إرهابيون يعيشون معي

جارتي(أم عسجد) إرهابية تعلمت كيف تنجب الأطفال ولم تتعلم كيف تربي الأطفال,وزوجها (أبو عسجد) إرهابي من الطراز الأول,حصل على التعليم الجامعي ولم يحصل معه على أساليب التربية الحديثة والتدريس,وأولادهم:محمد ومحمود وعبد الكريم أيضا إرهابيون رغم أنهم متفوقون في الدراسة,والسبب أنهم مع تفوقهم لم يدرسوا أي مادة في التربية,وشيخ الحارة إرهابي لا يعلم ما هو علم التربية الحديثة وخصائص التربية,وعمال البلدية الذين ينقلون النفايات أيضا إرهابيون بالتواطؤ مع رئيس البلدية الإرهابي وسكرتيره الإرهابي المخيف, فكلهم تعلموا على القراءة والكتابة ولم يأخذوا درسا في علم الأخلاق,ومدير المدرسة الذي يدير المدرسة التي يتعلم فيها ابني أيضا إرهابي رغم أنه يحفظ الكثير من أرقام التلفونات غير أنه لم يحفظ طوال حياته كتابا واحدا في التربية وبينه وبين علم الأخلاق مثل ما بين السماء والأرض,وأبو(حسام) المقاول الكبير الذي عملت عنده لعدة سنوات أيضا هذا إرهابي كح رغم أنه يحمل شهادة نهاية المرحلة الثانوية ولكنه مثله مثل غيره يعتقد أن التربية من الممكن تعلمها في أي مرحلة من العمر, ذلك أن معظم الناس في حينا يعتقدون اعتقادات خاطئة عن التربية فكلهم يؤجلون التربية إلى مرحلة متقدمة من العمر ويتوجهون إلى التعليم والمعرفة,وهذه هي آفة مجتمعنا المتعصب والمتحجر,ورئيس قسم الشرطة في قريتنا إرهابي معتق حتى أنه لم يسمع بالتربية مطلقا ويعتقد أن الأم والأب هم من يربي الأطفال, في حين أن الشارع العام والتلفزيون يربون الأطفال ولكن تربيتهم ليا تحمل طابعا علميا بل معلوماتيا,وطالما أننا لا نحترم حرية الرأي والتعبير وحقنا في الحياة فهذا معناه أننا سنبقى طوال العمر غير متربين.

وجاري الثاني إرهابي خطير,أطر مما تتخيلونه أو تتوقعونه, فهو يتوعد الجميع بعذاب القبر وعذاب الآخرة ويتدخل في شئون الآخرين وفي أسلوب تربية الناس لأولادهم ويعادي كل الفنون ويدعي بأن الله لم يهد للصواب إلا المسلمين ويعتقد أنه من المستحيل أن تدخل اليهود أو النصارى الجنة,وعمي إرهابي مزدوج,يتعامل مع الجميع بثنائية قطبية حتى أن شخصيته ثنائية ويعتقد أنه الوحيد الذي يعرف الصح والخطأ وبنفس الوقت سلوكه مخالف لتعاليمه ولا يحترم لغة الحوار لأنه لم يتربى منذ الصغر على الحقوق الشخصية والمعنوية للفرد وعنده الإنسان بلا أهمية ولا يوجد للإنسان مكانٌ لديه, ولديه وسائل إرهابية في أسلوب حواره إذا أدار معك حوارا أو إذا دخل معك في مناقشة بدايته صاخبة مثل نهايتها ومستعد أن يعاديك طوال العمر إذا لم يكن رأيك مطابقا لرأيه.

,وأختي إرهابية بالتآمر مع زوجها الإرهابي العنصري…إلخ,وأمي إرهابية بالوراثة, وزوجتي إرهابية بالتطبع مع الإرهابيين القاطنين في حينا وحارتنا,ومستقبل أولادي أن يكونوا إرهابيين مثل غيرهم لأنهم لا يأخذون في المدرسة أي مادة عن التربية الحقيقية للطفل,وكل المحيطين بي من كل الجوانب إرهابيون بالتداول ما بينهم على أسلوب إدارة الإرهاب,وصاحب السوبر ماركت الذي أشتري يوميا من دكانه أيضا هذا إرهابي قمعي,وصاحب محل اللحوم المجمدة إرهابي مختل عقليا,وصديقي(سليم) إرهابي ثوري,وأبو سالم صاحب مول كبير إرهابي بالأصالة عن نفسه وعن كل الموظفين الذين يعملون عنده,وعز الدين صاحب مطعم الحمص والفلافل أيضا هذا إرهابي هو وموظف غسل الصحون الذي يعمل لديه من سنتين.

