انا اؤمن بوجود خالق للكون والحياة ، ولا انكر ذلك ابداً . والخالق ابدع في خلقه وتصميمه لخليقته وصنعها باروع صورة ، وجعلها متكاملة ، وتوج مخلوقاته بخلق الانسان ووهبه العقل والنطق والتفكير والابداع ، وجعله سيد المخلوقات الحية .
كرم الله الانسان بالعقل والذكاء الذي لا يمتلكه سواه من المخلوقات الحية. وكما يقول الكتاب المقدس خلق الله الانسان على صورته ومثاله من روح ونفس وجسد وكان قمة الابداع في الخلق والتكوين .
الحياة التي خلقها الله هي لغز محير لبني البشر رغم تقدم العلوم المختلفة ، فلن يتمكن احد من حل شفرتها او التجاسر على معرفة سرها او التقرب من محاولة تخليق خلية واحدة ، تنمو وتتغذى وتتكاثر وتنسخ نفسها وتنقل صفاتها الوراثية لجيل آخر . كل هذا من اسرار الخالق وحده .
طاقة العقل البشري رغم وسعها فهي محدودة في حالة التقرب من اسرار مملكة الله . رغم الايمان بالله الخالق ، الا ان الانسان يبقى يتسسائل عن سر الخلق وسر الوجود والحياة ، فهي تشغل فكرالعلماء والناس اليوم .
منحنا الله الخالق عقلا نفكر فيه واوصانا في كتبه المقدسة ان نفتش الكتب ونبحث عن الاسرار ونطلب العلم من المهد الى اللحد دون كلل لنطور انفسنا ونعمل على اعمار الارض بكل ما فيها .
للانسان كل الحق في استخدام عقله والتسائل والبحث العلمي واستنباط النتائج لمعرفة المجهول واختراق اسراره وصولا لمعرفة الحقيقة التي طالما ظل الانسان يبحث عنها منذ اول حضارة نشأت في العالم على ارض الرافدين في بلاد سومر .
الان حان الوقت ان نستخدم عقولنا ونتسائل عدة اسئلة جريئة استنادا الى المعلومات المتوفرة في الكتب االمقدسة وما كسبناه من علم ومعرفة .
خلق الله الارض وما فيها وما عليها وما حولها من ضروف ومستلزمات لأدامة الحياة والاحياء لاستمرار بقائهم .
فلماذا أذِنَ الخالق بانقراض الدينصورات والكثير من الكائنات الحية الاخرى التي خلقها والتي عاشت في عصور سحيقة لا نعرف عنها شيئا ؟
خلق الله الكائنات الحية بمليارت الانواع والاشكال والاحجام برية وبحرية وطيور وحشرات ، وخلق الانسان سيدَ المخلوقات ليسود عليها ، وفر الله الهواء والماء والغذاء والحرارة والضوء لكل مخلوقاته لتحيا وتستمر في التكاثر على الارض . وخلق الشمس والقمر لما لهما من اهمية لحياة الكائنات الحية بانواعها .
السؤال الجرئ الذي اطرحه بعد هذه المقدمة ، الا يكفي الانسان والحيوان والنبات كل ما خلقه الله لبقاء الحياة على الارض وفي المياه والهواء ؟ فما الحاجة لوجود المجرات والسدم والنجوم والكواكب الأخرى المنتشرة في الكون وتبعد عن الارض ملايين ومليارات وتريليونات السنوات الضوئية من دون وجود حياة ومخلوقات عليها من صنع الخالق نفسه ؟
مخلوقات الله الحية عاشت منذ وجود الخليقة مكتفية بما توفر لها على الارض من مستلزمات البقاء ، فلماذا خلق الله المجرات والنجوم البعيدة والمذنبات والكواكب الصخرية والغازية الملتهبة والمتجمدة من غير حياة تسودها وتعمّرها كما في كوكب الارض ؟
هل النجوم البعيدة التي نراها بضوء خافت ، خلقت بالمليارات لتكون مصابيح تزين السماء فقط ؟ هل الشهب والنيازك خلقت لتكون رجوما للشياطين كما يقول الاسلام ؟
هذه المخلوقات الغازية والصخرية والنارية المشتعلة في الكون البعيد عن الارض، بلا حياة لا تفيد خليقة الله الحيّة على الارض شيئا، ولا تؤثر في الحياة ايجابا بل ربما تضر الحياة تلك الاشعاعات الكونية القاتلة الصادرة منها والتي تصلنا من هناك ، فما هي الحكمة الالهية من وجودها ؟
سؤال بحاجة الى الاجابة الشافية عليه .
ما الحكمة من وجود كواكب ميتة لا حياة فيها تدور بلا نهاية في افلاكها ؟
ربما فيها حكمة لا تدركها عقولنا المحدودة .
سؤال جرئ آخر ، لماذا لم يخلق الله بشرا او احياء باشكال اخرى ادنى او اكثر رقيا من الانسان في كواكب أخرى قريبة من الارض ويسهل الاتصال فيما بينها لتتعارف ولتشارك مع سكان الارض في عبادة وتمجيد الخالق ؟
ما الحكمة من خلق بشر عاقلين على كوكب واحد يعتبر بمقياس الحجوم اصغر من حبة رمل في ساحل المحيط اذا ما قورنت الارض باحجام واعداد المليارات من مكونات الكون المرصود ؟
سؤال جرئ آخر نطرحه باحثين عن اجابة له :
يقول الكتاب المقدس ان آدم ابو البشر عاش هو وذريته الاوائل باعمار تمتد لمئات السنين . من 300 الى 1000 سنة . عاش أدم 930 سنة وذريته منهم يارد 962 سنة ومتوشالح 969 سنة متمتعين بالصحة والعافية رغم بساطة الحياة وعدم توفر وسائل الحماية والرفاهية كالمسكن والملبس كما هي اليوم .
فلماذا تناقص عمر الانسان في الحقب الزمنية الاخيرة واصبح لا يتجاوز السبعين الى المائة عام الا وهو ممتلئ بالعديد من الامراض النفسية والجسدية القاتلة ؟ بالرغم من وسائل الراحة والحماية والتقدم والرفاهية وتقدم الطب وصناعة الدواء ؟
ما الحكمة من تقليص عمر الانسان بعد ان خلقه الله معمرا في بداية الخليقة ؟
اسئلة كثيرة بحاجة الى اجوبة جريئة، فمن يملكها ؟