عقلية قديمة هذه التي تفسر الامور على كون التدخل الامريكي هو نابع من اطماع في العراق ، منذ البداية لم تضربنا امريكا طمعا في كومة الخراب التي نعيش فيها ، وقد يصح قول “الاطماع” في العصور الغابرة حينما يتقدم البدو ” المغول او اجلاف الصحراء بغزو العراق طمعا في بستان او كنز من الذهب”
ماذا يمتلك العراق افضل من الولايات المتحدة الامريكية ؟.
موارد بشرية ؟ العراق بحجم ولاية امريكية واحدة .
نفط ؟. الشركات الامريكية تمتلك اكبر تجارة نفطية واكبر حقول نفط في العالم .
زراعة ؟. نحن نستورد البصل من السعودية !.
مؤسسات علمية ؟.
مناجم من الذهب ؟.
صناعة ؟.
عقولنا التي هربت اليهم بسبب فتاوي التكفير والواسطة والمحسوبية بسبب الاحزاب الاسلامية او نظام البعث ؟.
اقتصاد ؟. جلسة لمدة ربع ساعة في التايمز سكوير ستصيبك بالذهول من حجم التداولات التي تتجاوز الميزانية العراقية باضعاف مضاعفة !.
كل مافي الموضوع هو ان العراق “بيئة ممتازة” لصناعة الارهاب والدكتاتوريين الذين سيتكاثرون ان تم اهمال هذه البيئة وعدم تعقيمها بشكل دوري ، امريكا قادمة لاستئصال خطر الارهاب السني ، وخطر الارهاب الشيعي ، حتى لا يتكاثر المليشيايون ولا يتكاثر الداعشاويون ، الذين سيتحركون عاجلا ام اجلا لضرب المواطنين الامريكين او اصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة ! او حتى لصناعة الدكتاتوريات الدينية .
امريكا لن تمنح العراقيين اسلحة لانها لا تثق باجادة اصحاب القرار استخدامها ، فشعب العراق لايزال ارعن ومراهق متهور ويعمل مزاجه بناءا على وصايه رجال الدين الذين لا تتجاوز ثقافتهم وعلميتهم ثقافة القرون الوسطى أو احلام احد ” قادة الضرورة او مختارين العصر” . لن تقوم بتقديم الخبرات العسكرية لاشخاص يخضعون للموروث العقائدي “الشيوعي ، الاسلامي ، القومي ” .
هل تعرفون متى ستعامل الولايات المتحدة العراقيين بجدية ؟.
حالما يظهر جيل يفكر بطريقة حديثة ومدنية ، حالما يتقبلون وجود الاخرين في حياتهم ، حالما يرفضون الدكتاتوريات والوصاية الدينية على حياتهم ، حالما يؤمنون بالسلام والتعايش ويتركون مفهوم (التكفير ، العداء ، الجهاد) حالما تتوقف الاجيال عن الركوع لكهنه المساجد والحسينيات و الاحزاب الشمولية .
مصطفى الصوفي
مغامرة العقل