مؤيد ناجي
لا أعرف اليوم، أنا الذي وُصمتُ من قبل ممثلي السلطة الحالية في العراق ومنك أيضا، بأنني من الطائفة التي حكمت العراق، كيف افسر تعرضي للتعذيب في اقبية امن النظام السابق من جلاد لا ينتمي لطائفتي انما للطائفة المظلومة، هل كان جسدي هو الذي يسوط مقرعته؟
أبي، عائلتي و أنا و آلافٌ مثلنا عارضنا كل أنظمة الحكم في العراق تقريبا منذ تأسيس الدولة العراقية و كان أشدها وقعاً و هولاً علينا النظام السابق و لم نحفل بالادعاءات، إي طائفة مثلت طالما رأينا، صواباً أو تطرفاً، أنها ظالمة و غير عادلة، عدا إننا لم نرَ أن حكماً في العالم يمكن أن يمثل طائفة ما، فلم ننخدع، إنما أسسنا على ذلك، أن طبيعة أنظمة الحكم تكون: ديمقراطية أو ديكتاتورية، جمهورية أو ملكية، دستورية أو بدون دستور، عسكرية أو مدنية، ظالمة أو عادلة… الخ، و لكن لا توجد أنظمة حكم سنية و أخرى شيعية، حتى لو كان الذي يحكم سنيا أو شيعيا، انه إنما تكييف رجال الدين لأشكال السلطات من اجل عزلك عن إطارك الوطني و تأمين ولائك.
و كما فعلتُ أنا و عائلتي و ألوف ممن عرفتهم و انتمينا للوطن المتعدد الأعراق و الأديان و الطوائف، و أدنّا الظلم و القهر أياً كان مصدره، توقعتك أن تفعلَ الشيءَ نفسه.
فما هي الصورة التي وجدتك عليها بعد عام 2003 ؟
وجدتُ أنك قد أدنتَ النظام السابق، بسبب ما ادعيته سبباً، دمويته و تقريبه للجهلة من أبناء العمومة و الأخوال و الفساد و الانهماك في المغامرات العسكرية و الحروب الداخلية من اجل البقاء في السلطة، و شاركتُك أنا في ذلك، و لكنك اليوم، و منذ عام 2003، تدافع أو تسكت عن كل الجرائم التي تُرتكب في العراق من قبل أجهزة الأمن من اغتصابٍ للأعراض و إطلاق النار على متظاهرين مسالمين، و تزييفٍ للقضاء و تقريبٍ للأقارب و الفاسدين و الجهلة و الأميين و شن حروب داخلية على العديد من الجبهات و تزييف إرادة الناخب و استخدام أجهزة الدولة لإعادة انتخاب المرغوب فيهم و السيطرة على وسائل الإعلام و إسكاتها من أجل نفس الهدف، أي البقاء في السلطة. و ها أنا أرى أوضح مما كنت أرى، أرى انك إذن لم تكن تعارض ظلم النظام السابق و إنما ما ترى أنه انتماءه الطائفي، بدليل أنك تبرر ظلما آخر بديلا.
أمسِ كنت تدين حزب البعث في العراق، اليوم تدافع عن بعث سوريا. الأول كان يحكم بطريقة احتكار السلطة عن طريق حكم الحزب الواحد، الثاني يفعل الشيء نفسه. الأول اختزل انفراد الحزب بالسلطة إلى انفراد الزعيم الأوحد الفرد بها، الثاني في سوريا فعل الشيء نفسه و زاد عليه، انه أورث ابنَ الديكتاتور السلطةَ بعد أن عدّل الدستور حسب مقاسه. الأول أقام جبهةً “وطنية” لتحييد الأحزاب و إسكاتها و مارس ظلمه على عموم الشعب، الثاني فعل الشيء نفسه. الأول سمى رأس النظام أباً قائدا، الثاني فعل الشيء نفسه. الأول نكّل برفاق السلاح من أعضاء الحزب الحاكم و من قيادته مثل محمد عايش و ناظم كزار و عدنان الحمداني و فؤاد ألركابي و غانم عبد الجليل و محمد محجوب و مرتضى ألحديثي و غيرهم، الثاني نكل بأعضاء الحزب المخالفين و بأعضاء قيادته مثل: يوسف زعين، صلاح جديد، نور الدين الاتاسي،إبراهيم ماخوس، محمد عيد عشاوي، عادل نعيسة…الخ. الأول تاجر بالقضية الفلسطينية، شق الصف الفلسطيني و لم يقم بشيء يذكر في سبيلها، الثاني تاجر بنفس القضية و شق الصف الفلسطيني و دعا المقاومة الفلسطينية إلى الصمود و مقاومة المحتل بينما لم يقم بأي جهد منذ ما يقارب نصف قرن لتحرير أراضيه إنما استعملها حجة لقمع المعارضين باعتبار أنهم يقفون في طريق سوريا “الصمود”.
