إيماؤك لا يزال في القلب منكتبا

lhassanelkiriنظم: غارثيلاسو دي لا بيغا*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

إيماؤك لا يزال في القلب منكتبا
إيماؤك في روحي منكتب
و عندما أتمنى أن أكتب عنك
تكونين أنت من كتبت كل شيء بنفسك، وأنا
فقط له قارئ، و لا أزال بذكرك فيه محتفظا.
اليوم وغدا في الكتابة عنك سأظل دوما منغمسا
رغم عجزي عن وصف ما فيك تراه عيناي
محاسن عجز العقل عن فهمها فسلم معتقدا
ما دام بالله مؤمنا.
أنا لم أولد إلا كي أحبك
لقد رسمتك روحي حسب هواها
و بألفة روحي نفسها أعشقك
وكلما وجب علي أن أعترف لك
سأقول؛ من أجلك ولدت، وبك أحيا
و من أجلك علي أن أموت، و بك أفنى.
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Escrito está en mi alma vuestro gesto

Escrito está en mi alma vuestro gesto
y cuanto yo escribir de vos deseo;
vos sola lo escribistes, yo lo leo
tan solo, que aun de vos me guardo en esto.
En esto estoy y estaré siempre puesto;
que aunque no cabe en mí cuanto en vos veo,
de tanto bien lo que no entiendo creo,
tomando ya la fe por presupuesto.
Yo no nací sino para quereros;
mi alma os ha cortado a su medida;
por hábito del alma misma os quiero;
cuanto tengo confieso yo deberos;
por vos nací, por vos tengo la vida,
por vos he de morir y por vos muero.
*ولد غارثيلاسو دي لا بيغا سنة 1498. و هو كاتب و شاعر و عسكري إسباني. يعتبر من أبرز الكتاب في تاريخ إسبانيا و أحد أدباء العصر الذهبي الإسباني. كان يعمل في إيطاليا لدى جيش كارلوس الخامس. كان يتيم الأب. تلقى تعليمه بعناية شديدة في بلاط الملك حيث تعرف على صديقه الفارس خوان بوسكن. و التحق سنة 1520 بخدمة كارلوس الخامس ملك إسبانيا بوصفه عضوا دائما في الحرس الملكي. تعلم هذا الشاعر الفذ اللغة اللاتينية و الإيطالية و الفرنسية و الموسيقى و المبارزة. أحب امرأة تدعى غيومار كاريو و أنجب منها ابنا يدعى لورينثو سوارث سنة 1520. أثناء إقامته في نابولي اكتشف و قرأ لكثير من الكتاب الإيطاليين. و عند مغادرته لهذه المدينة تخلى عن خصائص الشعر الإيطالي المتأثر سواء بالكتاب القدامى مثل بتراركا أو المعاصرين مثل خاكوبو سانثرو. و هكذا أقام غارثيلاسو عالمه الخاص المليء بالمؤثرات التي انعكست على شعره، كما أثر فيه لودوبيكو أريوستو الذي أخذ عنه المواضيع المتعلقة بجنون الحب. توفي هذا الشاعر الكبير سنة 1536. وتعود معرفتنا به إلى سنة 2004 تقريبا في إطار “مادة الشعر” في شعبة اللغة الإسبانية بكلية آداب الرباط. هذا و قد كافحنا و نافحنا و داورنا و ناورنا و فاوضنا من أجل أن ننقل هذه القصيدة إلى لغة الضاد رغم صعوبة لغتها التي تعود إلى الإسبانية القديمة إبان عصر النهضة. و غني عن البيان حضور التأثير العربي في هذه القصيدة على مستوى المضمون و كأني بغارثيلاسو دي لا بيغا شاعر عربي عذري يتكلم الإسبانية. و لعل السبب في ذلك يعود إلى عيش الشاعر وسط بيئة عربية إسلامية و مسيحية يهودية و إنسانية رغم أنه عاصر لحظات احتضار الثقافة الأندلسية؛ إلا أن فكرها و فنها بقيا منبثان في أذهان و ذائقة و أساليب عيش الإسبان إلى الآن.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب

About لحسن الكيري

** كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.