ان ما نكتبه انما هو محاولات البحث عن الحقيقة والتفكير بها، فهذه حريات تكفلها القوانين الدولية.
سكن هراطقة اليهود والنصارى المطرودون من الكنيسة الام في بوداي جزيرة العرب هربا من الملاحقة بعد ان انحرف بعض رجال الدين منهم عن مبادئ العقيدة الصحيحة ، وعاشوا في مكة والمدينة والضواحي المحيطة بها ، و كان لهم مدن و حصون خاصة بهم .عاشوا بتآخي وسلام مع عرب الجزيرة لعقود طويلة. وكان من ابرز الشخصيات الكتابية في القرن السابع الميلادي قس مكة اليهودي المتنصر ورقة بن نوفل وعداس و بحيرا الراهب و جبرا ، وغيرهم . كما ان كاتب القرآن وجامعه ابي بن كعب كان من كباراحبار اليهود .
خالط محمد بن عبد المطلب نبي الاسلام كبار رجال الدين من النصارى واحبار اليهود والاحناف وتدارس معهم على مدى سنوات طويلة في الكتب المقدسة، و تعلم منهم قصص الانبياء والشرائع السماوية التي وردت في التوراة اليهودية وسمع ماجاء عن قصص حياة ومعجزات السيد المسيح وامه مريم المكتوبة في الاناجيل المنحولة والمزيفة المتداولة عند اهل الكتاب . اختمرت فكرة الدين والنبوة في اذهان محمد بتشجيع من ورقة بن نوفل ونصحه له ان يكون للعرب الوثنيين دينا خاصا بهم وكتابا و نبيا اسوة باليهود والنصارى لجمع شتاتهم وتوحيد كلمتهم عن طريق الدين، فقام ورقة بدور المدرس والمعلم والوحي لمحمد لتأهيله ليكون نبيا على العرب . وتعهد ان يزوده بما يحتاج من ايات لتكون له عونا في اعداد كتاب مقدس للعرب وليكون هو نبيا وقائدا لهم ليلم شتاتهم ويحضّر مجتمعهم كبقية الشعوب.
وكان القس اليهودي المتنصر ورقة بن نوفل يترجم الانجيل من العبرية الى العربية ، وكان بمثابة الوحي السماوي لمحمد، حيث اعترفت كتب التراث الاسلامي والسيرة النبوية ان الوحي فترَ بعد موت ورقة بن نوفل ( لماذا ؟)، واصاب محمد الاكتئاب وحاول الأنتحار بألقاء نفسه من شواهق الجبال حزنا واكتئآبا بعد ان فقد الوحي والمعلم والمرشد .
وعندما ظهر الشبح الذي حاول خنق محمد في غار حراء حيث الوحدة والظلام والوحشة والوساوس ، وطالبه مباشرة ان يقرأ دون ان يسلم عليه او يعرّف بنفسه ولا يوجد ما يقراءه ، ذهب محمد فزعا ومرعوبا يرتجف خوفا الى زوجته خديجة يصيح زملوني دثروني . فأخذته خديجة الى عمها ورقة بن نوفل الذي بشره ان ما جاءه هو الناموس الاعلى كما جاء لموسى ، واعلمه أنه نبي هذه الامة !! ووعده ان يآزره و يدعمه مادام حيا .
عندما بدا محمد دعوته كان يتأمل ان يكون اليهود ونصارى مكة عونا له ، فجاء بآيات مقتبسات من التوراة والانجيل ومادحا بني اسرائيل : ( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين ) . البقرة 47 و 122.
وجاء بآيات كثيرة عن النبي موسى وقصص انبياء اليهود واطال في سرد قصة يوسف واخوته . كما جعل بيت المقدس وموقع هيكل سليمان ومهبط عيسى المسيح قبلة للمسلمين يتجهون اليها في صلاتهم اسوة باهل الكتاب .
كل ذلك كان لاستمالة اليهود والنصارى لجانبه وكسب تاييدهم ودعمهم لدعوته لكونهم اصحاب ديانات سماوية معترف بها ويعبدون الله الواحد الذي يدعو هو ايضا لعبادته وينادي بترك عبادة الاوثان.