أدنتَ قمع شعب العراق من قبل النظام السابق، لكنك لم تدن قمع الشعب السوري و مصادرة حريته في اختيار قيادته، شهّرت بقيادة العراق و حرضت عليها لأنها سعت إلى امتلاك أسلحة دمار شامل و لكنك لم تُدِن سوريا و إيران لنفس المسعى بل و دافعت عن امتلاكهما أسلحة دمار شامل باعتبارها حقا مشروعا.
أدنتَ روسيا لأنها دعمت النظام السابق في العراق و مكنته من شعبه و اليوم تشيد بنفس من دعم النظام السابق، و لكن ذاك الذي يدعم نظام سوريا و إيران.
حسب معيارك فإن الشيعة أكثرية في العراق و في البحرين و يجب أن يحكموا و لكنك غير معني بالأكثرية في سوريا.
تقول: إن سبب الحرب الأهلية في سوريا هو الإرهاب و دخول مقاتلين أجانب إليها؟ إنك تقلب النتيجة سببا! دخول المقاتلين الأجانب سببه تعنت النظام و تمسكه بالسلطة و لجوئه للعنف لقمع متظاهرين مسالمين.
سببُ الحرب هناك هو احتكار السلطة من قبل أبٍ و ابنه لما يقارب الخمسين سنة و منع كل شكل من أشكال الاحتجاج و قمع الحريات العامة و احتكار أعضاء الحزب للوظائف العامة و الامتيازات و كل ما يقوم في سوريا من عنف إنما يترتب على ذلك.
تقول : نحن لسنا مع بشار و لكن البديل سيء. خمسون عاما لم يتم فيها بناء بديل أو شريك حتى و لو من بين صفوف حزب البعث نفسه أو بين الأحزاب الحليفة له!؟
لا أدعوك لدعم البديل و لا أقول لك دافع عن المسلحين السوريين الذين يقاومون النظام، بل ادعوك الى ادانة النظام و ادانة جهازه القمعي الذي تسلط على رقاب الشعب عقودا.
تقول أن البديل عن نظام الحكم الحالي هو القاعدة و الإسلاميون الذين سيقتلون الناس. أقول: و لكن النظام السوري يقتل الناس أيضا، هل تدعم قتلا قائما درءاً لقتل محتمل؟
غيّب النظام السابق في العراق المجتمع المدني و نكّل بالقوى الحية الراغبة بإنقاذ العراق حتى اللحظة الأخيرة قبل سقوطه و مكّن بذلك القوى المدعومة من الخارج بما هي عليه من جهل و تخلف و تعصب قومي و طائفي من الاستيلاء على ناصية السلطة في العراق و دفع النظامُ السابق و رأسُه العراقَ إلى بديلٍ مدمر إرضاء لعقدة سادية. “أنا أو الدمار المطلق”! آل الأسد فعلوا الشيء نفسه، أجهزوا على مخالفيهم حتى من داخل حزب البعث من القادة المخلصين و المسالمين، فيما حولوا القوى المتحالفة معهم إلى كومبارس تافه، لا حل و لا ربط.
تقول: نحن الطائفة المظلومة؟ كيف تفسر لي إذن أن الاغلبية الساحقة من أعضاء حزب البعث في العراق كانوا من الطائفة المظلومة. و كيف أن منها خيرة مؤسسيه، و كيف كان منها أفضل رجال أمنه الذين ساموا الناس قتلا و تعذيبا، و كيف كان منها مسئولان لقصر النهاية في استيلائين على السلطة عام 63 و 68؟
كان من الطائفة المظلومة أكثر من تغنى بالنظام السابق في العراق من الشعراء، من الشعراء الشعبيين، من كاتبي الأغاني، من المغنين الذين تغنوا بمذبحة القادسية التي أكلت الأخضر و اليابس، كتاب الصحف، رؤساء تحريرها، الفنانين التشكيليين، مدراء قاعات العرض، كل المؤسسة الثقافية تقريبا، كل هؤلاء غنوا للقائد و رسموا له الصور و دبجوا له المقالات التي تسبح بفضله.
هل تريد أسماءهم؟
في جعبتي الكثير من الأسماء الدامغة و لكنك قطعا لست بحاجة إليها لأنك تعرفها أفضل مني!