أنا أعيش في بيئة كلها إرهابيون,وأنا صاحب معجزة كبيرة كوني ما زلت أعيش مع هؤلاء وما زلت على قيد الحياة, فحياتي في خطرٍ دائم ودائما ما أرى الإرهاب والموت في عيوني التي سيأكلهما الدود إن عاجلا أم آجلا, كل البيئة التي أعيش فيها بيئة غير صحية تنقصها التربية العقلية السليمة, فكل هؤلاء يعتقدون أنهم متعلمون جدا غير أنهم جهلاء حتى هذه اللحظة لم يعرفوا ما معنى كلمة (تربية) فالتربية تأتي بالدرجة الأولى من حيث الأهمية قبل التعليم, لأن التعليم وتخزين المعلومات من الممكن أن يتعلمها أي فرد في أي مرحلة علمية حتى لو كانت بعد سن الخمسين أو الستين, أما بخصوص التربية فمن المستحيل أن نتعلمها بعد أن يتقدم فينا العمر,لأن التربية يجب أن تكون في أول العمر وليس في آخره, فبعد أن يتقدم العمر بالإنسان يصبح من المستحيل علينا أن نربيه, فقد فات الأوان وآن أوان التعليم, حشو الرأس بالمعلومات يجب أن يكون بعد مرحلة التربية, فنحن تنقصنا التربية, فكل المحيطين بي من كل الجوانب إرهابيون بالفطرة لأنهم لم يتلقوا أسلوب التربية منذ صغرهم, لذلك هم لا يعرفون أي وسيلة للحوار أو إشباع الحوار بالنغمات المتجددة التي تدفع الإنسان إلى قمة الذوق الأخلاقي العالي, كل أهلي غير متربين إلا على تعاليم البطش والبلطجة والضرب والتهديد لأنهم لم يتلقوا التربية الصحيحة لذلك نشئوا إرهابيون يهددون حياة غيرهم ووجودهم خطر على المثقفين والمتنورين ولا يمكن أن تجد من بينهم رجلا أو إنسانا سواء أكان رجلا أو امرأة لديه أسلوب لكيفية فتح الحوار وإغلاقه وإشباعه بالمصطلحات العلمية ولا يوجد من بينهم إنسانا يعرف قيمة الإنسان كإنسان ويتعامل معه بإنسانية, الكل هنا مضطهدون والكل يعاني وكلهم يقمعون بعضهم البعض,ولا يملكون وسيلة للحوار أو طريقة للحوار وللتفاهم, فأغلب مصطلحا تهم هي مصطلحات تهديد وقتل ووعد ووعيد, ولا يمكن أن تجد في حارتنا وفي قريتنا وفي مدينتنا وفي دولة إنسانا يفهم ما معنى أن تتبدل الأخلاق وتتغير حسب المؤشرات التي تعمل على تنوع الحياة وإغنائها بشتى الألوان الفكرية, إننا هتا هنا نعاني كثيرا من الظلم ومن الاضطهاد ومن سياسة التجويع التي تتخذ بحقنا كوننا نملك طريقة مدنية حديثة للتغيير وللتطوير.

التربية قبل التعليم, أما عندنا,التعليم يأتي أولا ومن ثم تأتي التربية بعد خمسين سنة من التعليم, لذلك نحن نفشل في أي أسلوب حواري,أو في أي منهج يهدف إلى احترام حرية الدين والعقيدة والمذهب, ذلك أننا لم نتلقى علم التربية منذ الصغر وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون الإرهاب والتطرف أسلوبا في الحياة بل وطريقة حياة جديدة يجبر فيها الزوج الزوجة على طاعته,وكذلك يجبر فيها الأب أبناءها عليها,ومدير المدرسة تقاعد من العمل ولم يقرئ في حياته كتابا واحدا عن أصول التربية أو علم التربية, المدارس والجامعات عندنا يبدءون بالتعليم وبحشو الرأس بالمعلومات,ولا ينتبهون إلى دروس التربية, لذلك بيئتنا غير صحية, فبعد أن يتقدم العمر بالإنسان إلى سن البلوغ أو على سن بداية البلوغ يصبح من الصعب تربيته لأن الذي(طبّع طبّع والذي ربع ربع) ولا يمكن أن نسوق الناس كالأغنام, فهذا مخالف لأبسط قواعد السلوك الأخلاقية ومنافي للمبدأ العالمي الذي ينادي بضرورة احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, ولا يمكن نشر ثقافة حقوق الإنسان في مجتمع تنقصه التربية.

التربية يا أصدقائي ثم التربية

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.