إستقلال كردستان قدر وليس خيار … وَلَكِن

kurdcemetryالمقدّمة

مقولة الثور الأسود { أكلنا يوم أكل الثور ألأبيض } هى البوصلة الوحيدة التي على قادة الكورد المخلصين إعتمادها ، خاصة وأن الكثير من ثيران الكورد لازالت تنحر في الشرق والغرب والشمال والجنوب ، وكما هو معلوم من الاستحالة على رجل واحد طرح ثور أرضاً لينحره من دون ربطه من رأسه وقدميه ، وما نراه في أفلام رعاة البقر فتلك عجول وأبقار وليست ثيران أعزها ألله بالكرم والدلال ؟

المدخل

إن حق تقرير مصير الكورد والأقليات المتأخية والمتعايشة معهم أصبح اليوم قدراً لا مفر منه في ظل ألأوضاع الدامية التي تجتاح المنطقة ، والمنتظر القادم لإيران وتركيا هو الجحيم بعينه بعد التأم جروح العراق وسوريا بعض الشيء ، وما إستدارة السيد أردوغان المفاجئة إلا لإستدراك الموقف ومنع خروج المارد الكوردي من قمقمه ، حيث أن أدرك أن زمن العنتريات الفارغة وإرتداء عباءة الدين قد ولى زمانها كما ولى زمن الحُمَير للإستخدام لابل أتت الرياح بما لاتشتهيه سفنه وكل سفن المسلمين ، فهو بهذه الاستدارة يكون قد أجلت دخول تركيا جحيم المنطقة لما بعد السعودية أو إيران ولكنه لن يمنعه ألا أذا إقتنع أن للشعوب اليوم حق وصوت يموت هو ولايموت ؟

أما البوم القابعة في قم وطهران فالعد التنازلي لنهايتهم قد بدأ وسيخسرون العراق وسورية واليمن وحتى إيران لأنه بكل بساطة في عالم اليوم لايصح ألا الصح ، ولا بد أن تتحقق نبؤة الشاه الراحل إن عاجلاً أو أجلاً خاصة بعد أنقلاع حليفهم الخفي أوباما { سياتي اليوم الذي لن ينجو فيه رجال الدين في إيران بفروة رؤوسهم } وسيكون قتلهم بيد شعبهم عمل شعبي كما يقول العراقيين ؟

الموضوع

١: ما بين صعود الكورد للقمة بالاستقلال في كردستان الكبرى أو الهبوط لقعر الهاوية شعرة معاوية ، وهذه الشعرة هى بيد حزب العمال الكوردستاني وليس بيد حزب السيد البرزاني لأسباب عديدة لايمكن البوح بها تتعلق بكلا الحزبين ؟

فقرار إستقلال جنوب كوردستان لابل حتى الاستفتاء عليه من الاستحالة إتخاذه في ظل الأوضاع الحالية للإقليم وقد بينا ذالك في مقالات سابقة ، فمن دون ضوء أخضر من العم سام يبقى الامر كله مجرد إشاعات وكلام ، والمشكلة أن السيد أوباما ليس من أولاد العم سام وهى الحقيقة التي أدركها معظم قادة المنطقة والعالم والكورد منهم أخيراً ، فهذا الرجل بالاضافة إلى إفتقداده إلى الحنكة والجرأة التي لدى الأمريكيين فهو غير مخلص لقيم ومبادئ الغرب وأمريكا ولي الثقة أن مصيره الأسود لن يسر الكثيرين ؟

٢: هل تاريخ الكورد والمنطقة بعد الغزو الاسلامي كان نظيفاً من الفرمانات والاجرام والإعدامات رغم إسلامهم ، قراء التاريخ المنصفين وحدهم يدركون الحقيقة ؟

٣: حقيقة لا يختلف عليها أثنان وهى أن وقوع جغرافية الكورد في وسط مثلث الموت {العربي الفارسي التركي} كان كافياً ليس لمنعهم من ألإستقلال فقط بل ولمجرد التفكير فيه ، وهذا الذي لازلنا نلمسه ونراه بدليل التهديدات التي يسوقها أطراف مثلث الموت الثلاث وهى حقيقية وليست هلوسات سياسية ، وما زاد الطين بلة في قضية الكورد هذه هى سماحهم بإستمرار تغلغل فكر الدواعش الأوائل العفن (الغزاة المسلمين) بين الكورد لليوم رغم تحرر العديد من الدول العربية والإسلامية منه ، حتى أنه قد صير بعض الكورد أشد إجراماً بحق أهلهم من الدواعش أنفسهم وتعصباً لهذا الدين رغم علمهم أن إسلامهم هذا لن يَشْفَع فيهم عندما يجد الجد ؟

والدليل ألاخر أن تجار الدين الأذكياء من القوميات الثلاث قد جعلوا من الكورد وغيرهم مطايا ومرتزقة لهم في إنشاء دولهم وإمبراطورياتهم على حساب دمائهم وإستقلالهم ، وهذا مافعله صلاح الدين الايوبي حيث أعاد إحياء دولة الاعراب من جديد بعد أن كادت تنقرض غير مأسوف عليها ، والمؤسف أن أمثاله في التاريخ الكوردي الحديث كثيرون سواء كانو علماء دين أو قادة سياسيين وحتى مفكرين ؟

{فعجبي من أمة لازالت تحن لذُل طغاتها وسياط جلاديها} والمصيبة ألاكبر أنه لازال لليوم الكثير من الكورد يضحك عليهم بإسم ألله والدين ، الدين الذي لم يكتفي غزاته بهتك عرضهم وأرضهم بل مسخوا أيضاً تاريخهم وقيمهم وأخلاقهم وعقولهم .

