ادوار حشوة : مخاطر في طريق التفاوض الدولي في جنيف

ادوار حشوة : كلنا شركاء 
ذهاب النظام الى التفاوض على الانتقال السلمي للسلطة يعني أن نظرية المؤامرة والتخويف من الارهاب الدولي الاسلامي كلاهما كانا مجرد مزاعم لحشد التأييد للنظام
العائلي وهذا سوف يؤدي الى انفجارات قوية داخل النظام ترفض انتقال السلطة وتخاف من رحيل الاسد وشبكته العسكرية الأمنية وعائلته لأن ذلك قد يجعل غالبية العلوين محل انتقام وخوف ولا سيما الشبيحة منهم الذين ارتكبوا الجرائم الوحشية ولن يكونوا في عداد المرحلين لذلك يتوقع الكثيرون محاولة اللعب على التفاوض واطالة امده ما امكن لتحقيق نصر عسكري يحسن شروط التفاوض ويؤجل رحيل الاسد وشبكته خاصة ان جنيف 1 تشترط حق التظاهر السلمي الذي قد يغمر الساحة بملاين المتظاهرين الذين يصعب منعهم من الاعمال الانتقامية بحكومة انتقالية او بدونها .
من ناحية أخرى فان المعارضة المسلحة التي قدمت الشهداء وكذلك كل الشعب الذي اعتقل مئات االالوف من شبابه او قتلوا ليس في وارد القبول ببشار الاسد وشبكته
العسكرية شريكا في مستقبل سورية لذلك قد يفجر التفاوض الوضع داخل المعارضة بشقيها العسكري والمدني ما لم يكن مصير الاسد ومجموعته العسكرية محسوما والتفاوض هو على شروط الترحيل وليس على الشراكة في الحكم معه.
بالاضافة الى ذلك هناك خلاف حول احتكار تمثيل المعارضة بين الائتلاف والتنسيق والذي يجب حله بتوحدهما.
أما الاكراد فيريدون وفدا مستقلا الى جنيف اشارة الى انفصال عن المستقبل السوري .!!
ايران ليست في وارد القبول بالتفاوض الدولي حول مستقبل الحكم في سورية الذي قد
يؤدي الى فقدانها كورقة تفاوض مع الغرب او كونها قاعدة خلفية تحمي الدولة الشيعية الايرانية في جنوب لبنان لذلك ستضع العراقيل في طريق اي حل يكون من نتائجه سقوط هيمنتها على القرار السوري .
وافق الروس والاميركان على التفاوض الا انه على الطريق مصاعب ومصالح والذين تأملوا خيرا من بداية التفاوض عليهم ان يتحلوا بالصبر فعلى الطريق الغام داخلية واقليمية ودوليه قد تبعثر اي تفاؤل في الحل السياسي .

الآن بدأت المشاكل التي توقعناها الرئيس الاسد قال أنه سيفاوض المعارضة (المسلحة المعتدلة ) ومعنى ذلك انه لايعترف بالمعارضة السياسية من الائتلاف الى التنسيق وطبعا لايريد ممثلين عن معارضة مسلحة لا يعتبرها هو معتدلة وبالموجز هو مستعد للتفاوض مع معارضة يختارها هو على (كيفه) ثم طلع علينا أخيرا بشرط جديد وهو لاتفاوض قبل تجريد المعارضة من السلاح!!
وليد المعلم وزير الخارجية رفض ان يكون مصير الاسد مرتبطا بجنيف وادعى ان الشعب في الانتخابات ؟ يقرر ذلك والاعلام الرسمي يحاول اعطاء الانطباع بان التفاوض على الاصلاحات لاغير .
بالمقابل هناك كتائب رفضت مبدأ التفاوض ورفضوا الائتلاف والائتلاف نفسه رفض التفاوض الا على شروط ترحيل الاسد وشبكته لا على الشراكة معه في مستقبل سورية كما صرح الاستاذ ميشيل كيلو ولو قطعوا رأسه (لاسمح الله).
من كل هذا يتبين ان تمثيلية الاسلحة الكيماوية والتفاوض واتفاق الدول الكبرى ليس اكثر من مهل اضافية لاستمرار الحرب في ظروف عجز المجتمع الدولي عن التدخل
ربما لانه يخاف توسيع الحرب او يخاف من كلفتها او ربما لإضعاف الطرفين أكثر
ليكونا جاهزين لحل سياسي خارجي وخارج احلام الطرفين.
فهل ننتظر من التفاوض نجاحا ام ترانا سنواجه تدميرا للبلد والبشر طويلا
في ظروف افتقد السوريون قدرتهم على حل داخلي فيما بينهم وهل لدى المجتمع الدولي القوة التي تفرض حلا ؟ هذا هو السؤال
2-10-2013

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.