العقل هو اداة الانسان للوصول الى الحقيقة
لو سألنا الملحد من خلقك ؟ ستكون الاجابة :” لم يخلقني أحد . ، ونحن وكل الكائنات الحية عبارة عن نتاج لعملية التطور خلال ملايين السنين “. وسيتمسك بأننا نتاج نظرية الانفجار العظيم والتي هي سبب خلق الكون كله
ولكن هل تبدو تلك الاجابة منطقية ؟ يقول الدكتور لورنس براون انها ليست منطقية على الاطلاق وهذا هو الدليل :
لنبدأ بتحليل نظرية الانفجار العظيم ، الدين ليس له مشكلة في نظرية الانفجار العظيم ، الاديان السماوية تفسر ذلك الانفجار انه حصل بتحكم وسيطرة الخالق ، وانه بداية الخليقة.
الان ايهما يبدو منطقيا اكثر ، ان نعتقد بأنه حدث عشوائي بالصدفة ، او بأنه حدث قد تم التحكم بحدوثه .
لقد سبق الانفجار العظيم احداث ، كانت هناك سحابة ترابية رمادية كانت موجودة قبل وجود اي شئ آخر ، بدأت تتجمع وتتشكل ككتلة مليئة ومشحونة بالطاقة ، وتلك الكتلة الغبارية انفجرت بقدرة الله وأمره .
السؤال هو من اين اتت تلك السحابة العظيمة الحجم والكتلة وكيف تجمعت ؟ ومن اين أتت تلك الطاقة الهائلة التي سببت الانفجار العظيم وماهو مصدرها.
اذا كان شئ نعرفه في النظريات العلمية ، فهو انه من غير المنطقي ان يُخلق شئ من العدم ، فالانفجار الذي حدث كان اعظم انفجارا حصل في تاريخ الكون ، فهو السبب الاساسي لخلق الكون والعالم الخارجي كما نعرفه اليوم .
يقول الملحدون ان الانفجار العظيم هو حدث عشوائي وبالصدفة من دون سبب ولا مسبب، ونتج عنه الكمال والانسجام المطلق في المخلوقات كما نراها اليوم !!
بينما اي انفجار آخر سوف يكون مدمراً او بدون نتائج وعبارة عن حالة من الفوضى العشوائية ، وهذا مثالا حي على ان العلم يناقض نفسه بنفسه . ولا يمكن تفسير عملية الخلق بطريقة علمية متناقضة .
يوجد في العلم مبدأ الانتروبيا وهو مبدأ ينص على انه اذا لم يكن هناك تحكم بالعملية العلمية فالعملية ينتج عنها فوضى عارمة ونتائج عشوائية .
فغرفة الاطفال اذا لم ترتب فسينتج عنها فوضى ، وكذلك المطبخ والمفاعل الذري او اي مصنع .
بنفس الطريقة عندما يشرح الملحد وجودنا كمخلوقات وكائنات حية سيستخدم مصطلحات التطور في نظرية الانتقاء الطبيعي ، التي تنص على انه كان في البداية خلية حية ، ومن تلك الخلية تطورت جميع انواع صور الحياة والكائنات كما نعرفها اليوم .
ولكننا نعلم اننا عندما نرى شيئا نعرف من اين أتى ، اللوحة الفنية وراءها رسام رسمها ، والتمثال هناك نحات قام بنحته ، والمبنى وراءه مهندس معماري وشركة بناء نفذته . وعندما ياتي الامر بالنسبة للمخلوقات الحية نرفض وجود خالق عاقل لها !! ونصدق انها نشات بشكل ذاتي وعشوائي وبالصدفة . اي هراء هذا ؟
هذا هو مبدا الملحد الذي يعتقد اننا خُلقنا بكل هذا الكمال العظيم بالصدفة من دون تدخل خالق عليم ، قدير حكيم ، بل تطورنا من خلية حية واحدة الى اسماك ثم زواحف ثم قرود واخير اصبحنا انسانا حسب نظرية التطور والانتقاء الطبيعي لدارون .
نسأل الملحدين سؤالا لايملكون الاجابة عليه : يمكن لنظرية التطور والانتقاء الطبيعي ان تنطبق بعض اجزاءها على اكتساب الحيوانات الحماية الطبيعية لأجسادها من البيئة التي تعيش فيها ، كالاسماك بحاجة الى زعانف للسباحة والطيور للريش والاجنحة للطيران والدب القطب لفرو سميك وطبقة دهنية سميكة تحت الجلد لتقيه من البرد ، ولكن هل يستطيع الملحد ان يفسر لنا من اين اتت الروح ؟
وهل تستطيع نظرية التطور ان تفسر لنا ماهية الروح في جسم الانسان ، وما هي الية الحياة في الكائنات الحية ، ومن اين اتت الروح ، واين تذهب بعد الموت ؟
وصل الطب الى مرحلة متقدمة وبأمكان الاطباء زرع معظم اعضاء جسم الانسان الحيوية ، بأمكانهم تركيب جسم كامل من اعضاء مأخوذة من اجسام اشخاص اخرين.
