كنت قبل قليل بأحد فروع العثيم،رجعت بي الذاكرة للعام 2006 أثناء أزمة الرسوم الدنمركيّة حين شاهدت الجبنة الدنماركيّة، إذ أخذ المسلمون يُجاهدون جهاد المُقاطعة، ( وكأنّ الدنمركيين الحاصلين مؤخرا على أسعد شعوب العالم واكثرهم رفاهيّة سينامون بالعراء وتُصيبهم التعاسة الأبديّة ما إذا قاطع المسلمين زبدة لورباك والجبنة الدنماركيّة البيضاء). قامت الأسواق الكبيرة بإستغلال غضب المسلمين ومُقاطعتهم لتُعلن أسواق شهيرة وكبيرة اوّلها أسواق العثيم المعروفة أنّها ستمتنع عن بيع أي مُنتج دنمركيّ،فكتبت إعلانات بالصحف ولازلت أتذكّرها وكأنّها أمامي الان أخذت صفحة كاملة عن عدم بيع أي مُنتج دنمركي نصرة للرسول وللإسلام والمسلمين ولإضعاف الدنمركيين اقتصاديّا حتى يتوبوا ويركعوا للمسلمين صاغرين!..فما كان من المسلمين الاّ أن يتركوا الأسواق الأخرى التي لم تقاطع وينكبّوا على العثيم ولاحقا السّدحان ويكيلون المديح للعثيم وامثاله وينصحون الناس بالشراء منهم..لا بل دعت المساجد لهم بكثرة الرزق والخير وكأن ليس هناك أسواق غير العثيم، حتى الرسائل النصيّة (قبل الواتس اب) كانت تملأ جوّالي بأسماء الأسواق التي قاطعت للشراء منها، بل وصلت لحد التحريم من شراء اي مواد غذائيّة من أي محل يبيع منتجات دنمركية واعتبار من يبيعها شريك بالرسوم ولم يتبق سوى تهديد هؤلاء بالقتل!
يا له من رجل ذكيّ فوق ذكاؤه التجاري حين استغل المسلمين وسذاجتهم لجني أموالا طائلة بالإضافة لكسب ثقة المسلمين
اليوم اذهبوا لأي فرع من فروع العثيم المنتشره في المملكة ستجدون المُنتجات الدنماركيّة على الأرفف تُباع علنا والمسلمين المُقاطعين يشترون منها كما تشاهدون بالصورة التي التقطتها قبل قليل