إيران : الدين والعدالة في ميزان الولي الفقيه

*(سحر رحيلي)saharrahili
ندرك من نواجه وما نريد منذ أن خطونا اول المسافات في نضالنا الحق العدل ولمشروعية نضالنا لم نتردد يوم في تقديم المزيد من التضحيات لاجل قيمنا ومبادئنا و وطننا الذي اردناه بثورتنا ان يكون بحال افضل فالطغيان هو الطغيان مهما ارتدى وتزين باي لون من الالوان.، لكننا هنا عندما موضوعا ما انما نكتبه لمخاطبة اجيالا لم تكن حاضرة ومئات الملايين آخرين لم يكونوا حاضري المشهد لم يكونوا في ايران ليتعرفوا على شعب منكوب يعيش تحت فنون الظلم والطغيان وسلطة وسلاطين ونظام على غير مسمى لا يتشبهون بابسط شعاراتهم .. شعبهم فئة ودينهم وسيلة والعدل فيهم جسد في غيبوبة كاملة ينتظر حتفه روحه معلقة تنتظر اردادها واردادها هنا يعني السلطان الفقيه وزبانيته ، ولازال المشهد يسوق اليهم الى مئات الملايين الغائبة بزينة ومكر وكذب وتزييف ..، نستحضر في كتاباتنا وقراءاتنا آلام من الذاكرة كل حسب مخزون ذاكرته لنكون بها رأي ورؤية ومقارنة واستدلال للقارىىء ولمن يرغب التبصر في امر لم يكن يدركه ..، فعندما سقط أبي المجاهد في سبيل الحق والعدل شهيدا في مجزرة الإبادة الجماعية المثيرة للرعب والهلع التي حصدت أرواح 30 ألف سجين سياسي في إيران في عام 1988كانوا قد حكموا باحكام جائرة سابقة وقضى اغلبهم مدة المحكومية ويتابع الظالمون باسم الدين جورهم وظلمهم فحكموهم بالاعدام ، وقد دفنوا جثمان أبي مع آلاف من جثامين المجاهدين الشهداء الآخرين في مقابر جماعية سرية وهذا لون آخر من الوان الظلم والبغي تجريه سلطة حاكمة باسم الله والدين!! وبعدما كبرت قليلا كنت أحيي ذكر والدي وذكراه وذكرياته عند كومات من التراب كانت تشكل المعالم الوحيدة المتبقية لمقابر جماعية تخيلته فيها وكل من تحت ذاك الثرى كان ابي واخي واهلي فكان كل أنين حاصل فوق ذاك الثرى أنين مظلومين جمعت بينهم المظلومية وعزاؤهم انهم على حق ماضون اليه ..، وبإدراك أعمق من ذي قبل كنت أتيقن بأننا نواجه عدوا لا يجرؤ حتى على تسليم چثامين معارضين له لعوائلهم!كان عدونا يخشى الموتى والجرحى رغم دمويته إلا أنه الرعب الكامن في داخله الرعب الذي يتملك افئدة وعقول الظالمين.
اليوم تكرر الحادث مرة ثانية ورغم مرور 164 يوما من متابعتنا لعوائل الشهدا الـ52 الذين سقطوا في الإعدامات الجماعية في مخيم أشرف ومتابعة ممثلي سكان مخيم ليبرتي ومحاميهم ومدافعي حقوق الإنسان لإستلامنا لجثث أعزائنا، وقامت الحكومة العراقية وفي خطوة لا إنسانية وإجرامية أخرى بدفن جثامينهم سرا اقتداءا بخليلها في طهران..، والمرء على دين خليله.
واليوم …ونحن في فبراير مضى أكثر من 6 أشهر على استشهاد خالي العزيز علي رضا خوشنويس الذي كان يملىء لي فراغ أبي.. وكان يسندني ويرشدني ويهديني في مشاكلي كلها سندا ..كان يعلمني القيم الإنسانية العليا والجهاد ضد الدكتاتورية وسأظل مدينة له إلى الأبد.، في الاول من أيلول وفي الساحة حيث كان العملاء المهاجمون يمطرون السكان العزل بطلقات النار، أقدم خالي علي رضا على علاج رفيق دربه الجريح وإن هذا لدرس عظيم ومبعث للفخر لكل منا. واتذكر أنه كان يكرر لي دوما قولا للنبي (ص) حيث قال: ”بُعِثتُ لِلحِلمِ مَركَزًا“ وكنت أتعلم منه دائما الحلم ومناصرة الآخرين وحين سمعت خبر دفن جثمانه سرا تحسرت كثيرا لكوني قد حُرمت من الوداع الأخير له..، ويعيد التاريخ نفسه جرما وظلما وألما وحسرة.
مما لا يشك فيه أن دفن جثث الشهداء سرا في مكان وزمن مجهولين ودون حضورنا عوائل الشهداء وحتى دون حضور واطلاع ممثل الأمم المتحدة في العراق والذي تسلم رسميا ومباشرا جثامينهم يوم 2 أيلول، يأتي دفنهم سرا بهدف ازالة كل الأدلة وآثار الجريمة بغية افلات الجناة القتلة من المحاكمة والمعاقبة على الجريمة ضد الانسانية وهذا دليل دامغ على المسؤولية الكاملة التي تتحملها حكومة العراق حول المجزرة في أشرف.
لقد كان هؤلاء الشهداء محميين وفقا لإتفاقية جنيف الرابعة ومعترف بهم كطالبي اللجوء من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبطاقات الحماية الخاصة بهم مازالت بيدنا.، ورغم أن الجثث كانت قد سُلّمت رسميا لبعثة اليونامي ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق، اقترف عملاء النظام جريمة أخرى بأساليبهم الوضيعة وبأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء وما من أحد يمانعهم دفن أعزائنا سرا ولم يوقروا دينا ولا عقيدة ولا قانونا وضعيا.
ولا علم لنا اليوم بمكان دفنهم ولا بمن اقترف هذه الجريمة ويا ترى هل هناك من يقول لنا ان بمقدورنا احياء ذكرى أعزائنا هنا او هناك هل هناك من يرشدنا الى كومة تراب يكونوا تحتها لنجدد الميثاق والعهد معهم!..
نعم لقد حرّمونا من فرصة الوداع الأخيرة وهذه هي طريقة الملالي الذين ينحني أمامهم أصحاب رؤية المساومة والتباطؤ ليمدحوهم وهم يدفنون جثث ضحاياهم في أماكن مجهولة!
واختم بسؤال للاحرار من علماء الدين والقانون (هل من الدين دفن الموتى سرا وقمعا.. هل في الاسلام امر بذلك او دعوة) وهل تقبل القوانين والقيم الانسانية..، اما نحن فلا زالت لنا عقيدة صادقة ومتينة وحية فينا القيم والقوانين الجميلة ما حيينا.
* احدى سكان ليبرتي

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.