ولكن لو اجتمع جميع اطباء العالم وعملوا سوية بكل ما لديهم من علوم وتقنيات متقدمة لا يمكنهم ان ان يبعثوا الروح في جسم ميت ، ولا يتمكنوا من خلق جناح بعوضة بكل الكمال الذي خلقت عليه بواسطة الله ، رغم ان العلم استطاع ابتكار وتصنيع الاف الاجهزة والمكائن والمعدات المتطورة جدا كالطائرات والحواسب والاقمار الصناعية والصواريخ والغواصات وغيرها . لكن يعجز العلماء من تصنيع احد مكونات الخلية مثل الغشاء او السايتوبلازم او النواة او الحمض النووي لخلية واحدة.
اذا نظرية الانتقاء الطبيعي لخلق الانسان من خلية واحدة طورت عبر الزمن هي مجرد مثال آخر على تناقض العلم مع نفسه . لدينا امثلة من ملايين السنين تثبت بطلان النظريات الالحادية .
الخالق اعطى كل المخلوقات مبادئ ونظم توجيهية ارشادية ، فلدينا ضوء الشمس لنعرف طريقنا في النهار ، ولدينا القمر والنجوم لنعرف طريقنا في الليل . ومن عجائب خلق الله انه جعل الطيور المهاجرة تستعين بضوء الشمس حتى لو كانت محجوبة بالغيوم لمعرفة طريقها. بعض الحيوانات والطيور تعرف طريقها بواسطة الحقل المغناطيسي للارض .
الحيتان وسرطان البحر من الكائنات الحية التي بأمكانها ان تعرف اتجاهها بالمجال المغناطيسي ، تلك هي هبة الله لهم.
سمك السلمون يعبر المكان الذي ولد فيه بعد ان يفقس البيض في اعالي النهر ثم يتجه جنوبا الى المحيط ، ثم يعود بعد سنوات طويلة الى نفس مكان ولادته سابحا ضد مجرى تيار الماء بصعوبة لغرض التزاوج وطرح البيوض وتلقيحا ، فهل جاءت تلك الغريزة بالصدفة ام بتوجيه خالق حكيم ؟
الخفافيش واسماك الدولفين لديها نظام السونار ( اصدار واكتشاف الموجات الصوتية ) لتعرف طريق ذهابها وعودتها واصطياد فرائسها.
بعض الكائنات البحرية التي تعيش في اعماق البحار حيث لا يوجد ضوء هناك على الاطلاق تهتدي بطريقها وتلتقط فرائسها وغذائها عن طريق الموجات الكهربائية التي تطلقها من اجسادها . ويوجد في بعض الحشرات مادة كيميائية تسمى فيرمونت حساسة للغاية تخرجها على شكل جزيئات متناهية في الصغر تطلقها من اجسامها على طريق مساراتها لتكون دليلا للعودة الى بيوتها او ليلتحق بها جماعتها لنقل الغذاء الذي تعثر عليه فرق الاستطلاع والبحث كالنمل او النحل او الدبابير. فهل نشا كل هذا من تطور عشوائي ومن طفرات وراثية او بالصدفة ؟ ام بتدبير خالق مصمم عظيم مقتدر عاقل .
اما النباتات فقد اعطى الخالق لها نظاما دقيقا جدا ومنتظم يسمى فوتوترابيزم ( عملية الالتجاء الضوئي ) وهي قابلية التحسس للضوء بحيث تتجه اغصان الاشجار واوراقها نحو الاعلى باتجاه مصدر الضوء. كما ان هناك عملية الجيوتروبيزم وهي نزول الجذور للاسفل للبحث عن التربة بطريقة التحسس ولايلتبس الامر على الاغصان او الجذور في طريق اتجاهاتها مطلقا ، كل يعرف طريقه بكل دقة. اليس هذا التصميم من قبل خالق عاقل مدبر حكيم ؟
لماذا لا يوجد فوضى او عشوائية في ذلك ولم تشذ نبتة واحدة على الارض عن هذه القاعدة .
كل مخلوق حي يعرف اين يجد ما يحتاجه من اكل وشرب ومأوى وشريك من الجنس الاخر من صنفه ليستمر الحياة ويتكاثر .
الخلاصة ، ان وراء كل تلك الدقة والكمال في تركيب وتصرف المخلوقات خالق حكيم مقتدر لم يترك للصدفة او الفوضى ان تسود كما يدعي الملحدون .
الا يكفي كل هذا الابداع في الخليقة كي يؤمن الملحدون بوجود الله الخالق ؟