا وتقييما لحال هو محال أصلا انطلاقا من الرغبة الجامحة للشعوب الإسلامية تحديدا بعدم رغبتها بزج الدين في السياسة ورفضها القاطع للدجل الذي يسئ للرسالة الإلهية الخالدة . ان تلك التيارات التي تفرض نفسها وفكرها اللاديني على المؤمنين قد عجزت تماما من إقناع حتى البسطاء بأن مشروعها السياسي له مبررات دينية . فالأحزاب الدينية العراقية التي جاءت تهرول مع الاحتلال سقطت منذ اللحظة الأولى لتعاونها مع هكذا جهات غازية مستعمرة وقاهرة للشعب . كيف يعقل ان يكون الدين الإسلامي متآمرا ومتواطئا وخاضعا وخانعا للأجنبي الذي جاء من اجل نهب الثروات القومية ووضع يده على مقدرات هذا البلد الى آجال غير محددة ؟ وهل الشرع الإسلامي يجيز قتل مليوني مسلم ناطق بالشهادة للواحد الأحد وتهجير أكثر من خمسة ملايين خارج وداخل العراق أي دين هذا الذي ينتمي إليه هؤلاء ؟؟ ولهذا عملوا خيرا فقد أيقظوا صحوة الضمير لدى أبناء العشائر في عموم العراق الذين باتوا يشكلون الرقم الصعب للمعادلة العراقية وراحوا يفكرون مليا بالابتعاد عن هذه الأحزاب الغريبة في أطوارها وأطروحاتها التي لا تربطها بالإسلام الروابط . ان الخطاب السياسي للتيارات الدينية العراقية هو توأم لخطاب النظام الإيراني على مستوى الغرابة والمعاداة للإسلام نصا وروحا وكلاهما طائفيا وتربطهما مشتركات وقواسم في التدمير والانتهاك الخطير لحق الإنسان واختياره لدينه ومذهبه وعقيدته وحرية ضميره وفكره السياسي والأيدلوجي على وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية الأخرى والاثنين يلتقيان في بؤرة ولاية الفقيه المسيئة لكل المذاهب . فالنظام الإيراني ارتكب الجرم المشهود ذاته بحق الإسلام ومذاهبه كما تبعته بغير إحسان الأحزاب الطائفية داخل العراق والقابضة على السلطة بفضل المحتل الأمريكي بنفس السلوك والنهج مع فارق بسيط بينهما ان نظام الملالي له استراتيجيه بالسيطرة على المنطقة ومحاولته امتلاك الأسلحة الذرية كذراع مميت لتنفيذ هذه المخططات المريبة أما الثاني غريمه في العراق فهو يخضع للأجندة الاستعمارية مثلما هي بدايات الملالي مع الغرب وأمريكا في نهاية السبعينيات القرن الماضي بعد ان عقدت الصفقات لإسقاط النظام الشاهنشاه محمد رضا بهلوي . اذن البودقة الحاضنة للنظامين واحدة والجهة الداعمة لهما هي ذاتها اليوم المحتلة للعراق ولا يوجد فارق يزيل الضبابية عن نظافة أي منهما . لقد سقطت الأحزاب الدينية بهذه التعاملات المشبوهة مع أعداء الإسلام . ان الفاشية قديمة جدا بعمق التاريخ فقد مارسها الروم قبل الميلاد في روما ثم انتقلت بعد ذاك الى العصر الحديث وتبناها جبابرة عدة سقطوا جميعا في مزابل التاريخ وكان آخرهم موسليني حاكم ايطاليا ابان الحرب العالمية الثانية وانتقلت الى نظام الفاشية الدينية الإيرانية التي تميزت عن سابقاتها في جميع صور البطش والقتل والتدمير بل أكثرها مرارة مورست تحت راية الإسلام ظلما وزورا وربما كانت مخطط لها لتشويه المعاني العظيمة لهذا الدين العظيم ولهذا كان الشبه بين النظامين العراقي والإيراني في النهج المجرب …؟
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :