أنت من يحمل الوطن عندما يأتيه الطوفان

تجمّلي سيدتي ولا تعبأي بعدد السنين، لأنك أنت الحياة والجمال والسنين…..
تجملي سيدتي، لأن الكون جميل عندما تكونين جميلة وقبيح جدا جدا عندما تُهانين….
….
اتهمونني بأنني تطاولت على “الذات الإلهية”….
فقلت لهم:
لم أتطاول إلاّ على الإله الذي تتطاول علي، لا أكثر ولا أقل، وهذا أبسط حق من حقوقي..
الإله الذي يأمر بضربي سأضربه ولو بفردة حذائي!
….
ما أقبح “الإله” عندما تكونين في عرفه كالكلب الأسود والحمار!!
وأنت مصدر الديمومة والخصب والعطاء….
ما أقبح “الإله” الذي يزعم أن النساء أكثر أهل النار!
وأنت من تبذل عمرها بغية صناعة انسان…
ما أقبح “الإله” الذي يزعم أنك ناقصة عقل…
يختارك كي تنجبين رجلا بعقل كامل، ثم يزودك بنصف عقل لإنجاز تلك المهمة؟!
يبدو أنه لا يدري أن المرأة بـ “نصف” عقل، لن تنجب إلا رجلا بلا عقل، وهذا ماحدث!
لذلك، نحن اليوم أمام كارثة جنون جماعي يهدد أمن العالم كله…
ملعون ذلك “الإله” الذي يعتبرك نجسة، وهو يعلم بأنه من “نجسك” تولد الحياة….
….
تجمّلي سيدتي واكشفي عن ملامح وجهك الجميل، كي تخففين من قباحة الحياة ووزر شياطينها…
ارفعي رأسك عاليا، فالكون مدين لك لأنك ـ باختصار ـ مصدر استمرايته…
اليوم يومك فغرّدي، لأن صوتك هو نبض الحياة…
وحيث يقمعون هذا الصوت يموت كل أثر للحياة….
اليوم يومك فالبسي الأحمر، لون الورد وشقائق النعمان…
وثوري، ثوري على “إله” الشرق كي تجعلين من شريعته وقودا لنارك..
علنا نفيق على وطن جديد…
وطن يعيش فيه الإنسان كالإنسان….
فأنت من يحمل الوطن عندما يأتيه الطوفان…
…..
في عيدك سيدتي، لا يسعني إلاّ أن أقول:كل عام وأنت امرأة…
كل عام
وأنت أم وأخت وزوجة وابنة وعمة وخالة وحبيبة وصديقة رجل يقدّر وجودك ويحني رأسه أمام عظمتك…
كل عام وأنت أجمل….