المقدمة
يقول المفكر السوري الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ، ما أشبه المستبد في نسبته إِلى رعيته بالوصي الخائن القوي الذي يتصرف في أموال الأيتام وأنفسهم كما يهوى ما داموا ضِعافاً قاصرين ؟
الموضوع
ويكمل ، فكما أنه ليس من صالح الوصي الفاسد أن يبلغ الأيتام رشدهم كذلك ليس من غرض الطاغي والمستبد أن تتنور وتتطور رعيته ، ولا يخفى على المستبد مهما كان غبياً أن لا إستعباد ولا إعتساف ولا إستخمار مالم تكن رعيته جاهلة أو حمقاء وعذاراً للقول هذا ولكنها الحقيقة ؟
فلولا جهل وغباء وطيبة شعوبنا لما وصلنا الى ما نحن عليه ألان ونحن في القرن ال 21 ، فلقد صدق الفيلسوف الاغريقي أفلاطون { إن الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء عدم إهتمامهم بشؤون الآخرين (العامة) هو أن يحكمهم الأشرار والسفهاء } ؟
فلو صير المستبد طيراً لكان خفاشاً يصطاد هوام العوام في دهاليز الظلام ، ولو وحشاً وحشاً لكان إبن آوى يتلقف دواجن الحواضر في دجى الليل وغفوة الأقوام ، ولكنه الإنسان يصيد عالِمَهُ جاهِلُهُ ؟
والسؤال لكل أصحاب الأحزاب الديمقراطية ودوّل القانون ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بالله عليكم إذا كان هذا سلوك حزبكم الديمقراطي في زمن الديمقراطية والخير والفيض فكيف سيكون سلوكه لو لم يكن ديمقراطياً في زمن أيام النحر والقهر والقيض ؟
وأخيراً يبقى السؤال … من نلوم ؟؟
هل نلوم أنفسنا أم نلوم ألاقدار والأيام التي حولت الكثير منا مع ألاسف إلى جحوش ومرتزقة ومسوخ وأقزام ، أم نلوم ساستنا ومعميمنا الَذِين أوصلونا للتهلكة وإلى الذبح كالبقر والنعاج والأغنام ، حتى صارت لافتات الشهداء تملى جدران مدننا وقرانا وفي كل مكان ، حتى زادت جحافل أراملنا والمفقودين والمهجرين في الوطن وخارجه والأيتام ، وكل هذا ويريدوننا أن نخرس ونصمت دون نقد أو كلام ، سلام ؟
سرسبيندار السندي
Oct / 17 / 2015