أنشروا السلام بين الشعوب والأديان والمذاهب والمعتقدات, أنشروا التفاؤل والمحبة والوئام بين الناس وبين الدول وبين كل الأطراف, لا تقتلوا يهوديا ولا مسيحيا ولا مسلما ولا بوذيا, تقاربوا مع بعضكم البعض من خلال بث روح الوعي والثقافة, تبادلوا الزيارات العلمية بين بعضكم البعض, أعينوا بعضكم بما فيه الكفاية, ساعدوا بعضكم وأنفقوا نقودكم على نشر ثقافة حقوق الإنسان, فالإنسان له حقوق واحدة معترفٌ فيها دوليا ولا يوجد فيها تفرقة بين مسلم أو يهودي أو مسيحي, لأن الإنسان هو الإنسان مهما اختلفت ديانته أو فلسفته أو عقيدته أو مذهبه الفكري أو الديني, ولا تعتقدوا أن الله يحبكم على أساس أنكم يهود أو مسيحيين أو مسلمين, إن الله يحبكم بما في قلوبكم من محبة وسلام وتقارب في العواطف.
إسرائيل ليست عدوي ولا عدوكم, إسرائيل لا تكرهني ولا تكرهكم, إسرائيل ليست الشماعة التي نعلق أخطاءنا عليها بشكلٍ دائم ومستمر, نحن في القرن الواحد والعشرين وقد تقدمت العلوم والمخترعات والمكتشفات وبإمكاننا من الآن وصاعدا تحسين علاقتنا بإسرائيل لنعيش مع بعضنا البعض إخوة متحابين وجيران لطفاء جدا, بإمكاننا من الآن أن نحب الشعب اليهودي وأن يحبنا فما زال هنالك أوقات نقضيها مع بعضنا في إيلات أو في العقبة, بإمكاننا أن نخرج في فسحة ونحن نمتطي شوارع تل أبيب أو عمان, بإمكاننا أن نستمع لأغنية جميلة عاطفية ورومانسية من محط إذاعةٍ إسرائيلية أو عربية, وبإمكاننا أن نصلح من أنفسنا وأن نتزين ليومٍ كامل وبإمكاننا أن نلبس أجمل الثياب وبإمكاننا أن نحب ونعشق ونحلم بالسلام بين العرب وإسرائيل وبين المسلمين واليهود, بإمكاننا أن نكون إخوة في الدين وفي الإنسانية فلا يوجد بيننا شعبٌ يعلو على شعب وإنسان يعلو على إنسان آخر, ولا يمكن في هذا الوقت أن نقتل بعضنا لندخل الجنة على حساب الأطفال اليتامى والنساء الأرامل, بإمكاننا الآن أن نحرق أسماءنا القديمة ونستبدلها بأسماء حديثة تدعو إلى المحبة والسلام بين الأمم كافة, وبإمكاننا أن نصلي في أي مكان طالما كانت قلوبنا صافية وعيوننا هادئة وأعصابنا مرتخية.
بإمكاننا نحن وإسرائيل والعالم كله أن نستبدل الأعداء القدامى بالأعداء العصريين, فعدونا الحالي ليس إسرائيل بل هو ثاني أُكسيد الكربون, والغازات الملوثة للبيئة, عدونا اليوم كل نظام غير صديق للطفولة وكل نظام غير صديق للبيئة, بإمكاننا أن نخترع سيارات تخرج القليل من الكربون الملوث للجو, وبإمكاننا الآن أن نستعمل الطاقة البديلة الصديقة للبيئة, فكل طاقة غير صديقة للبيئة هي عدونا العصري, فالبيئة المعادية للإنسان لا تُفرق بين المسلم واليهودي والمسيحي, والزلازل لا تفرق بين المسلم واليهودي والمسيحي, بإمكاننا أن نقف ضد أعداء السلام عن طريق بث الوعي والحضارة والثقافة, بإمكاننا أن نستبدل المناهج التربوية بمناهج تربوية أخرى صديقة للإنسانية, بإمكاننا من الآن وصاعدا أن نمد جسور التعاون بيننا وبين إسرائيل وأن نلعب لعبة كرة القدم على الأراضي الإسرائيلية وأن نتعاون مع إسرائيل من أجل بناء مخيمات كشفية مشتركة بين الطلاب العرب وبين الطلاب الإسرائيليين, وبإمكاننا جميعنا أن نرضخ لقانون مدني واحد يحكمنا جميعنا , قانونا مستلهما من روح الثورة البيضاء ومن روح العصر,بإمكاننا أن نعمر الأرض بالصلاة ونحن نطلب من الله أن يعم السلام على جميع سكان كوكبنا.
إن الله محبة وأمن ونعمة وسلام ولا يمكن أن يمسك باليهودي ويقطع رأسه من أجل أن يرضى الطرف الآخر, ولا يمكن أن يقطع رأس المسلم من أجل أن يرضى اليهودي, فهذه كلها خزعبلات غير منطقية, الله يحبنا جميعا ويحب أن يرانا متحابين ومتعاطفين مع بعضنا البعض, الله يحب كل الجنس البشري وهو على استعداد ليفدينا جميعا ولا يفرق بيننا مطلقا فالله لا يمكن أن يرسل بجنود له على الأرض تقاتل مع المسلم ضد اليهودي ولا مع اليهودي ضد المسلم ولا مع المسلم ضد المسيحي, الله خلق الإنسان وأحبه وميزه عن باقي المخلوقات بالإدراك, جعل الإنسان يميز بين الخير وبين الشر وبين الكره وبين المحبة, فالله لا يمكن أن يعمل قواكإجر لهم على قتلهم لإخوانهم في الإنسانية, الله نور وضياء ومحبة, الله يفضل أن يرانا نمارس الحب والجنس والرومانسية ولا يفضل أن يرانا ونحن نقتل بعضنا البعض, الله أحب العالم والعالم أحبه, الله أعطى العالم دون أن يأخذ منه شيئا, إن الله قد دلنا على أعدائنا الحقيقيين, إن البيئة غير الصديقة للإنسان هي العدو الأول والأخير لنا.
الله كل يوم يطعم ويسقي اليهودي ويطعم ويسقي المسلم ويطعم ويسقي المسيحي, لذلك من المستحيل أن يكون اليهودي عدوا لله أو عدوا للمسيحي أو للمسلم, لماذا لا نقف من بعضنا البعض وقفة حق وعدل, الله يرعى جميع الناس ويهتم بها, وحتى الحيوانات والحشرات يرزقها, الله لا يكره أحدا فهذا غير موجود إلا في مخيلة أغلبية الجهلة والغوغائيين, هنالك أخطاء عقائدية دينية راسخة في أذهان الجهلة الذين لا يشغلون عقولهم البتة, فمتى كان الله يقبل بالظلم ويقبل بالقتل وبسفك الدماء؟ ومتى كان الله صاحب(ماخون) يسكّن به من قتل مسيحيا أو يهوديا, إن الدين عند الله واحد والله دينه المحبة والسلام والعدل والرومانسية, وأنتم هل من الممكن أن تقبلوا بأن تروا أبناءكم يقتلون بعضهم البعض؟ أم تفضلوا أن ترونهم يمارسون الحب والرومانسية؟ فإن كنتم أنتم هكذا مع أبنائكم فتأكدوا أن الله أيضا هكذا لا يحتمل أن يرى منظر الناس وهم يقتلون ببعضهم البعض بل يفضل أن يراهم يحبون ببعضهم البعض.