كان اقتباسات محمد ومصادره في التشريع وقصص الانبياء هي من ايات وكتب التوراة اليهودية واساطير التلمود . فشريعة العين بالعين والسن بالسن ، وحكم الرجم وتحريم اكل الميتة ولحم الخنزير كلها مستوحاة من كتب اليهود ، نقلها محمد حرفيا الى قرآنه مع بعض الاضافات الجديدة ، صاغها باسلوب السجع النثري وبلغة قريش . حتى شهادة ( لا اله الا الله ) نقلها عن عبارة يهودية جاءت في الآية 32 من سفر صاموئيل الثاني – الاصحاح 22من التوراة اليهودية . حيث وردت هكذا ( لا اله الا الرب ، ولا صخرة سواه) .
وكذلك وردت في مزمور داؤد رقم 18 بالاية 32 ، هكذا : ( لا اله الا الرب ، ولا خالق سوى الهنا ) .
كما اقتبس محمد نبي الاسلام بعض آياته عن الاناجيل المنحولة والمزيفة التي لا تعترف بها الكنيسة الأم ، ومنها سورة ال عمران 41 – 46، وسورة مريم 17:19 من انجيل الطفولة و انجيل برنابا المزيفين .
يعترف محمد في سورة الانبياء الاية 105 ، انها مقتبسة من مزامير داؤود اليهودية ، فيقول :
( ولقد كتبنا في الزبور [مزامير داؤود] من بعد الذكر ، ان الارض يرثها عبادي الصالحون) .
وهذه الاية مقتبسة من الاية 9 من مزامير داؤود والتي جاءت مرتين بهذا النص : ( فالاشرار يقطعهم الرب والذين يرجونه يرثون الأرض ) . وكذلك جاءت في الاية 29 من كتاب المزامير بالنص التالي :
[ أما الصديقون فيرثون الأرض] . هذا دليل ان محمد كان مطلعا على كتب انبياء اليهود والتوراة والمزامير والتلمود . كما انه اقتبس من الاناجيل المنحولة والمزيفة بعض الايات . فالاية التي تحكي عن قصة خلق عيسى للطير من الطين ماهي الا قصة مقتبسة من انجيل توما المنحول والمزيف الغير معترف به من الكنيسة وقد ورد نصا بهذه الصيغة : [ وصنع يسوع من طين الصلصال، أثني عشر عصفورًا…. نظر للعصافير وقال: “انطلق، طيري، وعيشي واذكريني”. وعند قوله هذا طارت وصعدت في الهواء، فلما رأى يوسف ذلك تعجب.]
وقد وردت في القرآن بالنص التالي : ( ذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني ) .
لقد ابعد محمد شبهة اقتباساته من كتب الاديان السابقة ، فجاء بالاية 4 من سورة الفرقان محاولا نفي اقتاباساته عن الاخرين : ( وقال الذين كفروا ان هذا الأ أفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) .
لم تأت هذه الكلمات من فراغ وبلا سبب ، انما هي انعكاس للواقع يحاول ان ينفيه . كما كرر ذلك النفي مرة أخرى بالاية 103 من سورة النحل : ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلّمه بشر ، لسان الذين يلحدون اليه اعجمي …) . نتسائل كيف يكون لسان المعلمون المحيطون بمحمد اعجمي وجلهم عرب اقحاح وشعراء فطاحل وسادة اللغة من سكنة جزيرة العرب ، ومنهم القس والشاعر النصراني ورقة بن نوفل و بحيرا الراهب و عداس وجبرا ويسار وغيرهم .
الكثير مما جاء به محمد في القرآن من شرائع وتحليل وتحريم و قصص الانبياء مذكور في التوراة و الانجيل ، فما الجديد الذي جاء به محمد ، غير التبشير بنكاح حور العين و شرب الخمر واللبن والعسل في جنة يخدم بها ولدان مخلدون يطوفون على المؤمنين بكاس من معين كالؤلوء المنثور ؟
هل المسلم ساذج الى هذه الدرجة عندما يرى التناقض في كتابه يقول لليهود فضلتكم على العالمين ويقول للإسلام كُنتُم خير أمة اخرجت للناس لا نعلم من هي الأمة المفضلة عند رب العالمين ولماذاالكراهية لليهود