و إذا ما جاريناك على ما تريد و قلنا أن الطائفة كانت مظلومة، فها هي قد وصلت إلى الحكم فما الذي فعلته لكي ترفع الظلم عن ابناءها قبل أن ترفعه عن الآخرين؟ أين هي الخدمات التي استطاعت توفيرها أكثر الدول فقرا ؟ إلا تجد أن الخدمات في العراق تخجل من ترديها أسوأ أنظمة الحكم في العالم و أكثرها فسادا؟ ألا يوجد بين الطائفة المظلومة، التي انتظرت طويلا حتى حكمت كما ترى، أناس شرفاء أكفاء؟
بالتأكيد هناك الكثير منهم، و لكنهم هم الآخرون مقصون مبعدون محاربون دون اكتراث لكونهم منتمين لنفس الطائفة و عندك في قضية البنك المركز و سنان الشبيبي خير مثال. إن الوقائع تفند فكر الطائفة، فحتى ابنها الشريف محارب مقصي لأنه لا يشارك في حفلات الفساد التي أزكمت الأنوف.
في سنوات الحكم السابق خرجت مع أصدقاء لي مشاركين في المواكب الحسينية. لم أكن من الطائفة، بل أزيدك إنني كنت و لا أزال علمانيا. كنت اعتبرتها في حينها كرنفالا يمثل فئة تشعر بالظلم و سوف تعمل على إزالة ما حاق بها و بغيرها منه، فتؤسس لمجتمع عادل. كم أجد نفسي اليوم على خطأ. لم يكن الأمر سوى خداع كرّسه، لسنوات طويلة، رجال الدين عن “المظلومية” من اجل حلب فقراء الطائفة و لم تكن تلك الشعائر تحمل أية قيمة تحريرية لا للطائفة و لا غيرها، بل أجدها اليوم تحمل مضمونا تضليليا ظلاميا مخادعا. لقد أفقتُ من هذا الوهم منذ اللحظات الأولى التي أتيحت فيها لـ “ممثلي” الطائفة أن يحكموا و أن اسمع طروحات من اعتبروا انفسهم منصفين، و منهم من كان حتى الأمس القريب رفيقا لنا في الفكر. فمتى تفيق من أوهامك من اجل الوطن و تعود الى ما هو علمي و موضوعي وهو أن الظالم من الممكن أن يكون ابن طائفتي كما أن العادل من الممكن أن يكون أبنا للطائفة الأخرى أو الديانة الأخرى؟
أوجه سؤالي إليك: لماذا تهمك السلطة و هل هي هدف أم أداة؟ إذا كنتَ ترى أن عودة السلطة إليك هي عودة حق مغتصب، ها إنها عادت إليك، فهل يكفي ذلك لكي ينتهي كل شيء، لكي يتوقف التاريخ عند هذه اللحظة؟ أليست السلطة أداة لتحقيق الاهداف؟ ما هي الاهداف التي حققتها بتوليك السلطة منذ عقد، لنقل على الأقل لمصلحة الطائفة؟
أنت تقول انك ذو حق تاريخي في السلطة لأنك أقصيت منها منذ قرون، و رغم اختلافي معك في هذا، فلن أجادلك إنما أقول لك خذ السلطة كلها و لكن إعطني من يحكمني على أساس المواطنة و ليس على أساس الطائفة، إعطني من يصرف أموال الشعب بالعدل و النزاهة، إعطني من يوفر للشعب الخدمات المتاحة لأفقر البلدان الاخرى، إعطني من يحارب الفساد، من يعامل الناس و يمنحهم المراكز و الوظائف على اساس الكفاءة.
إذا كنت تهتدي بإيران كمثالٍ ملهمٍ دون الإمارات و قطر و البحرين و جميع دول الغرب، أقول لك: هذا من حقك! فالإيرانيون أيضا يبنون بلدهم و يحرصون على ساعات العمل و يعملون جهدهم لمحاربة الفساد، فما هو وجه الاقتداء بإيران، إذا كانت أيامنا تصرف في مواكب الحزن و البكاء المدعومة من ميزانية الدولة فيما المواطن بحاجة الى الغذاء و الدواء و السكن، فهل تقوم إيران بذلك؟
عملت الدعاية الطائفية على تصوير القاعدة و تفرعاتها حركةً تمثل السنة و شاع بين كتاب و مثقفين تعبير الارهاب السني. انت تبنيت للاسف هذا الترحيل الطائفي و وصمت طائفة بالارهاب و سكت عن عقوبات جماعية حلت عليهم في كل مكان و حيثما وجدوا في بلدنا. فحين تتنقل بين قراهم و مدنهم ستجد انهم يحسدون الفلسطينيين في غزة و الاراضي المحتلة لما يشاهدوه كل يوم من سوء المعاملة و الاهانات و الاذلال و التأخير في نقاط التفتيش التي تسيطر عليها قوى امن طائفية بمعنى الكلمة تريد ان تعاقب طائفة بكاملها. و قد دفع ثمنا لهذا نساء و اطفال و شيوخ لم يستطيعوا أن يصلوا الى المستشفى في الوقت المناسب.
مارست القاعدة اشد انواع القتل فتكا بالسنة ايضا، و رغم انني لست ممن يعدون الضحايا لكي ادخل في مباراة للجواب على السؤال ممن قتلت القاعدة اكثر، أجد ان منظمة القاعدة و المنظمات الارهابية قد قتلت من السنة عشرات او مئات الالوف.