واليوم خير من يجسد حقيقة دين واخلاق أولائك الغزاة الأوائل هم أحفادهم الدواعش ، الذين رأينا رؤى العين ولمسنا لمس اليد مدى سفالة وحقارة أخلاقهم ، فهـم بالحقيقة نسخة حية من همجية وبربرية أسلافهم الغزاة ، وإذا لم تصدقوني عود الى أخلاق غازي مصر ألأول بن العاص وغازي العراق ألأول بن الوليد وغيرهم كثيرون جداً كانو بمثل حقارتهم وسفالتهم أو بالأحرى عودة إلى أخلاق سيدهم وقدوتهم نفسه محمد بن أبيه ؟

٤: الحقيقة المؤلمة الاخرى هى أن العلة ليست في أصحاب مثلث الموت الذين جعلو من الدين حصان طروادة لإستعمارنا وإستحمارنا كما تستحمر إيران اليوم شيعة العراق وسوريا ولبنان واليمن وتركيا ودول الخليج سنة العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول المتخلفة بل العلة في سكان العراق انفسهم والكورد منهم ، فهم الذين سمحوا لهم بذالك طيلة 1437 عام من الإسلام لأسباب شتى نوجز منها إثنان :

أ: سذاجة وطيبة غالبية الكورد { والساذج ليس شرطاً أن يكون طيباً } .

ب: توافق طباع وميول بعض الكورد مع طباع وميول هؤلاء الغزاة وفكرهم العفن كغيرهم من الملل والنحل والقوميات ؟

٥: هل يستطيع الكورد اليوم تحقيق إستقلال ولو ركن واحد من أركان هذا المثلث من دون كسر أو تهشيم أضلاعه ، لتأمين ولو منفذ واحد يطلون منه على العالم الخارجي بحرية وسلاسة ؟

الجواب نعم ولا ، وهذه ليست حزورة بل معادلة جبرية يفهما فقط الساسة الشطار في الحسابات الدوليّة لأن الامر ليس متعلقاً فقط بأضلاع المثلث هذا وزواياه بل بما تريده القوى الكبرى منا وهذا مربط الفرس وهو الأهم والاخطر ، وزمن الإجابة بنعم أو لا يحدده زمن السؤال والمكان ؟

٦: لذا فالتغني بإستقلال في ظل الأوضاع المزرية التي يمر بها الإقليم (وأخطرها الأمنية والاقتصادية) ماهو إلا ذَر رماد في العيون ، فقرار إستقلال جنوب العراق يعني الحرب مع بغداد وهذا ما لا ترتضيه لا إيران ولا حتى تركيا ، وما يجري من إعلانات حول الاستفتاء ماهى إلا هلوسات للاستهلاك المحلي رغم يقيني أن السيد البرزاني صادق في سعيه لاحباً بشعبه بل ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه وليخلده ، لان فاقد الشيء لا يعطيه ، فشتان مابين التمني والحقيقة والواقع ؟

٧: إن إستقلال شمال كوردستان هو أقرب للتحقيق من جنوبه رغم الآلة العسكرية التركية الضخمة والسبب لوجود عقيدة قتالية حقيقية لدى الثوار الكورد في الشمال متجسدة على أرض الواقع ولوجود رؤية سياسة ثابة توازيها وتجاريها ومن ثم ليس لديهم المناصب والكراسي والمليارات ليخسروها ؟

فقضائهم على السياحة في تركياً سيعرض الدولة التركية والجيش للخطر ، مما يجعل قدرة الطرفين على المناورة والحرب الطويلة مستحيلة ، خاصة وأن حروب الجيل القادم لا تقوى عليها حتى الدول العظمى رغم إمكانياتها الكثيرة ، لانها ستكون حروب السيارات المفخخة والمفخخات والانتحاريين لرد الصاع على الدولة والجيش صاعين ؟

فمثلاً في الحرب العالمية الثانية قامت الويلات المتحدة بتجميع أكثر من مئة الف ياباني في ساحات وملاعب ومعسكرات لتأمن شرهم وأجبرت الكثيرين لخدمتهم بالمعلومات فكيف إذا كان عدوهم بينهم وبالملايين لابل وبهم محاطين ؟

وأخيراً …؟

إن إستقلال جنوب كوردستان تقرره ساحات القتال الملتهبة في تركيا وأيران وسورية ومن ثم السياسة الدولية ، فمن دون ضوء أخضر واضح من العم سام يبقى كل العزف مجرد كلام ، وهذا الضوء يجب أن يفهمه قادة الكورد أنه ليس منة أو فضلاً أو بالمجان ، فالغرب ليس لديه تكيات أو حسينيات توزع الخيرات والطعام مجاناً بل مصالح وقواعد وأرتباطات ، فهل لدى قادة الكورد في جنوب كوردستان مايقدمونه ثمناً لهذا ألإستقلال ؟

والغرب اليوم مستعد أكثر من أي وقت مضى لتحقيق هذا الحلم ولكن ليس في ظل وجود قادة ومسؤولين وتجار دين فاسدين ومنافقين ولا نقول خونة ومرتزقة مأجورين ، فمن يتاجرون بالأرض والعرض ويرهنون مستقبل شعبهم بيد المُلا أردوغان أو عصابات السعودية وقم طهران كيف تؤتمن نواياه في الميدان ، سلام ؟

سرسبيندار السندي

July / 1 1 /2016

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.