بقلم سناء العاجي/
شريف جابر شاب مصري نشيط على شبكة الإنترنت. منذ بضع سنوات، يقوم هذا الشاب بإعداد ونشر شرائط فيديو يعبر فيها عن آرائه ومواقفه في مواضيع الدين والمجتمع.
ليس مهما أن نتفق أو أن نختلف معه. فمن حقه أن يعبر عن وجهة نظره. ومن حقنا أن نتابعه أو لا. أن نتفق معه أو لا. أن نقبل بعضا من مواقفه وأن نرفض البعض الآخر.
ليست هنا المشكلة. المشكلة الحقيقية هي حين يتم سجن شريف جابر بسبب مواقفه. وهذا ما حدث منذ بضعة أسابيع، بتهمة “الاعتداء على الدين الإسلامي، وإنكار ما هو قطعي الثبوت من الدين، واستهزائه بالذات الإلهية والنبي محمد”. بعد بضعة أيام من الاعتقال، تم الإفراج عن شريف جابر. لكن اعتقاله والتهمة التي وجهت له تدعونا، مرة أخرى، لمناقشة بعض البديهيات:
لماذا يسكن الكثيرين هذا الإحساس بالرعب بمجرد ما ينتقد أحدهم موضوعا له علاقة بالدين الإسلامي؟
بداية، علينا أن نعي بأن ردود الفعل العنيفة هذه، سواء اتخذت شكل اعتقالات أو شكل تفجيرات ودعوات تحريضية وحملات سب وشتم على الإنترنت وذلك بهدف ما يعتبره البعض “دفاعا عن الله والنبي”؛ هي التي تهين فعليا الذات الإلهية والنبي. إن كان البعض يؤمن بأنه، كبشر، قادر على الدفاع عن الله وعن رسله، فهذا يعني أنه يتهم الله بالقصور وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه وعن أنبيائه. وهذه في الحقيقة أكبر إهانة للذات الإلهية وللأديان السماوية.
اقرأ للكاتبة أيضا: سناء العاجي: “اغتصبوا يرحمكم الله…”
من جهة أخرى، كيف تكون مقالات أو كتب أو فيديوهات انتقادية للتراث الإسلامي ولقراءة بعض الفقهاء للدين، أو حتى فيديوهات ومقالات وكتب مبنية على مواقف إلحادية؛ أكثر إهانة للإسلام من فتاوى التداوي ببول البعير وإرضاع الكبير والسبي ونكاح الرضيعة؟
كيف يتاح لفقهاء أن يقدموا بكل حرية، في التلفزيون والمساجد، خطبا طويلة تصور بشكل بورنوغرافي أجساد وأعداد الحور العين ومدة النشوة الجنسية في الجنة، ولا يسمح لشخص علماني أو ملحد بالتعبير عن قناعته الخاصة، ما دام لا يستعمل العنف ليفرض على الآخرين اعتناق معتقداته؟
كيف تكون الخطب والبرامج التي تشجع على الإرهاب والعنف ونبذ الآخر وعدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، أقل فتنة من مقال أو شريط فيديو لشخص ينتقد تصورات معينة للدين أو حتى يعلن إلحاده، ما دام لا يفرض على أحد اتباعه؟ أيهم أشد خطرا وأيهم أشد إهانة للدين وللذات الإلهية؟
المشكلة الحقيقية هي حين يتم سجن شريف جابر بسبب مواقفه
ثم، ألا يوجد على المواقع الاجتماعية والقنوات الفضائية الكثير من الإهانات لمعتنقي باقي الديانات؟ ألا يوجد حولنا، في المساجد والفضائيات، من ينعتون المسيحيين واليهود بكونهم أحفاد القردة والخنازير؟ أم أن ازدراء الأديان هي تهمة لا “تحمي” إلا الدين الإسلامي، والمذهب السني منه على الخصوص؟ هل نشجع على احترام كل الديانات فعلا أم أن إهانة المسيحي واليهودي والبوذي والسيخي والمسلم الشيعي والملحد جائزة مباحة؟
اقرأ للكاتبة أيضا: الشرف ليس في غشاء البكارة، بقلم سناء العاجي
هل يعتبر حراس الدين بأن فيديو أو مقالا أو كتابا لشخص علماني أو ملحد، سيجعل الناس يخرجون من دين الله أفواجا؟ هم بذلك يعتبرون تدين الأفراد هشا تزعزعه مقالة ويزعزعه فيلم وتزعزعه أغنية. وهم بذلك يوجهون إهانة شديدة لتدين الأفراد ويعتبرون جميع المسلمين قاصرين يحتاجون لمن يحمي قناعاتهم من الزعزعة ومن الازدراء.
باختصار، لماذا يسكن الكثيرين هذا الإحساس بالرعب بمجرد ما ينتقد أحدهم، عن صواب أو عن خطأ، موضوعا له علاقة بالدين الإسلامي؟ لماذا لا يكون للجميع الحق في التعبير عن مواقفهم بكل حرية، ويكون للآخرين حق انتقادهم باحترام؟ إلى متى سنصادر حرية الرأي والمعتقد بتهم “زعزعة عقيدة مسلم” و”ازدراء الأديان” وغيرها من التهم الغبية؟ وهل يمكننا أن نفرض التدين باسم القانون؟
لامارتين قالها ذات زمن: “لا قيمة للفضيلة بدون حرية”. لنستعيرها منه اليوم لكي نؤكد مرة أخرى بأن لا قيمة للتدين بدون حرية… لا قيمة لأي تدين يكون مفروضا باسم القانون أو المجتمع.
شبكة الشرق الأوسط للإرسال
اعتقد انه لو افترضنا ان هذا الدين من الشيطان فماذا يمكن ان يكون الحال من جميع الامور .اولا سيكون هناك قتل ونهب واغتصاب واجرام بلا حدود وهذا موجود. ثانيا رعب من قول كلمه مخالفه لان الاله الحقيقي يدافع عن نفسه ولا يهمه الف اومليون يناصبونه العداء اما الشيطان فيخاف كلمه حق. ثالثا سيكون هنك اختلاف وتكفير وكل يغني على ليلاه في امور الوراثه الدينيه والاحقيه للولايه ،ستكون هناك مذابحا وهذا كله موجود حتى الثماله. وسرقات وقوه غاشمه تحكم باسم اله شيطاني وهذا هو الحال في بلاد الاعراب كلها وسيكون هناك تخلف ومحافظه دائمه على اخر ترتيب في الحياه اخلاقا ،وعلما ،وادبا ،ورحمه ،وتواضعا، ومساواه، لذا لا داع للكثير من الاسئله والتفكير فالشيطان وتعاليمه هي من تتحكم في امه الهبلاء منذ ١٤ ووزاره الشيطان وخدامه في الازهر الذي لازهر فيه ،انما تصحر العقل والتفكير، وموت الشعور وبلاء الى انقضاء الدهر.