تأليف: ثِيسَارْ بَايِّيخُو *
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
أعرف رجلا كان ينام مستندا ذراعيه. و في أحد الأيام بتروهما له فبقي مستيقظا إلى الأبد.
*القصة في الأصل الإسباني:
Conozco a un hombre
Conozco a un hombre que dormía con sus brazos. Un día se los amputaron y quedó despierto para siempre.
*شاعر و كاتب و صحافي و مترجم بيروفي مشهور جدا. وُلد في بلدة دي تشوكو في جبال الأنديث (البيرو) عام 1892، ثم توفي في العاصمة الفرنسية باريس عام .1938 ويعتبر باييخو واحداً من أعظم شعراء اللغة الإسبانية في كل العصور، وأكثرهم صعوبة وتعقيداً على الإطلاق. ولكنه يبقى على الرغم من ذلك أحد أوسع الشعراء شعبية. في بداية عام 1918 سافر إلى العاصمة ليما، ونشر بعض قصائده في مجلاتها. وفي نهاية العام نفسه ظهر كتابه الشعري الأول “النذراء السود”. وبالرغم من أن الكتاب يحمل بصمات تيار الحداثة الأمريكي اللاتيني، إلا أن باييخو يظهر فيه كشاعر مختلف. وقد جلب له هذا الكتاب شهرة كبيرة وبدأت سمعته الأدبية بالتعاظم إثر ذلك. و في وقت سابق، كنا قد أقدمنا على ترجمة قصيدته “النذراء السود” إلى اللغة العربية و هي نفسها التي أخذ منها الشاعر عنوان الديوان السابق الذكر كذلك. و هي قصيدة مليئة بالوجع و الإحباط و الألم و الشك و القلق الوجودي الذي تستشعره الذات الشاعرة و من خلالها الكائن الإنساني في دوامة الحياة التي يبدو على أنها ليست في عقيدة الشاعر خير العوالم الممكنة بل هي جهنم و خراب بحكم الظروف السياسية و الاقتصادية و التاريخية و الاجتماعية التي عاش فيها الشاعر و التي نظم فيها هذا الديوان ككل، و التي كانت تجتازها البشرية جمعاء غداة نهاية العقد الثاني من القرن العشرين. و لعل هذه القصة الومضة التي نقلناها إلى العربية ها هنا تتقاطع مع هذه القصيدة كذلك على مستوى التيمة ألا و هي محنة الإنسان في الحياة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.