استنكر كتاباتي القديمة عن الإسلام:

jihadalawna( محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) , إن الله سبحانه وتعالى لم يقل بأن محمدا صلى الله عليه وسلم شديد على النصارى المسيحيين أو اليهود وإنما قال: على الكفار الذين لا يؤمنون بأي دين ولا يحترمون الأديان والمذاهب الأخرى الذين يسيئون إلى المجتمعات المسيحية واليهودية, ويجب علينا من هذا المنطلق أن نخلق فرص السلام بيننا وبين الأديان الأخرى والتي هي في الأصل من مواليد الشرق الأقصى أو لنقل حوض البحر الأبيض المتوسط, ونحن كعادتنا نبني الكثير من الأسوار والحواجز بيننا وبين الجيران والأهل والأقارب ولكن على حسب تعبير الفيزيائي ( اسحاق نيوتن) نبني القليل من الجسور, يجب علينا أن نبني الكثير من جسور التعاون بيننا وبين باقي المذاهب الدينية وأن نصبح شركاء حقيقيين في صناعة السلام نحترم بعضنا بعضا, فمن الملاحظ أيضا اليوم أن المجتمعات العالمية كلها تبني الكثير من الأسوار والحواجز حول بيوتهم فنجد المسلم يبني أسوارا عالية بينه وبين أخيه المسلم والمسيحي يبني الكثير من الحواجز والأسوار بينه وبين أخيه المسيحي واليهودي أيضا يبني الكثير من الأسوار بينه وبين أخيه اليهودي, وكيف ندعي على حسب تعبير إنجيل متى أننا نحب الله الذي لا نراه وبنفس الوقت نكره إخوتنا الذين يعيشون معنا ونراهم كل يوم!!! هذا ليس من أخلاق الديانات, فالأديان كلها تحثنا على التكافل الاجتماعي بيننا وبين إخوتنا ومحبينا من الأهل والأقارب ويجب علينا أن نحقق مسألة التكافل الاجتماعي ونحترم بعضنا قبل أن نصل إلى الطريق المسدود, والعالم اليوم عبارة عن قرية صغيرة وكلنا بحاجة ماسة لبعضنا ونتبادل بالتجارة والاقتصاد والبضائع بيننا وبين الدول الأخرى المسيحية والمسلمة واليهودية, وطالما أن العالم الغربي الأوروبي يحتاج الغاز القطري السائل والغاز الروسي السائل وطالما أننا كعرب مسلمين نحتاج إلى الصناعات المسيحية فطالما كنا كذلك ونحترم بعضنا بسبب الحاجات المادية كالمواد الخام وغيرها فلماذا مثلا لا نحترم بعضنا على أساس أننا جميعنا نعبد إله واحدا لا شريك له؟ ولنفتح عصرا جديا من التسامح والألفة والمحبة والعطاء من أجل العطاء والنقاء من أجل النقاء والصفاء من أجل الصفاء ولنفتح عصرا من حوار الأديان والثقافات قبل أن نقع في مسألة صدام الحضارات وسفكا جديدا للدماء, دعونا نعمل من أجل اسلام مشرق وحضاري يقبل الآخر ومسألة حوار الأديان بدل حوار الطرشان.
وبهذا كما وردنا عن السنة المتواترة بأن أهل الذمة في ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي في حمايته, ومن هذا المنطلق فإن الإسلام يحترم كل الأديان والمعتقدات ولا يحب الإساءة إلى أي دين أو مذهب أو عقيدة وبمقابل ذلك يجب على كل الاتجاهات الفكرية أن تحترم الإسلام كدين سماوي يدين به 21% من سكان الكرة الأرضية و33% من سكان العالم يدينون بدين المسيحية, يجب أن نتعاون وأن لا نتنابز بالألقاب وأن نحقق السلام العادل والشامل في المنطقة برمتها
يجب أن نبحث عن الإيجابيات في الدين الإسلامي الذي يحترم دينهم ومذهبهم وعقيدتهم وأعني بذلك اليهود والمسيحيين, وأنا أستنكرُ بدوري بعض ما ذهبتُ إليه سابقا في بعض المقالات من توجيه الشكوك بالأديان الأخرى وأعلن صراحة الاحترام الكامل للإسلام كدين سماوي يحترم الأديان الأخرى, وأدعو إلى توحيد الخطاب الديني الأخلاقي بدل الاختلافات المذهبية والدينية والعقائدية التي أصبحت تعرف باسم الدين السياسي أو الإسلام السياسي, فالإسلام السياسي يختلف عن الدين الإسلامي والرسول صلى الله عليه وسلم كان يطمئن على صحة جاره اليهودي إذا مرض حتى وإن أساء إليه كتعبير من الله على أن الدين الإسلامي دين الرحمة, وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أعطى راتبا تقاعديا ليهودي كبر في السن وقال: طالما أنا أخذنا منك الجزية وأنت شاب قادر على العمل فيجب علينا أن نؤمن لك حياة كريمة في شيخوختك, والقصة: أن عمر بن الخطاب كان يسير يوماً في الطريق فرأى رجلاً عجوزا يتسول، فقال له ماَلك يا شيخ؟ فقال الرجل: أنا يهودي أتسول لأدفع الجزية لأمير المؤمنين، فقال عمر: والله ما أنصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين، وأعطاه عمر ـ رضي الله عنه ـ من مال المسلمين, فهذا هو الدين الإسلامي بكل ايجابياته وهذه هي شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه, وهذا ما اصطلح عليه اليوم بعد1400 عام باسم أو بمصطلح( مؤسسات الضمان الاجتماعي) وهذه المؤسسة عرفها عمر بن الخطاب وعرفها الإسلام الايجابي الذي من المفترض بنا أن نركز به على النواح الايجابية ونترك الإسلام السياسي الذي يستغله المخربون من أجل تدمير وتفكيك الوطن العربي الإسلامي لصالح طغمة من الطماعين والجشعين.
. والأثر المذكور لقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رواه غير واحد من أهل العلم ـ منهم العالم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب( الأموال) وتناقله كثير من أهل العلم منهم الإمام السيوطي في جامع الأحاديث، وابن القيم في أحكام أهل الذمة وصاحب( كنز العمال ).

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

One Response to استنكر كتاباتي القديمة عن الإسلام:

  1. س . السندي says:

    مختصر الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: كم قلبك كبير وطيب ياجهاد، تحاول بكل السبل توعية بعض مجانين الاسلام ؟

    ٢: صدقني ياعزيزي جهاد العلة ليست في محمد أو دينه فالمجاهدين في العالم كثيرين ، بل العلة في المجانين الذين يصدقونهم ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    لبيقى قلبك طيب ونبيل رغم أن الحقيقة واضحة لاتحتاج الى تحميل ،سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.