بل وصل الامر الى ان الكثير من الضحايا الذين عرفتهم شخصيا، قد هربوا من تهديدات القاعدة إلى مناطق أخرى حيث لديهم اقارب فواجهتهم الميليشيات المشاركة في العملية السياسية و قتلتهم.
لا ادري كيف تسم السنة بالارهابيين و تسكت على معاملتهم معاملة المشبوهين في الوقت الذي يظهر قائد ميلشيا شيعية معروفة يتحدث في التلفزيون على اعمال القتل التي قام بها مفتخرا بانه معروف باسم القاتل الصامت.
كيف تسمي قيام هذه الميليشيا بعمليات تطهير عرقي في المحافظات المختلطة انتهت بقتل المئات منهم بعد رفضهم اخلاء بيوتهم و مزارعهم؟
و كيف تسمي هذه الميليشيا التي سمحت لنفسها أن تحل محل الدولة و مارست عملا عسكريا معلنا دون مواربة ضد دولة جارة؟
تقول إن السنة تكفيريون!
نعم متطرفو السنة تكفيريون لا شك في ذلك، و لكنهم خصومنا، أدناهم و ناصبونا كما ناصبناهم العداء، و لكن تتماهي مع تكفيريي الشيعة أو أك ترى أن لا تكفيريين فيها؟
سأسمي لك حالتين فقط من بين العديد من فتاوى التكفير التي صدرت عن مراجع شيعية.
ماذا تسمي اشهر فتوى تكفيرية بحق الشيوعيين اصدرها السيد الحكيم ممهدا لحمام الدم في عام 1963 الذي راح ضحية لها الآلاف من الناس الشرفاء و الكثير منهم من ابناء الطائفة نفسها؟
نعم هناك من يحاول ان يمسح هذه الحقيقة من تاريخنا بعد ان والف بين الماركسية و الطائفة و لكن ذاكرة التاريخ لا ترحم. ففي سؤال وجه الى احد رجال الدين قبل سنوات قليلة عن هذه الفتوى و فيما اذا بَطُلت الآن، قال: “الفتوى لا تزال قائمة، و الفتوى لا تزول الا بفتوى تلغيها و هذا ما لم يحصل”.
الفتوى اذن قائمة و ستُفعّل في أي وقت يجده الساهرون على شؤون الطائفة مناسبا!
من الذي اصدر اشهر فتوى تكفير و قتل بحق كاتب عالمي و ارغمه على الاختفاء لعقود؟
انه السيد الخميني الذي اصدر فتوى تكفيرية بحق الكاتب سلمان رشدي بسبب كتاب. كتاب كان المسلمون يكتبون ما هو اكثر منه جرأة في نقد الدين في عصور ازدهارهم.
انك ترفض ان تصاحبني فيما خلصت اليه: هو ان التطرف الاسلامي تكفيري بالضرورة كائنا ما كان مذهبه، ترفض ان تصاحبني فيما خلصت اليه و هو أن قتل الناس مارسته القاعدة ضد السنة و الشيعة على حد سواء و من السخف ان نسأل على أي طرف يقع العدد الأكبر من الضحايا. ترفض ان تصاحبني في أن للشيعة ارهابيوها و قتلتها على الهوية. نعم أنا أقول أن هؤلاء لا يمثلون الشيعة كما و لكني اقول ايضا ما ترفضه هو أن القاعدة لا تمثل السنة و لا يحق لي كما لا يحق لك أن نصم طائفة بالارهاب بناء على سلوك منظمات ارهابية قليلة العدد اذا ما قيست بالناس الطيبين الذين يودون العيش بسلام مع بعضهم الاخر.
لقد كان هدف القتل و لا يزال اقناعنا باستحالة التعايش المشترك، و انت تعرف من المستفيد عندئذن من وجود كيانين سني و شيعي، و بدلا ان تسعى مثلي الى مقاربات لايقاف حمام الدم و عزل المتطرفين، تحتضن متطرفي طائفتك معتبرا اياها ابطالا.
انتظرت طويلا لأراك ترمي من على كاهلك الطائفة و ترى أن القيمة الحقيقية هي للانسان و ان علينا ان ننتصر له كائنا ما كان دينه، طائفته أو مذهبه السياسي و لكنك بقيت تراوح متمسكا بأن رجال الدين في خانتكم مختلفون و اقترحت لهم دورا في الحياة السياسية و ضربت عرض الحائط بكل شعارات العلمانية التي قادت بلدانا الى التحضر و وفرت للدين و للطائفة افضل اجواء العبادة و الايمان.
بهذا لن تنقذ الوطن من الضياع لا و لا حتى الطائفة.
المصدر ايلاف