رغم كثرة السور والايات في القرآن ، وتشعب الحديث عن أمور كثيرة تخص الأيمان و التشريع و التحليل والتحريم و قصص الانبياء . الا إن القرآن لم يكثر من ذكر اسماء الاشخاص رجالا و نساءً .
من الأسماء التي وردت ضمن نصوص القرآن اسماء بعض الانبياء اليهود القدامى و بعض من يقرب لهم ، مثل موسى ، هود ، صالح ، يونس ، زكريا ، يحيى ، عيسى ، مريم ، و اسماء اخرى مثل عمران و فرعون .
كما ذكر القرآن أسم بعض الاشخاص المعاصرين للاسلام مثل محمد ، ابو لهب زيد . وباستثناء ذكر اسم محمد نبي الاسلام ، نجد ان محمد ركز على اسمين فقط كان لهما قصة مهمة في حياته ، ولم يذكر اسماء الكثير من أقرب الصحابة اليه او من اقرباءه الذين كان لهم الفضل في تربيته منذ ان كان طفلا صغيرا يتيما ضائعا .
ذكر محمد اسم عمه عبد العزى بن عبد المطلب الذي لقّبه في القرآن بأسم ابي لهب متعمدا كي يلحق به وصمة عار لا تُمحى لكفره و عدم ايمانه به رسولا او تصديقه به نبيا رغم كونه أبن اخيه . واستنزل اية قصيرة شتمه فيها قائلا :
[ تبت يدا ابي لهب و تب ، ما أغنى عنه ماله و ما كسب ، سيُصلى نارا ذات لهب وأمرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ] (سورة المسد) . ومن المؤكد الواضح ان هذا النص من تأليف محمد كرها لعمه وليس من كلمات اللوح المحفوظ .
كما ذكر محمد اسم زيد في قرآنه لكونه صاحب فضل كبير عليه عندما تخلى عن زوجته الحسناء زينب بنت جحش ليفسح المجال لاشرف الانبياء ليتزوجها لأنه كان يشتهي نكاحها لحسنها وجمالها بعد رؤيتها متجردة من ملابسها في بيتها .
ينتقد بعض الشيعة قرآن عثمان بن عفان من أنه حذف منه الآيات التي تذكر أسم علي بن ابي طالب لكونه أقرب الناس الى النبي قرابة و إيمانا و سندا في دعوته . كما هناك شكّ بحذف أسم لشخص ما من الاية 28 من سورة الفرقان و استبداله بكلمة (فلان)
[ يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ] سورة الفرقان 28!!! فمن هو فلان ؟
يقول ابن عباس : ” انزل الله تعالى (في القرآن) ذكر 70 رجلا من المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم ، ثم نسخ ذكر الاسماء رحمة منه على المؤمنين ، لئلا يعيّر بعضهم بعضا ، لأن اولادهم كانوا مؤمنين بالاسلام .”
قرآن الشيعة
للشيعة قرآن يختلف عن قرآن السنة ، فهم يتهمون عثمان بحذف الكثير من الايات التي تذكر عليا وآل البيت بالتبجيل . او يتهمونه بالتحريف لبعض الكلمات التي تبعد المعنى عن ذكر علي و فضله على الاسلام
واهم ما اتهم الشيعةُ عثمان بحذفه من القرآن هو سورة النورين التي يذكر فيها اسم علي بن ابي طالب بالتمجيد و الاكرام مرتين و نقتبس منها العبارات التالية :
” وإن عليا لمن المتقين ، وانا لنوفيه حقه يوم الدين و ما نحن عن ظلمه بغافلين ، وكرمناه على اهلك اجمعين ، وانه و ذريته لصابرون ، وان عدوهم إمام المجرمين ” و كذلك الاية : ” إن عليّا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه ، قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون ” .
اما عن اسماء النساء في القرآن فقد وردت سورة واحدة بأسم مريم . وذكر فيها اسمها على انها بنت عمران ، ” وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ” وقد اخطأ مؤلف القرآن باسم ابيها ونسبها الى عمران .
بينما الصحيح هي ابنة يواقيم، و قد خلط مؤلف القرآن بينها وبين مريم اخت هارون و موسى التي هي بنت عمرام و ليس بنت عمران .
نساء اخريات اراد مؤلف القرآن ذكرهن فنسبهن الى ازواجهن ربما لعدم معرفته اليقنية بأسمائهن فقال : امرأة فرعون ، امرأة لوط وامرأة نوح .
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ” “
“ضرب الله مثلا للذين كفروا امراة نوح وامراة لوط”
ام البشر حواء اول انثى على الارض ، لم يذكر القرآن اسمها ولا مرة ، بل اشار اليها نسبة الى زوجها ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ” ، وابقى اسمها مجهولا ولم يُذكر في اللوح المحفوظ !!
الخاتمة
مؤلف القرآن يتهم اهل الكتاب انهم يخفون ما جاء في الكتب المقدسة السابقة من معلومات رغم وضوح كل شئ فيها ، و يدعي ان ما جاء به هو … نور وكتاب مبين ، لكن الحقيقة انه كتاب يحيط به الغموض والطلاسم و الاخطاء من كل جانب .
” يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين “