طلال عبدالله الخوري 7\2\2014
قمنا باكثر من مقال بفضح الخطاب المزدوج للطغاة العرب, فهم امام وسائل الاعلام التي تشاهدها شعوبهم يظهرون بمظهر الابطال المقاومين والممانعين والصامدين بوجه الامبريالية المتوحشة ( الوهمية) التي يجعلونها شماعة لتعليق كل مشاكل شعوبهم من جهل وفقر وتخلف, ولولا عبقريتهم في التصدي والصمود لكانت اوضاعهم اسوء بكثير, بينما في الغرف المغلقة مع الدبلوماسيين الغربيين والاميركان ممثلي رأس الامبريالية فهم كالحملان الوديعة, يقبلون الايدي والاحذية ويضعونها على رؤسهم خشوعا وتذللاً لكي يغض الغرب النظر عن تجاوزاتهم في سرقة شعوبهم و عدم احترامهم لحقوق الانسان لمواطنيهم.
ولحسن الحظ وللتأكيد على كلامنا قام اليوم الرئيس أوباما بفضح هذا التصرف من الطغاة بالعالم امثال ديكتاتور روسيا فلاديميير بوتين, حيث لا حظ بأن هؤلاء الطغاة عندما يكونون بالغرف المغلقة يصبحون كالقطط امامه, ولكن عندما تأتي وسائل الاعلام يظهرون الجدية والملل, وكأنهم الند للند مع رئيس الولايات المتحدة الاميركية وهذا فقط لكي يخدعوا شعوبهم عما يجري وراء الكواليس.
فقد قال الرئيس اوباما في مقابلة مع قناة “إن بي سي”، الخميس، مساء افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي الروسية، “إن المظاهر يمكن أن تكون خادعة أحياناً”, و حول تصرف بوتين الخادع قال: “في الحقيقة عندما نكون في اجتماع نتبادل الكثير من الأحاديث،
وهناك أيضاً الكثير من الفكاهة والكثير من التنازلات من الجانبين”، وأضاف الرئيس الأميركي: “لديه (يقصد هنا بوتين) أسلوبه بالتأكيد الموجه إلى الرأي العام، وهو يجلس براحة ويظهر كأنه يشعر ببعض الملل خلال المحادثات المشتركة، لكنها برأيي ألاعيب سياسية ليظهر بمظهر الرجل القاسي أمام مواطنيه”.
لقد سأل احد الصحفيين دبلوماسي اميركي حول رأيه بالخطاب المزدوج لطغاة سوريا من عائلة الأسد وكيف انهم يهاجمون اميركا وسياساتها, ويشيطنون رؤسائها؟ فأجاب:” نحن لا يهمنا ما يقوله الاسد نحن يهمنا ما يفعله, فعندما نطلب منه امراً ما ونتوقع بان ينجزه بنسبة 60% نتفاجئ بأنه انجزه بنسبة 100% وافضل من كل حلفائنا!؟
نعم هذا هو الخطاب المزدوج لكل الطغاة, التي قاربت نهايتهم لأنهم اصبحوا من الماضي.
مواضيع ذات صلة: بحث السيسي وفضح خيانة الحكام العرب