أيهما أفضل عند الله ؟ , أن يرسل لنا رجالُ الدين والإفتاءِ وعلماء الدين إلى سوريا والعراق بمعلمين وأساتذة ومهندسين وأطباء أم أن يرسلوا إلى سوريا والعراق انتحاريين يهدمون المدارس والمستشفيات وصروح العلم والثقافة؟ ويحاربون الحوار والنقاش وأساليب التقارب في وجهات النظر؟لماذا هؤلاء المتدينين يرسلون لنا بالمتفجرات وبالأسلحة؟, لماذا هؤلاء المتدينين يهدمون ويطخون بكل الاتجاهات؟ لماذا يتسببون لنا بنزيف الدماء؟ أيهما أفضل أن يرسلوا لنا بمن يتسبب بنزيف دمائنا أم أن يرسلوا لنا بالدم إلى بنوك الدم لكل محتاج؟ أيهما أفضل عند الله؟ أن يفجر الانتحاريين أنفسهم أم أن يتبرعوا بأعضائهم الجسدية للمرضى؟ لمن يحتاج كلى؟ ولمن يحتاج قرنية؟ لماذا يدمرون حياتنا؟ أيهما أفضل عند الله؟ أن يرسل لنا شيوخ الدين بمن يهدم رياض الأطفال ولمن يقتل آباء وأمهات الأطفال أم أن يبنوا لهؤلاء الأطفال المدارس ورياض الأطفال وأماكن للعب مثل بناء الحدائق ومكتبات الأطفال؟.
لقد تعبنا من رسل الحرب والدمار, على مدى التاريخ كله لم يأتنا رسول واحد يدعو إلى المحبة وإلى السلام, لم يأتنا رسول واحد بيده قلم ودفتر وعلبة ألوان, لم يأتنا إلا رسلٌ متعطشون لسفك الدماء, ورُسل الرسُل وخلفاء الرُسل كلهم متعطشون لسفك الدماء, والدماء عندنا تسيل في كل مكان, هنالك بقعة دم صغيرة وهنالك بقعة دم كبيرة,وهذا مكان لا يصلح إلا للذبح وذاك مكانٌ لا يصلح إلا للحرب, كل الأماكن التي مررت فيها لم أشتم من أي واحدة منها رائحة الكالونيا, لم اشتم العطر الباريسي, لم أر الحرية, لم أسمع في بلدي عن رجل دين يحب لغة الحوار وتقريب المسافات, لم أسمع في بلدي عن شيخ واحد يحب أن يرى ويسمع الرأي الآخر, نريد رسلا للسلام, نريد رسلا يبنون لنا المستشفيات, نريد رسلا يشفون المرضى, نريد رسلا لا يحملون المشارط والسيوف والسكاكين, نريد رُسِلَ بناء ولا نريد رسل حرب, سئمنا من أصوات المفرقعات والمتفجرات وصليات الرشاشات, نريد رسلا يحملون معهم الورود والزهور والعطر والرياحين, نريد رسلا يقفون معنا في علاج المشاكل التي تتعلق بحماية النظام البيئي من حولنا, نريد رسلا يرفعون من مستوى التعليم ويتغلبون بمهاراتهم على صعوبات التعلم والتعليم, نريد رسلا يفتحون الشوارع والعقول, نريد رسلا يحملون معهم الحمائم والعصافير, لا نريد لا قنابل ولا رشاشات ولا صواريخ, لا نريد لا طائرات ولا دبابات, نريد وسائل نقل حديثة وسريعة تنقلنا من مدرسة إلى مدرسة ومن جامعة إلى جامعة, نريد سفراء للسلام على نهج القس المرحوم(إيميل حداد) نريد سفراء يوزعون الفرح على النوافذ والشبابيك والأبواب, نريد حفلات علمية, نريد أطباء يشفون من كل داء, نريد أن ترسلوا لنا بمن يطور العقاقير, نريد رسلا يطورون المستشفيات, لا نريد منكم أن ترسلوا لنا برسل القتل والدمار والعذاب, شبعنا من مناظر الخراب والدمار.
لماذا …ومنذ وعينا على هذه الحياة ونحن لا نشاهد إلا رسل الحروب والدمار؟ لماذا مدننا بيئة مناسبة للفقر وللخراب؟لماذا نحن متعبون من كثرة الفقر ومن كثرة المصائب؟لماذا لا نشاهد في بلداننا مؤسسات المجتمع المدنية؟لماذا لا نشاهد إلا المتعصبين والمتشددين دينيا واجتماعيا؟ لماذا غيرنا ينعم بالحياة الهانئة؟ لماذا منذ 1400 سنة والله يسلط علينا القتل والتعذيب والسحل بالشوارع؟ لماذا يرسل الله لنا رسلا لا يجيدون لا القراءة ولا الكتابة؟ لماذا رسلنا متخلفون اجتماعيا وثقافيا وعقائديا؟ لماذا لا نمشي بالشوارع بكل أمان؟ لماذا رسلنا لا يفقهون لا في الحب ولا في الرومانسية؟ لماذا لا يرسل الله لنا إلا رسلا مرضى نفسيا؟ رسلٌ كل همهم أن يقتلوا المخالفين لهم فكريا ودينيا؟ لماذا رسلنا لا يفقهون إلا في الحروب ولا يجيدون البناء ولا يتقنون سياسة الحوار ولا يتقبلون الرأي الآخر.
مواضيع ذات صلة: رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)